الفصل السادس و الخمسون ' مصدر أمان '

1.9K 150 95
                                    




إذا حابين تدعموني لا تنسون تصوتون للرواية، تعلقون أو تتابعون الحساب



الفصل السادس و الخمسون " مصدر أمان "

.

.

.

في الفناء الخلفي للمنزل، بدت الطبيعة وكأنها تحتضن سكون الليل رغم برودته. رائحة الطعام الممزوجة برائحة دخان الفحم المحترق، النار المتقدة في المدفأة الخارجية التي ألقت توهجاً لطيفاً على المكان، الجرو الصغير الذي ظل يجري في الأرجاء و ينبح بشكل مستمر محاولاً لفت الإنتباه، المحادثات الطويلة التي لم تتشارك بمعظمها و لكن ظلت تسمع اختلاف الآراء الواضح بين المجنون و نائبه و ضحكات ثيا المستمرة.

رغم أنها لا تنتمي إلى هذا المكان حقاً، و يظل يراودها ذاك الشعور الغريب بأنها دخيلة بينهم، إلا أن شعور الاسترخاء الذي استقر فيها جعلها تتجاهل كل المشاعر الأخرى و تأخذ بنصيحة ثيا، بأن تعيش اللحظة اليوم.

بعد أن امتلأت معدتها بالطعام – بسبب إجبار ثيا لها على إنهاء كل ما بصحنها و تناول الحلوى أيضاً – رجعت مع الجميع إلى غرفة المعيشة حيث انخرط الاثنان في لعب الشطرنج مرة أخرى بسبب رغبة نائب الحاكم الملحة بالفوز.

قطع لعبهم اتصالٌ مفاجئ ورد للرجل المجنون، الذي خرج فوراً إلى الشرفة مع نائب الحاكم يتناقشان في أمر تجهل ماهيته، قبل أن يخرج و يأمرها – من دون أن يشاور أهل البيت -بأن تبقى و لا ترافقه. ألما التي أرادت أن تلحقه حقاً حاولت أن تجادل، أو تعرف ما يحدث على الأقل إلا أنها لم تجد فرصة لأن ثيا آيلوارد بدت مرحبة جداً ببقاءها، و الرجل المجنون كان قد غادر حتى من دون أن يلتفت لها.

بعد أن تيقنت بأنها ستنام هنا الليلة، توجهت إلى غرفة الضيوف في الطابق السفلي حيث أخذتها العاملة، لتأخذ حماماً و تلبس ثياباً – أيضاً أحضرتها العاملة لها - عبارة عن قطعة قطنية واحدة طويلة بأكمام طويلة بلون الحليب، و معها كنزة دافئة ترابية اللون.

لبست ألما ثوب النوم من دون الكنزة و ظلت تنظر حولها و هي تجفف شعرها. الغرفة كانت أصغر بكثير من غرفتها في القصر الشمالي، لكنها كانت مبهجة بتلك اللمسات الأنثوية في كل مكان، لوحات على الحائط بتلك الرسومات الغير متقنة التي يبدو و كأن ثيا صنعتها بنفسها، نباتات داخلية و زهور في كل مكان. قطع فنية هنا و هناك، على عكس تلك الغرفة في القصر الشمالي التي تبدو و كأنها غرفة صخرية في قلعة منيعة.

حاولت أن تبعد الرجل المجنون و خروجه المفاجئ عن تفكيرها ، أرادت أن تفكر في أي شيء آخر، إلا أن عقلها اللعين ظل يتمرد، لتتوجه إلى هاتفها الصامت و تنظر إلى شاشته مطولاً من دون أن تلتقطه و هي تفرك شعرها بالمنشفة.

مَاريغُولدحيث تعيش القصص. اكتشف الآن