.

352 24 7
                                    

[لي]

-"آنستي ارجوكي ! اجيبيني ... ما الذي يحدث هنا ... كيف جئت الى هنا ؟! و ما الذي فعلته لآرثر !؟" كرر غابرييل مرتجفا .. لكنها نظرت اليه و في عيناها برود يفوق برود الثلج الذي يملأ المكان ، ثم اشارت باصبعها الى آرثر المرمي على ارضية الغرفة قائلة :" لقد جئت لآخذه ! غابرييل انا لم اعد استطيع البقاء وحيدة ! لقد تعلقت به ..هذا الرجل اصبح بالنسبة الي الحياة التي لم اعشها .. لن اسمح ان تسلبوه مني .. انا اعلم ما الذي سيحضل غدا .. انني اخشى ان افقده ... انا آسفة جدا ... بعد موت امي لم تعد الحياة تطاق في ذلك المكان .. لم اعد اطيق وحدتي هذه .. هو وحده اخرجني منها .. و ﻻهذا لن ادعه يرحل بتلك السهولة !"

-" ما الذي تتحدثين عنه ! هل تعلمين ما الذي تفعلينه ! تعلمين ان سماحي لكي بالخروج كان مخالفا لاوامر السيد راي ... لقد وعدتني بان لا تسببيلي المشاكل .. و ها انتي الآن و بكل بساطة تريدين اخذ آرثر و تدمير عمل ثابرنا عليه لاعوام ... اتعلمين كم انتظر يوم غد ؟! يوم انتقامه ! ان كنتي قد تعلقت به فعليك تركه يرحل .. عليك ان تفهمي بان ما تفعلينه الآن خطأ كبير .. ثم كيف جعلته يفقد الوعي هكذا ؟! و لم الجليد يملأ المكان ؟! " اجاها غابرييل مرتجفا ، متلعثما .. و لاول مرة في حياته يبدو بانه يشتعل غضبا ... اما هانا فقد كانت واقفة مسندة ظهرها الى الجدار و هي ترى الوجه الآخر لغابرييل اللطيف .. الوجه الغاضب . و بالنسبة للفتاة فقد اقتربت من آرثر و احكمت ربطه بحبل كان معها و هي تقول :" لقد زرته ووضعت المنوم في كأس ماء كان يشربها ، و عندما لاحظ بانه يفقد وعيه حاول المثاومة و لكنني منعته ففقد السيطرة على نفسه و جمد المكان باكمله ... من الجيد انني اخذت احتياطاتي و لبست ما يدفئني .. سوف ارحل الآن ... و آخذه معي ... اخبر ابي بهذا .. و قل له بان سنوات الخضوع انتهت .. انا لست كأمي .. لن استطيع ان اعيش ما عاشته ابدا .. لقد ضيعت طفولتي بين اربع جدران .. لم اكن ارى العالم سوى عبر الكتب المتناثرة هنا و هناك ... لقد كنت صديقي الوحيد ... تلك الغرفة و الحديقة التي كنا نتسلل اليها كانتا عالمي الصغير الذي بينت فيه احلاما و خرافات كثيرة ... غابرييل ارجوك اخبرني ... اما آن الاوان لاصبح حرة .. لما آن الاوان لاجد فارسي و اعبر معه تضاريس العالم الواسع .. اما آن الاوان لأرى الشر و الخير في هذا العالم ... لابني حياة سعيدة مستقلة ... " قالت كلماتها هذه و هي تمنع هرو الدموع من عينيها ... سندت آرثر على كتفها ثم انزلته من النافذة الى عربة لنقل طعام المواشي في الاسفل .. وقفت على الحافة و التفتت الى صوب غابرييل الذي تجمد في مكانه ، و قبل ان تقفز قال له بكل هدوء و بسمة مؤلم ارتسمت على شفتيها :" انا آسفة جدا يا اخي " .

تقدم غابرييل و مد يده اليها لعلها تتراجع .. لكنه هو من تراجع و ادار وجهه .. و كانه يخبرها بان ترحل بسرعه .. قفزت الى العربة و بكل هدوء انطلقت تحاول تجنب الحراس و الهرب بفتاها الى المجهول .

****

اسفة على التاخير مجددا ..

بتمنى يعجبكم البارت ^_^

غرباءحيث تعيش القصص. اكتشف الآن