.

237 19 5
                                    

[سر ]

ساد صمت طويل في الغرفة حيث آرثر و ماسارو اللذان كان احدهما ، اي ماسارو جالسا وواضعا راسه بين يديه ، ناظرا الى الارض يحاول استيعاب كل ما سمعه ... اما آرثر فكان يمشي في انحاء الغرفه يمينا و يسارا بتوتر ،كانهما تائهان و لم يجدا طريقهما حتى اللحظة ، ساعه ، ساعتان ، ثلاث ساعات مضت دون ان يتكلم اي منهما ... صمت لم يعكره سوى صوت عقارب الساعه ، و وقع اقدام آرثر على الارضيه الخشبية ...

-"كيف مرت تلك السنوات عليكم .."سألت آمايا هانا و هي ترتشف شايها .

-"لقدكانت سنوات متعبة جدا ، لم نجد فيها طعما للراحه ."

-"ماذا عن حالتهما ، و علاقة واحدهما بالاخر."

-"في الواقع لقد تطورت قواهما كثيرا بفضل التمرين الشاق المستمر ،و بدأت صحتهما تتحسن ، حتى ان جراحهما باتت تندمل في وقت قياسي، اما بالنسبه لعلاقتهما ببعضهما فانهما باتا لا يفترقان، لقد تعلم ماسارو الكثير من آرثر ، حتى انه تطبع بطباعه ... السيئة و الايجابية على حد سواء" اجابت ثم قهقهت بصوت منخفض ..

-" ما الذي تتوقعين حدوثه بعد ان علما الحقيقة بهذا الشكل ." قالت آمايا ثم ادارت رأسها نحو النافذه المطلة على الحقل المجاور و ارخت بصرها بعيدا يراقب قطعان الغيوم .

فاجابتها هاناو بابتسامتها الحنونة المعتاده :"نسيت ان اقول لكي بانهما تغيرا ايضا ...فمع برود آرثر زاد برود قلبه ... و هذا ما اخذه منه ماسارو رغم التهاب مشاعره ." ثم وقفت و استدارت نحو الباب قائلة :"سأذهب الى غابرييل ... فالتمرين سيبدأ بعد قليل و حضوري ضروري خلال ذلك ، اما انتي فاظن بان البقيه في انتظارك ... اذهبي وارتاحي قليلا ...فكما سمعت من السيد راي.. ان يوم غد سيكون حافلا ."

مشت هانا عبر الممر الطويل ثم اخذت تسرع الخطى الى غرفة غابرييل و ما ان وصلت حتى دخلت الغرفة دون ان تطرق الباب حتى ،فصرخ غابرييل و هو يرتدي قميصه مسرعا "من ، ماذا ، اين !!!!.... من دخل الى غرفتي بتلك الطريقة ؟!" و ما ان التفت و رآى بانها هانا حتى تبدلت ملامح وجهه المصدومة و عادت الى عادتها اللطيفة الرقيقه :" اوه هانا هذا انتي ... اتعلمين انكي افزعتني !" قال و هو يقهقه برفق.

-"اوه ، انا اسفة حقا ... لم اقصد ... نسيت ان اطرق الباب و دخلت لم اعلم بانك ستكون هنا... كنت قد جئت لانتظارك ..." اجابت و قد احمر وجهها خجلا و بدأت تتلعثم بالكلام و تخطئ في نطق بعض الحروف ، مما جعل ابتسامه غابرييل تكبر... ثم اقترب منها و همس بصوت لطيف في اذنه :"انا اريد الكلام معكي من اجل امر مهم ... علي اخباركي به ، لذلك اتمنى ان تحضري اليوم مساء الى حديقه الورود ... لا تقلقي لن اكون وحدي سيكون السيد راي معي كالعاده ... ان الامر مهم جدا ... ارجو ان لا تتاخري و ان تأتي وحدكي بعد ان ينام الجميع .."

-" حسنا ... بالتاكيد ساحضر ... و لكن ما هو هذا الامر المهم ؟"

-"انا ايضا لا اعرف ان السيد راي هو من اخبرني ان اقول لكي هذا الكلام ... لا اعلم نا الذي يدور في راسه...لكنه اضاف بانه يجب عليكي ارتداء فستان جميل ... "

-"فستان!!! و لم الفستان ! "

-"قلت لكي بانني لست ادري ... لا بد انها مهمه ما ..."

-" اجل ... هذا ممكن .... ارجو ان لا يكون الامر سيئا "اجابت و هي تفرك يديها ببعضهما البعض.

-" انا متأكد بان لا شيء خطير ، و ان كان هناك ما يستدعي القلق فسابقى معكي و لن اترككي."

-" انا متأكده من هذا ... شكرا لك غابي ." قالت و قد توردت وجنتاها ثم اردفت متلعثمة :"هيا لنذهب فقد تأخرنا ، لا بد ان آرثر و ماسارو بانتظارنا ."

-"هذا صحيح ، هيا لنذهب آنستي !"

وصل كل من غايرييل و هانا الى الحديقه الخلفيه حيث يجب البدأ بالتمرين الاخير ، و لم تفاجئ هانا برؤيتها لآرثر و ماسارو بالانتظار ، بدأ التمرين و كالعاده كان الخصمان يتقاتلان حتى يتعبا ثم يرتاحان قليلا و يعودان الى القتال...

انتهى التمرين في حوالي السابعه و ذهبوا لتناول العشاء جميعا عدا آرثر الذي ذهب الى الغابه بحجة انه يريد التمشي و استنشاق الهواء النقي ... لكنه ذهب ليبحث ... فلعله يجد فتاة القمر .

غرباءحيث تعيش القصص. اكتشف الآن