الفصل الرابع و الخمسون * الليلة فقط *

2K 141 73
                                    




إذا حابين تدعموني لا تنسون تصوتون للرواية، تعلقون أو تتابعون الحساب



الفصل الرابع و الخمسون " الليلة فقط "

.

.

.

قبل نصف ساعه

.

وقفت ألما تحت الماء الساخن.

جسدها كان يرتعش من شدة البرد، لذا استشعارها حرارة الماء على جلدها البارد خفف الثقل الذي تشعر به في قلبها قليلاً.

ذلك الشعور بأنها ستتقيأ مجدداً في أية لحظة كان يلازمها، و ذلك الوجع الذي تشعر به في معدتها و الثقل الكبير على صدرها جعلها ترغب بالبكاء حقاً

أرادت أن تبكي و تبكي حتى تهدأ كل تلك المشاعر، و تستطيع أن تكمل أيامها مثلما تفعل الآن، لكن بدلاً من ذلك كانت تنظر إلى الفراع بلا تعبير و الماء يتخلل شعرها نزولاً إلى وجهها و بقية جسدها.

ظلت هناك لوقت طويل دون أن تنتبه للوقت، و حين خرجت من الحمام و لبست ثياب نومها القطنية، وقفت تنظر حولها إلى الغرفة الواسعة.

" ماذا الآن ؟ "

تمتمت بهدوء و هي تنظر إلى الساعة

كان الوقت متأخراً جداً الآن على أن تذهب إلى آفري، أو أن تذهب إلى عيادة الملجأ لترى آيكن.

ذلك الشعور الموحش الذي عرفت بأنه سيسيطر عليها في اللحظة التي ستستلقي بها على السرير لفها حتى قبل أن تسحب الملاءة و تدفن جسدها أسفله، لتشعر ببرد يتغلغل حتى عظامها رغم المكان الدافئ.

فور أن أغلقت عينيها تراءت في مخيلتها تلك الصورة الدموية للحصان كونت، برأسه المهشم و الحال المزري الذي وصل إليه سفرن الذي و بالرغم من أن الملك تراجع عن أمر قرار إعدامه إلا أن الفكرة ظلت تدور كحلقة مفرغة في رأسها.

المشاعر السوداء كانت قد تسربت في كل خلية في جسدها، لذا لم تكن لديها القدرة الكافية لمقاومة ما تشعر أو حجب ما تفكر، ليبدأ قلبها بالخفقان بشدة مرة أخرى و كأنها ستصاب بنوبة هلع أخرى.

حين شعرت بأن رئتيها انتفختا و أصبحتا ثقيلتان حتى لم تعد قادرة على التنفس جلست على الفور و هي تضغط على صدرها و كأن ذلك سيزيل تلك الكتلة العالقة.

لو ظلت على هذه الحاله ستصاب بنوبة هلع أو بسكتة قلبية على أقل تقدير.

الغرفة الواسعة أصبحت تشعرها بالاختناق، و الوحدة التي اعتادتها مؤخراً أصبحت مؤلمة جداً.

مَاريغُولدحيث تعيش القصص. اكتشف الآن