[رحلة في الزمن]
"منذ زمن بعيد و قبل عصر التكنولوجيا بالاف السنين كان السحرة هم اسياد العالم و كما هو معروف في كتب الميثولوجيا فانهم كانوا يتعاونون مع آلهة العالم السفلي من الشياطين لاكسابهم قوى ما فوق طبيعيه تخولهم التسلط على غيرهم من البشر ... و في فوضى السحرة هذه كان هناك عائلة وحيده حافظت على التوازن بين السحرة و الناس البشطاء العاديين بحيث منعت الاقوياء من التحكم بالضعفاء بعد جهود كثيرة بذلتها كان اخرها تضحيه العائلة بسعادتها و الاتفاق مع الشياطين على عدم مساعدتهم للسحرة بشرط ان تلقى على العائلة لعنه تشتت الشمل ، التعاسه ،الموت قتلا و ان تختلط دماؤهم بدماء الشياطين ليفقدو جزء من جانبهم البشري ....
عاشت العائلة في حزن و تعس و كآبة طيلة قرون ، من بسن كل خمسة اولاد للعائلة يموت اثنان ، يفقد اثنان ، و يبقى واحد فقط ليحمل اسم العائلة و مسؤولياتها ...
و بعد انتهاء عصر السحرة و تتالي العصور و الحروب اندثرت اسرار السحر و اندثرت معها قصة الاسرة التي عانت لاجل بقاء الجنس البشري و باتت اسطورة يحكيها بعض العجائز لاحفادهم كي يناموا .... و حتى السلالات التي تتالت من تلك الاسرة فقد بدأت و مع دخول عصر النهضة بنسيان الماضي و الابقاء على كل شيء سرا دون اطلاع الاجيال اللاحقة عليه راجين ان يعيشوا معتبرين ما يحدث صدفة او مجرد سوء حظ ....
اما بالنسبة للافراد الذين اختفوا فجميعهم اختفوا بالطريقة نفسها بحيث يمشون دون وعي و يذهبون الى غابة مظلمة في الشمال فينقلهم شيء ما الى احدى المدن البعيده ليعيشوا بعيدا عن عائلتهم حياة طبيعيه ... لكن جميعهم ماتوا و لا يزالون حتى اليوم يموتون قتلا ...
ان اخر خمسة انجبتهم اسرة سواريز التي ولد ابناؤها امواتا لعصور كانت اسماؤهم كالتالي : نوا و مارسيلين و هذان ماتا ، روز و هي الناجيه ، اما المفقودان فهما ايلينا و آرثر.......
هذه هي الصلة التي ربطت ارثر و ماسارو ... ايلينا اخت آرثر و والدة ماسارو ... المرأة التي كان مصيرها الموت مقتولة كسائر افراد عائلتها .... ماتت و قد تركت طفلا يرث دمها .... ذلك الدم الذي تقبل التعديلات الجينيه كونه ليس دما بشريا .... و لا بد ان هناك من اكتشف المادة التي يجب ان تحقن للمرء لاجل اجراء التعديلات الجينيه و حقن بها آرثر عندما كان اسيرا ... و انا متاكده بان ذلك الشخص هو تلك المرأة ... سيلفيا !
اعلم بان هذه القصه تبدو خياليا تماما و لكن الشخص الذي اخبرني بكل ذلك هي روز نفسها التي تقطن في منزل العائلة في الاقاصي الشماليه للدولة المجاورة ... روز التي علمت كل هذا من كتاب قديم وجدته قبل سنوات ... روز التي تبحث عن اخيها و اختها مذ ان ضاعا ذلك اليوم قد وصلت للحقيقه ... اما انا و نوريو فقد بحثنا لمدة ثلاث سنوات عن اي ادله لكشف حقيقه الامر الذي ارهقنا التفكير فيه ... و ها هي الحقيقة تتضح للجميع .... في ذلك الوقت كان بقيه الفريق يتفقون مع الثوار لاجل زياده حجم اعمال الشغب و تضخيمها ... استعدادا ليوم الاطاحه بادولف و ها قد حان الوقت .... انا اعرف بان قولي لهذا الكلام فجأة بعد كل هذا الوقت له وقع الصاعقة عليكما و لكن لم استطع ايجاد حل اخر لاخبركما سوا قول الحقيقة بتفصيلها الممل .... ان الشيء الوحيد الذي اجهله الآن بل نجهله جميعا هو مصير هيكاري ... بحيث لا شيء يؤكد موته و في الوثت نفسه لا شيء يؤكد انه لا يزال على قيد الحياة .... علينا البدأ بما عملنا لاجله منذ ثلاث سنوات ... علينا تنحية ادولف بالقوة و انهاء امر تلك العصابه و خاصة الكسندرو و ديو .و ان نعرف ما الذي تسعى اليه سيلفيا ..."
انهت امايا كلامها هذا امام أرثر ، ماسارو و هانا دون ان ينبس احدهما ببنت شفة .... كانت قد قالت كل شيء و هي تتجنب النظر في عيني اي منهما .... و قبل ان تتلقى اية اجابه خرجت مسرعه من الغرفة و هي تسحب هانا معها ثم تغلق الباب خلفها لتستند اليه و تاخذ نفسا عميقا ...
-" انسه امايا " قالت هانا بحزن في صوتها ...
-" كان علي ان افعل هذا ... لكنه كان صعبا ... صعبا جدا ..." اجابتها آمايا
-" هيا لنذهب ساعد لكي بعض الشاي الساخن لتريحي اعصابك ... اظن ان علينا تركهما بمفردهما الآن ."
-"اجل معك حق هيا لنذهب ..."
