-المطار
صعدوا الطائره بعد وصولهم وقت النداء الأخير .. رفع شنطته و دخل للمقعد لأول مره يحس بإن الدنيا ضايقه فيها ومقفله بكل ابوابها بوجه ،تنهد وجلس يفك زرار ثوبه العلوي
جلس سلطان بجواره يشوفه بالحال ذا . مد كفه يشد عليه
لف له راشد : مخنوق مّره ! وكأن كل هالدنيا بأهلها فوق صدّري
عقد حاجبينه سلطان: كل شيء بيهون صدقني و بترجع معك تفائل خير
تنهد راشد و لف يناظر الشُباك بجانبه بداية خط نور الفجر بالسماء
رفع كفه يشد به على ذراعه يشوف الضيق يتمدد للصدر أعز وأغلى أخوياه يساويه بماء عينه واكثر : المشارق كل يومٍ تُاكد لي بأنّ الله لا يُبقي ظلاماً ياراشد ،والنور بيشمل قلبك لا تضيق
كمل يناظر بدايات الفجر و شروق الشمس من بين الظلام خط النور اللي تسلل و امحى كل عتمه : يارب و قلبي
ارتكى سلطان براسه على المقعد رفع ياقة ثوبه يشم عطرها العالق فيه .. حضنها الأخير له و الأحبك منها كانت غيثٍ حيْت عقبه صحاري صدره وأبتل كل عرق بقلبه وارتوىالكويت - بيت روان
دخل غياث بكل غضبه مُمسك بها مع ذراعها رماها بكل قوته على الكنب ، ضحك ينفض يده بأشمئزاز منها
روان : راح تندم بعدين مو الحين
غياث : انتي فيك حيل تتكلمين للحين ! لا اسمع لك حس انكتمي
سكتت روان تناظر بيتها اللي دايما يشهد لحظاتها السعيده بالكويت و الأيام العذبه اللي مرتها هنا هالمره يصعب عليها تجلس بالكويت ضاقت الدنيا بما رحبّت فيها ..
غياث : قومي اصعدي غرفتك ولا اشوفك نازله !وجهك ذا مابي اشوفه
لف للخدم بجواره : اخذوها ولو تموت من الجوع بعد ابرك
قامت روان تبعد يدين الخدم عنها صعدت الدرج بكل ثقل ولا هو الا ثقل قلبها عليها ..
خرج غياث من كامل البيت و جلس بالحديقه الامامية رفع جواله من وصله اتصال من احد رجاله
غياث : قول وش عندك ؟
الطرف اللاخر : استاذ راشد خرج للمطار ومعه خويه
غياث : عندك علم وين مسافر ؟
الطرف الاخر : الكويت
ضرب بكفه على الكرسي : من اللي معه ؟
الطرف الاخر : سلطان الليث خويه طال عمرك
تنهد بغضب ونية سيئه قاصدهم بها : جيبي لي معلومات كامله عن سلطان الليث
وقف يرمي جواله و رفع صوته بـ : شددو الحراسه حوالين البيت أسوار الحديقه و عتبات البيت لا احد يتعداها الا بإذن مني ، عُلم ؟
الكل : تم طال عمرك
مشى و تركهم خلفه طلع بكت زيجارته و أحرق فيه الدنيا ضج البيت بالرائحة السيئه و نيران الغضب تثور من عيونه ..الرياض - بيت مالك
دخل البيت معه خط مُكالمه من عمه ، رفع يده قاصد السلام ومشى يتعداها للغرفه
ريم جالسه بهدوء و غضب ياكل جوفها ردت نظرها للكتابه تكمل قراءه .. عضت شفايفها بقهر من سمعته : ابشر ابشر هيا فمان الله
سكر من عنده مالك ومشى يجلس بجنبها : وش مسويه اليوم
سكتت ريم ولا ردت ..
مالك : ريم! اكلمك انا
لفت له وقامت تبعد البطانيه عن رجولها : مبروك !
وقف من شافها رمت هالكلمه و مشت .. لحقها يسحبها مع ذراعها
وش قلتي ؟ مبروك على وش !
صدت بعيونها تتحاشى النظر له : مبروك زواجك من ست الحسن !
ضحك مالك بصدمه : كيف !
ريم : يعني وش تحسب ! ماراح اعرف ولا ايش ؟ هبله انا ؟
مالك رفع حاجبه مستغرب اندفاعها الشديد بالكلام : صاحيه على نفسك وش تقولين
ريم ؛ انا ما حكمت من فراغ انا سمعت كل الحديث وان عمك يبيك تاخذ بنته
مالك : واذا سمعتيه !ريم يعني بتهونين علي بكل هالسهوله ؟ افا
دمعت عيونها تدري بحُبه الكبير و تضحياته الدائمه عشانها : هذا اللي سمعته منه ! مالك لا تلومني !
مالك : سمعتي اللي انتي تبغين تسمعينه ! سمعتي ردي له ولا ؟ اكيد لا
ريم : وش نهاية الحكي ! وشهو قوله؟ ما هان علي اسمع ردك و ينجرح قلبي منك
مالك : وتسالين بعد ! المفروض عارفه بقدرك و مكانتك عندي واني ما اقبل لك بديل ولا اساوم عليك ولا افكراصلا!
سكتت ريم ولا ردت غارقه بدموعها و قوة انهمارها
تنهد يهدي نفسه من انفعاله و لف يخرج من عندها بكل غضب يملاه لأول مره يتركها خلفه بكل هالدموع
جلست على الكنب تبكي بشده دموعها أحرقت ناعم خدودها ..