[انا آسف ]
"سامحوني جميعا ، انا لم استطع ان اصمد طويلا ... يبدو انني ضعيف للغايه ، جسدي في حالة مزريه ... هذا مخز ، سامحني جنرال سينشي ، صحيح انني لم اخبرهم بعد اي شيء عن الخطه ولكن ... اخبرتهم ان كلمة السر الخاصه بأقبية الاسلحة جميعها مع هيكاري ، انت ايضا هيكاري ، سامحني يا صديقي فقد اخبرتهم اين انت ، اخشى ان كل الخطة ستفشل بسبب ضعفي هذا ... جسدي يرتجف بشدة ، اشعر بصوت نبضات قلبي ينخفض شيئا فشيئا ، عيناي تخدعانني فانا لا ارى سوى الضباب و لا اسمع سوى صوت البكاء المؤلم القادم من مكان ما ... انه بكاء طفل ، هل يمكن بانهم يجرون عليه التجارب ... كم هو مسكين ليتني استطيع مساعدته و لو قليلا ... الالم لا يملأ جسدي فحسب بل يجتاح روحي ، اينما كنتم جميعا ، اسرعوا في تنفيذ الجزء الثاني من الخطه, و لكن ارجو ان تنجحو حيث فشلت انا ..."
داخل روحه اندلع صراع انتصر فيه اليأس و الشعور بالأسى و السخط من نفسه فهو يرى في ذاته خائنا فشل في حماية الجميع ، كان يحتاج الى يد تمسك يده و تخبره بان كل شيء سيكون على ما يرام ، كان يحتاج الى قلب دافئ يحتضنه و يمتصل همومه ليحولها سعادة، كان يحتاج الى من يبعث فيه الامل و يعيد احياء روحه ، كان يحتاجها بشده ، لقد كانت شخصا مميزا بالنسبة اليه ، كانت الشخص الوحيد الذي يفهمه ، و يعلم حقيقة امره ، كانت بيت اسراره و مرقد احلامه و بلاط حكمه ، كانت الحياة بالنسبه له ، انها الجنية التي تتنقل بين ازهار قلبه لتنقل رحيقها و تبث فيها السعادة و الامل.
"ايلا ... انا آسف ...لا استطيع ان اكون قويا ... انا اكرر الخطا نفسه مجددا ، ما حدث في الماضي يتكرر و لكن هذه المرة بشخصيات مختلفه و ادوار متبادله ، و انا وحدي لم اتغير ، لا زلت الشخصيه نفسها ... العب الدور نفسه ، دوري لم يتغير ابدا ... اما الدور الذي لعبتيه في ذلك اليوم ، الآن انه يتجسد في مجموعه اشخاص ، ارايتي ، كل مرة يزداد عدد الضحايا ، و انا وحدي الناجي ... لكن هذه المرة مختلفه ، يبدو بانني سآتي اليكي مع جميع من خذلتهم ..."
عبرات ترقرقت من تلك العينان اللتان تلمعان بشكل ينم عن الاشتياق و الندم ، و بسمة ارتسمت من بين الدموع منذرة بشعله امل تتقد من جديد .
" رغم هذا اظن انني ساحاول تغيير السيناريو هذه المرة ،فالعقدة مختلفه ، و الحل سيكون مختلفا ، كما انني لن انسى الوعد الذي قطعته عليكي ، لن الحق بكي قريبا ، ساجعلكي تشاهدينني اعيش و استمتع بالخياة و عندما يصطبغ شعري باللون الابيض ، و يتحول وجهي الى لوحه خط عليها الزمن بقلمه القاسي ، عندها فقط سآتي اليكي ، الى المكان حيث لن نتالم مجددا ..."
*****
-" لماذا تلك الدموع المترافقه مع ابتسامه ...هل جننت" قالت سيلفيا بسخريه
-" في الواقع تذكرت شيئا ... لكن لا استطيع ان اخبركي به "
-"لقد اهبرتني بما فيه الكفايه ، و بتنا نعرف كيف نصل الى مخازن الاسلحه ."
-" ذلك كان رغما عني ..."
-" هاقد اعترفت ، و الآن ستخبرني بالمزيد اليس كذلك ؟!"
-ضحك آرثر بخبث ثم اجاب " لا اظن هذا ..."
-" ما المضحك في هذا ؟! ايها الوسيم ..."
-"انتي ..."اجاب آرثر ثم رفع رأسه و ضربه بشده الى الكرسي حتى فقد وعيه و اخذ الدم يقطر منه .
-"ايها الغبي !!!ما الذي فعلته!!" صرخت سيلفيا ثم ركضت خارج الغرفه لتنادي الدكتور و الحرس اما آرثر فقد كان يردد بصوت مطمئن " انا لا احد ... و سأبقى كذلك ، حتى تبزغ شمس الحقيقه ..."
عادت سيلفيا برفقة الدكتور الذي يحمل حقيبه ممتلئه بالادوات الطبية التي احضرها من الغرفه المجاورة و هي تلهث ، لقد كانت تحس بشيء غريب شعورا لم تشعر به منذ زمن ، منذ ذلك اليوم ، وجودها مع آرثر طوال هذه الفترة ، الالم الذي جعلته يشعر به ، تلك الشجاعه و الاصرار الذي يمتلكه اعادها الى الماضي ، اسندت ظهرها الى الحائط و اخذت تراقب الطبيب و هو يضمد جرح رأسه ...
-" هل سيكون بخير ..."
-" اجل اظن هذا ، و لكن راسه قد اصطدم بقوة بالجزء الحديدي من الكرسي ، هذا الرجل مجنون..."
-" انه مجنون اكثر مما تتصور.."
-" اظن بانه سيبقى فاقدا الوعي لفترة من الوقت ، و بعد ان يستيقظ علينا ايقاف استخدام العقار مدة يومين حتى يعود وعيه الى طبيعته و يصبح جسمه قادرا على تحمل المزيد .."
-"حسنا لا باس لقد اخذنا الكثير من المعلومات حتى الآن ، لا بأس من استراحة قصيرة ..."
انتهى الدكتور من تضميد الجرح في رأس آرثر و لكنه لم ينتبه ان نقطة من دمه قد سقطت على احدى المعدات الطبيه ، اغلق حقيبته ثم خرج اما سيلفيا فقد جلست على الكرسي في الغرفه تشرب كوبا ساخنا من الشاي الصيني و تفرغ غضبها على علبه السجائر ...
و في هذا الوقت كان الجميع في القاعدة العسكرية مستعدا للبدء بالجزء الثاني من الخطه ، فالمعركة اصبحت قاب قوسين من بدايتها ...فهل ستنتهي قبل بدايتها ام ان نهايتها ستكون مجرد البدايه للمعركة الاكبر ؟...
*******
thx for 2,4 K ^_^ arigato gosaymasu