[الجزء الاول :اسره سعيدة]
يوم ولد لم يكن يوما عاديا لانه ولد في اليوم الاول لاندلاع الحرب ، و رغم هذا، و بفضل الوضع المادي لعائلته تمكن من الابتعاد عن اجواء الحرب . و امضى سنينه الاولى سعيدا يعيش في كنف الوالدين اللذين لم يكن لديه اغلى منهما . لقد كانا كل شيء له في هذه الحياه ، فرغم ثروتهما الفاحشه الا انهما كانا من دون اقارب او سند، كانا بالنسبه له الحياه تماما كما كان هو لهم .هو طفل ككل الاطفال لا تهمهم الماديات و انما ما يشغلهم، قلب حنون ودفء قلب يلجٱون اليه ، و يد تدفعهم نحو المستقبل النشرق ، و نحو ضوء الشمس الذي يلوح في الآفاق.
و عندما اتم الطفل السادسه من عمره بدأت الاوضاع الاقتصادية في البلاد تتدهور و الاحوال الامنيه تنهار،فكان لا بد للوالدين من اتخاذ قرار بالسفر الى بلد اخر اكثر امنا، قرروا الهجره الى حيث يربون ابنهم الوحيد على مبادئ الحب و التسامح لا الحقد و الاقتتال . تركوا كل شيء ورائهم املاكهم و قسما كبيرا من املاكهم التي تعذر نقلها بسبب الاوضاع السياسيه و الاقتصاديه الرهيبه التي تمر بها البلاد . رحلوا تاركين هذه الارض لتحتضنهم الغربه ،حيث ظنوا بانهم سيؤمنون حياه كريمه و مستقبلا واعدا لطفلهم ، لكنهم لم يعلموا ما تخبئه الايام لهذا الطفل المسكين.
و هناك تابعوا حياتهم السعيده ، سنتين اخريين لا طعم فيهما للحزن كانا حياه سعيده بكل المقاييس ، فلم يكن هناك اسره وطيده صلاتها كاسرتهم احتضنوا بعضهم ، احبوا بعضهم فوجدوا السعاده .