قد حانت اللحظة التي انتظرها الجميع ، عزفت لابواق ، و دقت طبول لم يعرف الطغاة انها كانت طبول الحرب... خرج الطاووس ليطل على الناس من شرفة قصره مزهوا ، ليرى محبيه او بالاحرى عبيدا اشتراهم ببطشه و سلطته .. لا يدري بانه اشترى اجسادا و لم يشتر الارواح ، لم يدر بان ما ياخذ بالقوة يسترد بالقوة و ان النار مهما كبرت ستلتهمها نار اكبر منها... لم يدر ان الشعوب ستخرج من تحت مظلتها عندما تشعر باشتداد العاصفة و بان الريح تسحب المظلة معها .. لم يعلم يوما ان الثورة وليدة القهر و الذل و الأسى ... عاش حياة مخملية في قصر عاجي كان يظن كل شيء سهل المنال حتى عرف آرثر ...و في هذا اليوم سيعرف ان ما يات بسهولة سيطير مع اول نسمة ربيعيه .
"في مثل هذا اليوم اعتليت العرش بعد ان اغتال من كنت احسبه صديقا والدي... في مثل هذا اليوم اصبحت ملكا لكم لا عليكم ، لم يرض بعض المتمردين بي ملكا ، لانهم ارادوا الحكم و لهذا قتلوا والدي لكنني و بحبكم لي سوف ابقى على العرش ... لا تساهل بعد اليوم مع اي متمرد ، لقد كممنا افواهنا و بنادقنا طويلا اما الآن فقد حان وقت استعمالها ." ابتدأ ادولف خطبته بهذه الكلمات ثم دخل في صمت و صفق الحضور .
تابع ادولف خطبته دون ان يقاطعه احد فكان يخطب ثم يصمت ليصفق الحضور و هكذا دواليك ... و بعد ان انهى خطبته و جلس على كرسيه ليشاهد الالعاب النارية و مع اول طلق ناري انطلقت رصاصه من بين الحشود لتصيب كتفه ... لم يلحظ احد صوت المسدس ، لم ير احد ما حصل فقد كان كل تركيزهم مصبوبا على الاشكال البديعه التي ترسمها الالعاب النارية في السماء ، حتى صرخ ادولف متألما فاذ بالحرس مستنفرين و بديو واقفا فوقه و يطلب من احد الحراس احضار طبيب بسرعه... هنا تسارعت الاحداث كثيرا فقد صرخ احدهم :" لقد اطلق النار على الحاكم ." و قال اخر :" لقد مات جلالته!" و عم الهرج و المرج بين الناس فكانت تلك فرصة الثوار ، اخرج الجميع الاسلحه التي خبؤوها و انطلقت صيحات تقول :" حان الوقت لتشتعل الثورة" . بدأ الملثمون يقبلون الى الساحة من كل حدب و صوب و على راس كل مجموعه منهم قائد يعرفه ادولف جيدا ....