[و تستمر اللعبة ]
-" لم يصلنا خبر من آيكو حتى الآن ، هذا لا يبشر بالخير .." قالت آمايا و علامات القلق بادية على وجهها
-" لا تقلقي ، ان آيكو ذكي و لن يقوم باي حركة تثير شكوكهم حاليا لذلك فهو لم يراسلنا " اجابها نوريو مطمئنا .
-"انا قلقة جدا لا اعلم ما الذي اصابني ، اخشى ان يقول آرثر اي شيء عن الخطه و بالتالي سينتهي امرنا جميعا و لن نتمكن من اصلاح اخطائنا .."
-"آمايا ،لا داعي لكل هذا القلق ، فالمدعو آرثر يبدو قويا ، لا اظن انه سيقول اي شيء بسهوله ، و بالنسبه لاخطائنا ، حتى لو لم نتمكن من اصلاحها ، فهذا لا يجعلنا اناسا سيئين ... فجميع البشر يخطؤون ."
-"هنالك فرق كبير بين ان تخطئ بحق نفسك ، و ان تخطئ بحق الابرياء ."
-"كفي عن تحميل نفسكي كل تلك المسؤوليه !انتي لم تقصدي سوء بفعلتكي ." صرخ نوريو و هو يضرب الطاولة بقبضة قوية ثم تابع "تعلمين انني لم اترك العمل في المشروع الا لاجلك ، حتى انني لم اعمل به منذ البدايه الا لاجلك ، كل ما فعلته طوال سنوات كان لاجلك ، ارجوكي افعلي شيئا لاجلي و لو لمرة واحده و توقفي عن لوم نفسك !"
-"سامحني آيكو ، و لكن مهما حاولت ذلك فانني افشل ... لا استطيع الا ان الوم نفسي ، لا زالت اصواتهم تطاردني ، صرخاتهم ، بكاؤهم ، رجاؤهم ، كلها تلاحقني و لا تترك لي مجالا حتى للنوم ، اصبحت ايامي كوابيس ، انني اراهم في كل مكان يطاردونني ، و كأنهم يوددون القصاص مني على ما فعلته ." كانت آمايا تقول تلك الكلمات بصعوبة بالغه ، كانت تنتزعها من قلبها كمن ينتزع خنجرا مغروسا في صدره ، اما الدموع فقد كانت تلمع في عينيها كنجوم تأبى السقوط و لكنها فشلت في منعها و اخذت تتساقط على وجهها المصفر من التعب و الذنب ، اقترب آيكو منها ببطء ثم قرب يديه و امسك بكلتا يديها مقربا اياها الى صدره ، ضمها بقوة و هو يقول "ابكي قدر ما تشائين فالدموع تخرج معها الهموم ، دعيها تنزل حتى آخر قطره ، لا تسمحي لها بالبقاء ."
-"نوريو شكرا لك ، انت حقا شخص رائع ، انا انا احبك كثيرا ..."
-" و انا ايضا احبكي ، و سافعل المستحيل لاجلكي ."
من بين دموعها ظهرت ابتسامة راضيه ، انها الآن تشعر بالامان كالعاده عندما تقترب منه يغمرها ذلك الشعور الدافئ ، و كانه ملجؤها الذي تحتمي به من عواصف الحياه .
طرق الباب فجأة فتوجه نوريو ليفتحه اما آمايا فكانت تمسح دموعها كي لا يلاحظها احد .
-" اكي ، هارو ، ماذا هناك ، هل من اخبار جديده ؟" سال نوريو
فاجابه كلاهما :" الجنرال يريد رؤيتنا جميعا هذا ما قاله هيكاري ، لا اعرف شيئا بعد لكن اظن ان آيكو قد ارسل الاشارة اخيرا ، احضر آمايا و الحق بنا ."
-"حسنا ..."
ذهب الاربعه الى الغرفة الرئيسيه حيث كان الجنرال سينشي ينتظرهم برفقة هيكاري الذي يحمل بين يديه دستة من الاوراق و الخرائط ، دخلوا ،القوا التحيه ، ثم جلس كل منهم الى كرسي بعد ان اشار لهم الجنرال بالجلوس .
-"لقد وصلنا تقرير آيكو بالامس ." قال الجنرال سينشي و امرات القلق ترتسم على وجهه
-" اذا هل نجحا في تنفيذ الجزء الاول " اجابه هاكو قلقا
-" لقد نجحا "
بعد سماع تلك الكلمات فاضت اعين الجميع بسعاده غامرة و لكن ما لبثت تلك السعادة ان تحولت الى حيرة و خوف عندما تابع سينشي قائلا :" و لكن علينا ان نسرع قبل ان يقول آرثر اي شيء و تفشل الخطه كلها ..."
-"ماذا !!! يقول شيئا ، ما الذي سيقوله ، هل هو خائن ؟!" صرخ أكي
و لكن هذه المرة لم يجب الجنرال ، بل آمايا كانت هي من اجابت على تساؤلاته :" هو ليس خائنا ، بالعكس انه الآن يعاني كثيرا ، اتذكر ما قلته له ذلك اليوم ، لقد قلت له ان لديهم طرقا مرعبه لجعله يتكلم ، هل انا محقة جنرال سينشي ... انهم يستخدمون تلك الطريقه اليس كذلك ؟!"
لم يجب الجنرال سينشي و لكنه هز راسه ثم استدا واضعا يديه خلف ظهره و قال بصوت حاد :" مر شهر كامل منذ رحيل آرثر و آيكو ، لقد حان الوقت الآن كي نخطوا الى الجزء الثاني من هذه اللعبه... هارو انت و نوريو و آمايا سوف تبقيان هنا برفقه الدكتورة هانا و ستتابعون الابحاث التي كنتم تجرونها طوال هذا الشهر انا اريد النتائج اليوم مساء او غدا صباحا في اقصى تقدير ، اما أكي فاذهب مع هيكاري و تابع مع الطاقم الميكانيكي تطوير الاسلحه و تعديلها اما انا فسوف ابدأ بتنظيم الجنود ، و غدا مساء سوف نضع خطة اقتحام المكان فآيكو قد ارسل لنا خريطة لمركزهم كاملا و للسراديب المؤديه اليه عبر الجبل ... لم نعد نملك اي وقت ، علينا انهاء المشروع باسرع وقت ممكن فحسب رساله آيكو انه على وشك الاكتمال ...."
باشر الجميع بالعمل و انقسموا فورا الى مجموعات كما قسمهم الجنرال تماما ، كانوا يعملون بجد و عزيمة لا مثيل لها اما آماا التي بدت متوترة فقد هدأ من روعها رؤية وجه نوريو المتبسم الذي يطمئنها و يخبرها بان كل شيء سيكون على ما يرام .