بارت 48

7.5K 208 92
                                    


-المطار
صعدوا الطائره بعد وصولهم وقت النداء الأخير .. رفع شنطته و دخل للمقعد لأول مره يحس بإن الدنيا ضايقه فيها ومقفله بكل ابوابها بوجه ،تنهد وجلس يفك زرار ثوبه العلوي
جلس سلطان بجواره يشوفه بالحال ذا . مد كفه يشد عليه
لف له راشد : مخنوق مّره ! وكأن كل هالدنيا بأهلها فوق صدّري
عقد حاجبينه سلطان: كل شيء بيهون صدقني و بترجع معك تفائل خير
تنهد راشد و لف يناظر الشُباك بجانبه بداية خط نور الفجر بالسماء
رفع كفه يشد به على ذراعه يشوف الضيق يتمدد للصدر أعز وأغلى أخوياه يساويه بماء عينه واكثر : ‏ المشارق كل يومٍ تُاكد لي بأنّ الله لا يُبقي ظلاماً ياراشد ،والنور بيشمل قلبك لا تضيق
كمل يناظر بدايات الفجر و شروق الشمس من بين الظلام خط النور اللي تسلل و امحى كل عتمه : يارب و قلبي
ارتكى سلطان براسه على المقعد رفع ياقة ثوبه يشم عطرها العالق فيه .. حضنها الأخير له و الأحبك منها كانت غيثٍ حيْت عقبه صحاري صدره وأبتل كل عرق بقلبه وارتوى



الكويت - بيت روان
دخل غياث بكل غضبه مُمسك بها مع ذراعها رماها بكل قوته على الكنب ، ضحك ينفض يده بأشمئزاز منها
روان : راح تندم بعدين مو الحين
غياث : انتي فيك حيل تتكلمين للحين ! لا اسمع لك حس انكتمي
سكتت روان تناظر بيتها اللي دايما يشهد لحظاتها السعيده بالكويت و الأيام العذبه اللي مرتها هنا هالمره يصعب عليها تجلس بالكويت ضاقت الدنيا بما رحبّت فيها ..
غياث : قومي اصعدي غرفتك ولا اشوفك نازله !وجهك ذا مابي اشوفه 
لف للخدم بجواره : اخذوها ولو تموت من الجوع بعد ابرك
قامت روان تبعد يدين الخدم عنها صعدت الدرج بكل ثقل ولا هو الا ثقل قلبها عليها ..
خرج غياث من كامل البيت و جلس بالحديقه الامامية رفع جواله من وصله اتصال من احد رجاله
غياث : قول وش عندك  ؟
الطرف اللاخر : استاذ راشد خرج للمطار ومعه خويه
غياث : عندك علم وين مسافر ؟
الطرف الاخر : الكويت
ضرب بكفه على الكرسي : من اللي معه ؟
الطرف الاخر : سلطان الليث خويه طال عمرك
تنهد بغضب ونية سيئه قاصدهم بها : جيبي لي معلومات كامله عن سلطان الليث
وقف يرمي جواله و رفع صوته بـ : شددو الحراسه حوالين البيت أسوار الحديقه و عتبات البيت لا احد يتعداها الا بإذن مني  ، عُلم ؟
الكل : تم طال عمرك
مشى و تركهم خلفه طلع بكت زيجارته و أحرق فيه الدنيا ضج البيت بالرائحة السيئه و نيران الغضب تثور من عيونه ..


الرياض - بيت مالك
دخل البيت معه خط مُكالمه من عمه ، رفع يده قاصد السلام ومشى يتعداها للغرفه
ريم جالسه بهدوء و غضب ياكل جوفها ردت نظرها للكتابه تكمل قراءه .. عضت شفايفها بقهر من سمعته : ابشر ابشر هيا فمان الله
سكر من عنده مالك ومشى يجلس بجنبها : وش مسويه اليوم
سكتت ريم ولا ردت ..
مالك : ريم! اكلمك انا
لفت له وقامت تبعد البطانيه عن رجولها : مبروك !
وقف من شافها رمت هالكلمه و مشت .. لحقها يسحبها مع ذراعها
وش قلتي ؟ مبروك على وش !
صدت بعيونها تتحاشى النظر له : مبروك زواجك من ست الحسن !
ضحك مالك بصدمه : كيف !
ريم : يعني وش تحسب ! ماراح اعرف ولا ايش ؟ هبله انا ؟
مالك رفع حاجبه مستغرب اندفاعها الشديد بالكلام : صاحيه على نفسك وش تقولين
ريم ؛ انا ما حكمت من فراغ انا سمعت كل الحديث وان عمك يبيك تاخذ بنته
مالك : واذا سمعتيه !ريم يعني بتهونين علي بكل هالسهوله ؟ افا
دمعت عيونها تدري بحُبه الكبير و تضحياته الدائمه عشانها : هذا اللي سمعته منه ! مالك لا تلومني !
مالك : سمعتي اللي انتي تبغين تسمعينه ! سمعتي ردي له ولا ؟ اكيد لا
ريم : وش نهاية الحكي ! وشهو قوله؟ ما هان علي اسمع ردك و ينجرح قلبي منك
مالك : وتسالين بعد ! المفروض عارفه بقدرك و مكانتك عندي واني ما اقبل لك بديل ولا اساوم عليك ولا افكراصلا! 
سكتت ريم ولا ردت غارقه بدموعها و قوة انهمارها
تنهد يهدي نفسه من انفعاله و لف يخرج من عندها بكل غضب يملاه لأول مره يتركها خلفه بكل هالدموع
جلست على الكنب تبكي بشده دموعها أحرقت ناعم خدودها ..

ياضحكة الأرض عقب السنين العجاف حيث تعيش القصص. اكتشف الآن