[الكوخ في الغابه ]
توجه ارثر الى الغابه الشماليه سيرا على الاقدام فهو لا يستطيع ان يثق باي احد ، خصوصا ان صوره قد عممت في وسائل الاعلام ، كان الطريق طويلا و لكن خوفه من ان يمسك اخدهم به جعله لا يأبه لطول الطريق و قساوة الجو . لقد كان البرد قارسا و الثلوج تغطي الطريق ، المطر ينهمر بغزاره و كانه نسي كيف يتوقف ، و الريح تعصف بكل قوة و كانها تود لو تقتلع كل ما يقف في وجهها. الكريق خال حتى الطيور التي ابت ان تهاجر اعتزلت اعشاشها، و التجات السناجب الى ثقوب الاشجار .
و هو وحده يسير حاملا الحقيبه ، متوشحا بشال اسود و قبعه رماديه . لم يكن يظهر من وجهه سوى انف محمر من البرد و عينين زرقاوين واسعتين انهكهما التعب ، كان الدم يسيل من قدمه التي اصيبت خلال هربه و لكنه لم يشعر بذلك من شده البرد ، اما الثلج فكان يعةد ليغطي بقع الدم العالقه عليه و كانه يساعده على الهرب و النجاه .
و بعد المشي لاكثر من سبع ساعات متواصله ، وصل الى المكان الذي يقصده . لقد كان كوخا قديما مبنيا من الخشب ، طلاؤه قد زال بمرور الزمن ، امت قرميده فمكلل بالثلج . تقدم نحوه ، و بيد منهكه دفع الباب المتصدع ففتح من دون حاجه الى مفتاح ، و اذ بآرثر ملقا على الارض مغما عليه يلتقط انفاسه بصعوبه و يريح جسده الذي اعياه التعب .
و بعد مرور فتره من الوقت استيقظ على صوت ازيز الباب و عصف الرياح . فنظر حوله ثم قال و بصوت مسموع " يا الهي ! لا اصدق بانني انهرت و انا لا ازال في بدايه الطريق ، اين ذهب تمرينك يا فتى ، الم تصمد امام محنه صغيره ، هيا قف ، تشجع و لتبحث في البيت عن مواد اوليه و غذائيه " .
و عندما ترجل احس بالالم اخيرا فنظر اليها ظ احل انها ساقه ، انها تنزف و تذكر وقتها بانه قد اصتدم بحافه الشرفه عندما قفز ، "هذا ما كنا ينقصني ، و لكن كيف لم اشعر بالالم طول هذه الفتره " ثم ضحك و تابع "صدق القائل ان الرعب ينسي المرء الالم ."
اخذ يبحث عن القابس ليشعل النور و لكن يبدو بان العاصفه قد قطعت الاسلاك الكهربائيه . "هذا سيء و لكن لا بد من وجود شمعه ."
فتابع البحث حتى لفت انتباهه قنديل زيت صغير مرمي في احدى زوايا الغرفه . "اظن بان هذا سيفي بالغرض ."اخرج ولاعه من جيبه و اشعل القنديل الذي كان مملوء بالزيت مسبقا ثم علقه على مسمار مثبت في الحائط .
توجه الى المطبخ و هو متاكد بانه سيجد عده للاسعافات الاوليه و بعض الطعام ، فهذا المكان هو كوخ للصيد في النهايه . فوجد الكثير من المعلبات التي قد تكفيه شهرا و بعض القطن و المضادات الحيوية و الكحول فوضعها على جرحه ثم مزق شاله الاسود و لفه بحذر .
كان المكان مليئا بالغبار ، و الرياح البارده تتسرب الى الداخل من فتحات صغيره في الجدران ، فاخذ بتنظيف البيت و ترتيبه الى ان تهدأ العاصفه . نفض الغبار عن كل شيء ، عن الاريكه ، السرير و حتى عن الكراسي و الارضيه ، ثم تناول بعض الاغصان و الاخشاب الملقاه هنا و هناك ليضها في الموقد ثم يشعلها. اعد الطعام ، اكل ، ثم غط في نوم عميق .
"نرجوك ، ساعدنا !" كان هذا هو الصوت الوحيد الذي يتردد في ذلك الحلم ، استيقظ و رغم البرد لقد كان يتصبب عرقا . نظر من النافذه و يبدو بان العاصفه قد هدأت فصعد الى القرميد و اصلح الاسلاك الكهربائيه ، ثم توجه الى الغابه ليحضر بعض الاغصان المتكسره من اجل الموقد ، فالجو بارد جدا .
عندما اتى في البدايه لم يلحظ جمال هذا المكان اما الان ، لولا ما يشعر به من الم و حزن ووحده و برد لقال انها جنه او قطعه من السماء . الاشجار الشامخه من ارز و شربين و صنوبر تتمايل و تداعب بعضها بعضا اما صوت حفيفها فيملأ المكان ، و ذاك النهر المتجمد ان السمك لا يزال يتحرك داخله ، و كانه مرآه زجاجيه بوجهين تعكس ما في داخلها و ما هو موجود خارجها . و بينما هو يمشي و يتأمل ذاك الابداع ، عاد الى رأسه الصوت "ارجوك ، ساعدنا " حاول فرك عينيه ، ثم وضع راسه بين يديه و اخذ يهزه يمينا و يسارا ، فبدأ يغدو اقوى ، جتى اشجا الغابه ، حتى صوت الرياح ، حتى صوت قدميه التي تلامس الثلج باتت كلها تصرخ "ارجوك ساعدنا!".
ركض ارثر نحو الكوخ مسرعا و لم يابه ان ساقه تنزف مجددا ، و عندما وصل جلس الى الاريكه بجانب الموقد ، ثم شغل التلفاز.
و بالتأكيد لم يتفاجئ من عناوين النشرات الاخباريه"الحاكم قتل مسموما ، و قد اكدت التحقيقات ان الجاني هو مسؤول العمليات الخاصه آرثر تشي ، اما الاخير فهو حاليا فار من العداله و لا تزال الشرطه في بحث دؤوب عنه".
و لكن ما اثار غضبه حقا ، عندما سالت احدى المذيعات ادولف و هو ولي العهد و الشخص الذي لطالما اعتبره ارثر اخا .
-"هل كنتم تشكون باي شيء حيال ارثر ؟ فجميعنا نعلم انه رجل شريف منذ استلم هذه المرتبه ."
-"ارثر ليس سوى مجرد خائن ، لطالما حذرت والدي منه ، لكن لا بد انه خدعه بلابقته ..."
و قبل ان يسمع السؤال التالي ، كان قد حطم التلفاز بواسطه قطعه من الخشب :" هذا الوغد ، لا اصدق انه يقول هذا ، يا له من ... هذا محال ... لقد كنا كالاخوة ما الذي غيره فجأه ، لقد صدق الحاكم عندما قال بانه لا يصلح وليا للعهد .!!!" ثم هدا من روعه قليلا و تابع :"هذا ما توقعته ، كل الاحداث تشير الى الاسوء ، لا بد لي من الاطلاع على ما هو غي الحقيبه ، اظن بان السيد سينشي قد ارسل فيها شيئا مهما ..."