الفصل التاسع والستون 'عيني الصقر'

3.5K 163 143
                                    




إذا حابين تدعموني لا تنسون تصوتون للرواية، تعلقون أو تتابعون الحساب



الفصل التاسع والستون 'عيني الصقر'

.

.

.

يعترف مكرهاً بأنه و بالرغم من أنه شخصٌ قوي مفعم بالنشاط دائماً، ولا تؤثر فيه حقاً أمور مثل الحمى أو حتى صداعه أو أرقه، إلا أنه حدثت الكثير من الأمور مؤخراً، ابتداءً بعدم قدرته على النوم، ثم إصابتيه اللتان زادتا الأمر سوءاً، و انتهاءً بتوقفه عن الشرب والتدخين بسبب شرطها الأحمق. و منذ أن فعل و هو غير قادر على السيطرة على صداعه بشكل فعال و أصبحت الأدوية لا تفيده. لذا نهوضه من سريره الآن لم يكن شيئاً يرغب به فعلاً، أراد أن يغمض عينيه ليريح جسده قليلاً حتى لو لم يستطع النوم، لكن ما أن توجهت نحو الخزانة حتى تذكر ملف لوكاس الذي وضعه على أحد الرفوف هناك

و هذا ليس الوقت المناسب بكل تأكيد حتى يقع بين يديها

نهض من سريره فوراً ليمشي نحوها، ناسياً لوهلة أنها توجهت لتغيير ثيابها، ليرى ما كانت تلبسه ملقىً على الأرض عند قدميها. لم يستطع أن يراها حقاً لأن باب الخزانة كان يغطي معظم جسدها، إلا جزءاً من ساقيها، بدت على عجل و غير منتبهة له، لذا و في اللحظة التي وصل عندها شهقت بقوة لتمسك بالقميص الذي كانت قد سحبته لتغطي به صدرها و ما تقدر من جسدها

نظرة عينيها و هي تنظر إليه برعب جعلته يشعر بسعادة غريبة، حتى في وضعه هذا

شعر فجأة بأنه يريد أن يغيظها، رغم أنه قبل ثوان فقط لم يكن في مزاج لأي شيء. بل في الواقع كان يشعر طوال الوقت بأنه يرغب بخنقها بسبب ذلك الشرط السخيف، لكن الفكرة التي طرأت بعقله الآن تبدو أفضل.

لأنها لن تنظر إليه إلا بعينين غاضبتين إن أحكم قبضته على عنقها، فلن يهمها ذلك كثيراً. لكن وقوفها بلا ثياب أمامه يبدو أن له تأثير شديد عليها لأن هذه النظرة تجعله يشعر بشيء غير سوي رغم وضعه الصحي الحالي

" لم تنته الدقيقتان بعد!!"

جسدها كان يرتعش وهي تنظر إليه بتلك العينين الواسعتين، و أصابعها تتشبث بقوة بالقميص حتى استطاع أن يرى بياض مفاصلها

" هههه ما أدراني، لم أحسب الوقت !"

بدت كقطة خائفة محاصرة. هو لا يحب القطط أو الحيوانات ولكنها بدت لطيفة و بدت مستعدة لتقوم بخدشه في أية لحظة

اقترب منها أكثر ليرفع يده، ولم يستطع السيطرة على ابتسامته حين انكمشت على نفسها تماماً و هي تحضن القميص و تغلق عينيها. لكنه لم يلمسها بل مسك بالملف الذي كان جزءاً منه ظاهراً من على الرف ليدسه، قبل أن يخفض رأسه ويرجع تركيزه عليها

مَاريغُولدحيث تعيش القصص. اكتشف الآن