رؤية احد من الاصدقاء القدامى وحدها قادرة على جعلك تغوص في اعماق الذاكرة لاستحضار احداث غمرت بمياه الماضي السحيق ، ولكن ماذا لو لم يكن من رأيته مجرد صديق، ماذا لو كان الصديق و الحبيب و الميت الذي بكيت عليه اياما و ليال ، ماذا لو كان الشخص الذي و لاجله عانقت وسادتك طويلا و انت تئن باسمه.. ذاك الشخص الذي كنت انت من حطمت قلبه ، و خنت العهد الذي قطعتماه ، ما الذي سيحصل عندما تلتقي عينا عاشقين احدهما كان المجرم و الاخر كان الضحية ، حينما تعانق نظرة الرعب نظرة الانتقام .
-"هيكاري !مسحيل .... انت ، كيف ؟!! كيف لا تزال على قيد الحياة !" قالت سيلفيا بصوت خائف مرتعب ، تائق .
-" لقد عدت عزيزتي لأجل الانتقام ..."
-"لقد مت في ذلك اليوم ! كيف يحصل هذا ! لقد اكدوا لي بانك رحلت الى الابد !"
-" لا تصدقي كل ما يقال لك ... لم اعهدك بتلك السذاجة لتصدقي بانني رحلت بتلك السهولة ... انت تعلمين بانني لا اترك عملا بدأته قبل ان انهيه تماما ... و ها انا قد عدت لانهي ما بدأته ... لاحقق انتقامي !"
-"هذا غير منطقي ... يا الهي ما الذي يحصل هنا ! " رددت تلك الكلمات ثلاث مرات و هي تتراجع الى الخلف محاولة اخراج مسدسها بيدها المرتجفة ، و خلفها ديو الذي يبدو اقل صدمة بما رآه للتو .
-" لم اعهدك جبانة سيلفيا ." قال هيكاري
-" لست جبانة ، انا لم اتغير ، بل انت من اصبح هادئا و هدوؤك هذا مرعب !"
-"يرعبك هدوئي و لم ترتعبي يوما من طبيعتي العدوانية ... كم انت غريبة !"
-"كفا عن الكلام التافه !"صرخ ديو مشهرا سلاحه باتجاه هيكاري ..
-"ارفع يديك و اياك ان تتحرك ! كيف دخلت الى هنا ؟! كيف تجاوزت الحراسة المشددة خارجا !"
ضحك هيكاري بسخرية ثم اغمض عينيه ، تنفس بعمق ثم قال :" اتحسب بانني دخلت هنا بمفردي ؟! سيد ديو ، لا بد لذكي مثلك ان يعرف بانه لا يمكن لشخص الدخول الى هنا دون جيش جرار و لكن هذا ان كان جميع من في القصر ..."
-"اوفياء !" قال ديو غاضبا ثم اردف :" كم خائنا يوجد بين الجنود ..."
-"كم خائنا ؟! السؤال الذي يجب ان تطرحه ... كم وفيا يوجد بينهم ! شخص كادولف يطيعه الناس خوفا على حياتهم فحسب ... و ليس حبا به ، من يحب بخوف ليس محبا بل انه ألد الاعداء ..أليس كذلك سيلفي ؟ و بالمناسبة لقد احضرنا معنا الكثير من الهدايا ..."
-"أحضرتم ؟"
-" صحيح .. يا لي من شخص لا يجيد اللياقات العامة ... ماسارو عزيزي تعال و ألق التحية .."
-"ماسارو !!!!" صرخ ديو .
و من خلفه ظهر ماسارو موجها مسدسا الى راسه .
-" اجل ... انه انا ، لقد عدت ايضا لاجل الانتقام ."