مكان معزول عن كُل الرياض -
ركن سيارته سلطان و نزل يتكي على الكبوت عيونه على نايف بالدباب . يجهل ضيقه و خروجه المُفاجى و وصله قلبه هنا . دل مكانه وعرف إن طريقته الوحيده في التخفيف عن ذاته هي ركوب الدباب - وقف متكتف يناظر سرعته المجنونه وكل شيء يدل ان الامر مو سهل نهائي ..
عقد حاجبينه من رجع ولقاء سلطان غمض عيونه و نزل يشيل الخوذه عنه ، ا
ميل شفايفه ببتسامه و تقدم له يحضنه بشوق كبير : وحشتني يشهد الله يانايف
تنهد يخفي غضبه وابعد عنه : عشت الجرح انت وهالمره ترده لي ! ليه ياولد عمي ليه !
عقد حاجبينه سلطان مستغرب : وش تقول !
نايف : أقول أعرف أن الجرح الي جاك ما كان سهل و تعرف انت اني اكثر واحد وقف معك انجرحت معك بالخفاء وبلعت سكين و سكتت ! تردها لي كذا
تكتف سلطان يهز راسه له يكمل
نايف : ليش تقبل عمها ياخذ الهنوف ! ليش تعطيه ياسلطان
تنحنح سلطان: فهمني ياخي ! صاحي انت وش دخل الهنوف
تنهد بعُمق و نطق بصوت مرتجف : أبيها يا سلطان
رجف قلب سلطان للحظه و كمل نايف : أبيها أنا ما رجعت من غربتي الى اني اطمع في وطنها اجي القاها مخطوبه ! تكفى لا تحرق قلبي
سلطان : تحبها ! ليش ما حكيت ليش ما قلت لي سلطان ابيها واحبها ليش رضيت بالبعد كل هالسنين و سكتت لين متى وانت تسكت عن اللي تبي ! وش يفيد الحين انخطبت الهنوف
عض شفايفه و رفع عيونه بقهر : أموت بحسرتي ! ولا ارجع مثل كل مره اهرب للخارج ! تعبت مافيه أرض تلم حزني
سلطان: طيب وش تبي انت الحين وش يرضيك ! انا كلمت الهنوف من البارح ومخليها تفكر
نايف : الامور معقده خلقه لكن اسالها ما تحمل بقلبها مشاعر لي ! ما شافت لهفة عيوني صوبها !
تنهد سلطان اللي يحس وده الأرض تنشق و تبلعه ، مافيه أصعب من الحُب يعرف بـ مقدار الالم ومقدار الجروح اللي يخلفها
رجع نايف يضرب بيده بكل قوه على الدباب : سلطان تكفى
غمض عيونه بهدي نفسه : تبي تكلمها ؟ امش معي
نايف : والناس اللي عندك بالبيت !
سلطان : عمي وجدي رجعوا وبتال مع مالك امش انت
ترك دبابه و مشى يركب مع سلطان سيارته ..جناح الجادل
أبتسمت الهنوف من طاري بتال و تنحنت: يقبل بـ هيرا ؟
ضحكت الجادل: اكييييييد يقبل بس انتي شرايك ؟
تنهدت الهنوف وابتسمت : صح ما عمري لمحته الا مره ومن بعيد لكن احس موافقه بس بستخير واشوف سلطان
قامت الجادل و اخذت جوالها تفتح على صورة بتال : شوفيه هذا بتال قلبي الثاني و نور عيني
ابتسمت الهنوف تتامل صورته سماحة وجهه و أبتسامته و ضحت لها أن حنية الدنيا كلها بقلبه
ابتسمت الجادل تشوف الانبهار بعيونها : وينك يابتال تجي و تشوف
الهنوف : اقول بنت
ضحكت ترتشف من قهوتها : وش قالت خالتي ؟
الهنوف : امي تقول القرار قراارك و حابه جدتك حيل
الجادل : الله يكتب لك الخير واحنا ترا معك في اي قرار تاخذينه
لفت مرعوبه من فتح اللباب سلطان بكل قوه
سلطان: هنوف تعالي معي
فزت واقفه: شفيك
سلطان: امشي تعرفين تحت
مشت نخرج قدامه مستغربه انفعاله .. وقفت الجادل تشوفه معصب لاول مره كذا وبشده ما عهدتها : سلطـان!
وقف يتنهد من أثر نبرتها و لف لها : قلب سلطان !
تقدمت له تمسك ذراعه : حاصل شي ؟
لف يشوف الهنوف واقفه عند الباب و لف للجادل : مو حاصل شيء بعدين احاكيك
تركه ومشى يخرج وراء الهنوف لحقته تقفل باب الجناح و رجعت تجلس مستغربه ..