الجزء السابع والثمانين

586 22 7
                                    

اليوم الثاني
كان الصلاة على ابو صقر وقت الظهر صلو عليه و دفنوه وقعدو يدعوله و يواسون عياله
قصي : عساه بالجنة يارب عظم الله اجركم
حضن صقر وبكى صقر بحضنه
قصي : صقر وراك اهل يا صقر خلك قوي
كان الليث واقف قدام قبر ابوه و وللحين مو مستوعب اللي صار
وذيب كان منهار وقاعد بالسيارة يبكي ماحضر الدفن ابد اما آسر كان واقف بعيد عنهم ومتجمد مكانه يطالعهم و ذياب كان ساكت و يرد على الناس
ذياب : جزاكم الله خير ماتقصرون
رجعو للبيت و بدأت المجالس والبيت الشعري يملأ بالرجال والبيت يملأ بالحريم
كانو كلهم يبكون اللي يواسي ام صقر واللي يخفف على بناتها واللي ترد على الحريم كانو كلهم يد وحدة وقتها



وصلو اهل ابو نايف ودخلو داخل
ريوف : دقايق بس بجيب جوالي بالسيارة
دخلو كلهم و ريوف راحت تجيب جوالها ورجعت وشافت احد قاعد جمب الملحق
ريوف : ياشينها مناهل لا اكتئبت حجرت نفسها بذا الملحق
فكت نقابها وخففت طرحتها يعني نص شعرها باين وراحت تشوف مناهل
ريوف : مناهل قومي داخل
لف عليها وطالعها بعيونه الحمراا ماعرفت مين هو لأنه متلثم بشماغه بس نظرته ارعبتها
ريوف : مين انت ؟؟
صد عنها وقال : ادخلي داخل
ريوف : ليه ماتروح عند الرجال ؟ ادخل داخل
ذيب : ماني ناقص كلامهم انا ادخلي داخل وفكيني
نست نفسها وجلست لكن تبعد عنه شوي وقالت : روح لهم سلم عليهم ماتبي تسمع الناس تدعي لعمي ؟
ذيب بنبرة مهزوزة قال : ماتعرفين انتي يوم يقعدون كل شوي يذكرون ابوتس وهو ميت ؟
ريوف : اتوقع انت واحد من التوأم صح ؟
ذيب : يا بنت الناس ادخلي داخل
فكت الشماغ عن وجهه وهو يطالعها مصدوم وطلعت منديل من شنطتها وقالت : امسح دموعك وخلك قوي وادخل عندهم
قعد يطالع فيها و دموعه تنزل غصب عنه مو قادر يوقفها ابد
ذيب : طيب ابوي راح
ريوف : راح للي ارحم مني ومنك ادعيله هو الحين مايبي الا دعواتك لاتعذبه بدموعك
غطى وجهه بشماغه وشده على وجهه وبكى قدامها وهي بكت معه
ريوف : ياخيي
مسكت يده وقالت : قوم شوي قوم
قام معها ودخلته للملحق وقالت : تعال غسل وجهك
كانت تحركه وهو كأنه جثة يمشي معها ، غسلت وجهه ونشفته
ريوف : اقعد بجيب لك مويا
جابت له مويا وشربته وقعدت تطالع فيه وهو يطالع في الارض
ريوف : اخليك الحين ؟ مارح تنهار صح ؟
غمض عيونه بقوة وسكت مارد عليها
ريوف : اكلت ؟ الظاهر لا ، عادي تقعد هنا شوي واجي ؟ مارح اطول
ذيب : خلاص ادخلي عند الحريم انا بنام هنا
ريوف : لا تنام انتظرني
ذيب : طيب
طلعت ريوف وهو يطالعها مايدري مين هي بس سامع صوتها من قبل وحافظه حفظ اما ريوف طلعت تجيب له غداء ورجعت
ريوف : سم
ذيب : ماني مشتهي
ريوف : لو سمحت ، طيب مو عشانك انا مدري مين عشان اقولك كذا بس عشان خاطري تكفى
طالع فيها وهي تناظره برجاء وقال : طيب
قعد يأكل وهي تطالع فيه لين خلص يأكل
ريوف : الحين بخليك انتبه على نفسك الله يخليك طيب ؟ واذا احتجت شي كلمني تمام ؟
عقد حواجبه وقال : مين انتي ؟
ريوف : اول شي انت ذيب ولا ذياب ؟
ذيب : ذيب
ريوف : انا ريوف بنت قاسم
ذيب : تمام
ريوف : لاتنسى الحي ابقى من الميت انتبه على نفسك وان كنت تغلي ابوي تصدق عنه وادعيله
حضنها ذيب بقوة وبكى بحضنها وهي منلجمة مكانها ماقدرت توخره من قوة ماهو شاد عليها كان يبكي ويشهق كأنه طفل صغير اجهش بالبكاء بطريقة مفجعة
رفعت يدينها وشدت عليه وبكت وقالت : ذيب تكفى خلاص
ذيب : وش ابي بالدنيا و ابوي مب فيهه وش ابيي اناا ليه كنت عايش انا ما كنت عايش الا عشان ابوي
ريوف : طيب ادري والله مب هين قسم بالله مو هين بس الله يخليك انت اقوى من كذا انت اقوى من كذا والله
بعدت عنه ومسحت دموعه وهو باقي يشهق
ريوف : لا تنهار قدامهم بتخليهم ينهارون وراك اذا كنت محتاج شخص تنهار عنده تعال لي انا والله بسمعك
طالع فيها وقال : ان شاء الله
ريوف : يعني اروح الحين طبت ؟
هز رأسه بمعنى " ايه "
ريوف : استودعتك الله
طلعت من عنده وهو قعد يطالعها لين اختفت و غسل وجهه و طلع للرجال



عند البنات
الهنوف : تعالي تعالي ، وين كنتي ؟
ريوف : بعدين بقولك مو وقته الحين
الهنوف : الحين تقولينن وين كنتي ؟؟
ريوف : شفت ذيب يبكي منهار مرا سويت له اكل و قعدت معه لين هدأ
الهنوف : ما شاء الله ؟ ومن متى الحنية ؟
ريوف : يختي وربي لو شفتيه انتي يتقطع قلبك عليه ماقدرت اروح واخليه كان يبكي كأنه بزر ابو سنتين
الهنوف : طيب
ريوف : لا تعلمين احد
الهنوف : يصير خير
ريوف : الهنوففف ترا ماسويت شيي
الهنوف : طيب خلاص قلت يصير خير قومي شوفي لين واريج وكيان على الحنية اللي فيك حني عليهم
رفعت ريوف حواجبها وقالت : كلي تبنين
جلست سلمى جمبهم بعد ما بكت بكى السنين
خولة : وين البنات ؟
سلمى : مدري
سارة : قومي شوفيهم وينهم
طلعت سلمى غرفة البنات ومالقتهم و حولت لغرف العيال



عند الرجال
كانو يذكرون ابو صقر و صقر واخوانه يبكون الا ذياب اللي كان قاعد زيه زي المعزين جامد مانزلت له دمعة للحين مو مستوعب شي
جمال : ذياب قم رح نام
ذياب : لين يمشون الرياجيل
جمال : خلاص كفيت و وفيت رح واترك الباقي علينا
ذياب : خلني بس
قام قصي ومسك ذياب وقال : قم خلاص روح داخل
ذياب : ياخي خلوني مافيني شي انا شوف اخواني تعبانين مين بيقعد عند الرجال ؟
سلمان : احنا وش يعني ؟ روح يرحم والديك داخل
قام ذياب بعد اصرارهم و دخل من باب المطبخ وقال بصوت عالي : يا ولددد
قامت اريج و قالت : هلا ؟
ذياب : ابي طريق لغرفتي
اريج : امش
مشى وراح لين غرفته ورمى نفسه بالسرير ويطالع السطح
ذياب : ابوي ؟ مات ؟
قام وتربع وقعد يطالع الفراغ ورفع رأسه اول ما شاف الباب ينفتح
سلمى : لينن ؟؟
طالعت ذياب وشافت وجهه البارد وكان شاحب مرا
سلمى : معليش بالغلط
سحبت نفسها وطلعت وقفلت الباب و رجعت اول ماسمعت صراخ ذياب دخلت بسرعة وشافت ذياب اللي ماسك رأسه ويصارخ
سلمى : ذياب ذياب صحصح ذياابب ذيااببب تكفى لايسمعونكك ذيااابب
قفلت عليه الباب ورجعت له وقالت : ذياب يا عيوني انت اهدأ شوي بس شوي تكفى اسمع كلنا ماشين بهالطريق بس بس لا تسوي كذا تكفى
ذياب : ابووييي ابويي ابووويييي
سلمى : طيب ارتاح شوي اهدأ بس شوييي
ذياب : ياربي لو انك ماخذنيي انااا لو انك ماخذني اناااااا
كان يضرب رأسه بقوة ويبكي وهي خافت عليه ماتدري وش تسوي
سلمى : ذيابب ذياب الله يخليكك لاتسوي كذا
مسكت يدينه وبعدتها عن رأسه وطالعت بعيونه تحديدا وقالت : بس يرحم امك بس
قعد يطالع فيها ودموعه تنزل بغزارة
سلمى : بتهدأ الحين طيب ؟
حضنته لا شعوريا وقعدت تمسح رأسه وتقرأ عليه وهو مستمر بالبكاء
سلمى : ذياب لو سمحت
مسكت وجهه ورفعته وقعدت تطالع فيه وقالت : اسمعني اسمعني واذا ما اقتنعت بعدين ابكي لين متى ماتبي بس اسمعني طيب
ذياب : وشو ؟
سلمى : عمي زايد يتعذب الحين يوم انك تبكي الحين تدري ولا لا ؟ عمي الحين مايبي الا تدعيله بالرحمة والمغفرة وتسوي كل شي عشان مايموت بقلوب الناس وتخلي كل الناس تذكره بالخير مايبيك تبكي يبيك تسوي له خير واجر يكسبه حتى لو هو ميت بير مسجد تكفل ايتام سوي كل شي تقدر عليه بس لا تقعد كذا تقطع قلبك وقلب اللي حولك عليك كذا رح تتعب ومحد يبي هالشي هذا قضاء وقدر والحمدلله على كل حال مانبي نعترض هو سبقنا وحنا بنلحقه كلنا ماشين بهالدنيا كلنا فانين محد باقي الا ربك يا ذياب مهما ضاقت فيك الدنيا ربك موجود صل ركعتين واقرا قران بترتاح قسم بالله لو وش بقلبك ترا ماينزل السكينة بالقلب الا ذكر الله ذياب انت اقوى من كذا ، ما اقولك لا تبكي ابكي لين ترتاح ترا مايريح النفس الا البكاء بس لا تتعب نفسك مرا خلك جبل مايهزك ريح
ذياب : انكسر ظهريي كسرو ضلوعيي يا سلمى
سلمى : ادري ان فقد الاب مو شي هين خصوصا انتو بعلاقتكم مع ابوكم ، عمي كان زين معنا كيف معكم انتو عياله ، بس لازم نصبر كل هذي اقدار وملزوم علينا نتحملها ان كنت صدق تحبه لاتقطع عنه الاجر
مسح دموعه بعد ما حس انه ارتاح شوي من كلامها
سلمى : مابي اروح وانا خايفة عليك ، مارح تسوي شي صح ؟
ذياب : لا
سلمى : لا اوصيك نفسك يا ذياب
مسح دموعه قبل لا تنزل وقال : عادي احضنتس ؟
ابتسمت سلمى وحضنته وهو دفن وجهه بشعرها وهي تمسح رأسه
ذياب : آسف
سلمى : ابد انا موجودة وقت ما بغيت تفضفض تعال
ابتسم ذياب وهي طلعت وتركته



في جناح مناهل
كانت قاعدة وخايفة على آسر من وقت ما طاح ابوه للحين ما شافته
مناهل : يارب ما يكون زعلان مني والله يارب انا مالي دخلل ليه يحطونها فيني
دق جوالها وشافت اسمه وتنهدت براحة وردت عليه
مناهل : هلا آسر ، شلونك ؟ فيك شي ؟ ابي اشوفك
آسر : ارجعي مع اهلتس
مناهل : ليه ؟
آسر : مابي تسمعين كلام امي وخواتي انا ادري وش اللي بينقال لتس مابي تتحملين شي
مناهل : بتحمل عشانك راضية يا آسر
آسر : بس انا مو راضي
مناهل : انت تبيني اروح ؟
آسر : لا والله ما ابيتس تروحين
مناهل : طيب انا بنزل تحت ابي اشوفك
آسر : تمام
قفلت مناهل ولبست عبايتها وحطت الطرحة على رأسها بخفيف يبان نص شعرها و نزلت للحوش وشافته
راحت له ورفعت يدينها تلمس وجهه وقالت : انت بخير ؟
حضنها و وشدها لحضنه وبكى وهي سكتت وبكت معه
آسر : هو انا السبب ؟
مناهل : مو انت يا روحي مو انت هذا يومه ومكتوب له انت مالك ذنب يا آسر
آسر : مناهل لا تروحين وتخليني تكفين ابيتس انا لاتخليني مثل ما خلاني ابوي
مناهل : مارح اخليك وانا ابيك بس ابي منك تقوى مابي يهزك شي ابوك الله يرحمه والحي ابقى من الميت يا آسر طيب ؟
غمض عيونه وهز رأسه بمعنى " ايه "



بعد اسبوع

لو قلت لقلبي توب عيني تكذبنيحيث تعيش القصص. اكتشف الآن