[الوداع ]
كان جميع من في القاعدة العسكرية يقوم بما عليه بشكل ممتاز ، هيكاري و هارو يقاتلان ببسالة في صفوف الامامية دفاعا عن البوابة الشماليه ، اكي ، ايكو و نوريو يجهزان المروحيات ، القائد سينشي يقود العمليات من الغرفة الرئيسيه ، اما الملازم هاكو فيقوم بحراسه الغرفة مع عدد لا يستهان به من الجنود ، اما آمايا و هانا فقد كانتا جالستان تعتنيان بآرثر و ماسارو ... مرت ساعتان و هم على هذه الحال ، و مع مرور الوقت بدأ عدد القتلى في صفوف الجنود يزداد ، و اخذت الذخيرة تصبح غير كافيه ، حتى وصل الخبر بسقوط البوابة الشماليه بين يدي العدو و بان هيكاري انسحب مع هارو المصاب و مع ما تبقى معه من جنود ، هكذا بدأت الفرقة التي ارسلها ادولف بالتقدم و السيطرة على المنشاه .
-"هيكاري عد مع من تبقى الى الغرفة الاساسيه هيا اسرع!"
-"ولكن سيدي انت امرتنا ان نقاتل حتى الرمق الاخير !!"
-"اياك و معارضتي !انا آمرك بالانسحاب !" صرخ الجنرال عبر اللاسلكي
-"حاضر.."
و ما كانت سوى عشر دقائق حتى وصل هيكاري الى الغرفه و هو يحمل هارو المضرج بدمائه برفقه اثنا عشر جنديا بعضهم مصاب ، اعطى هارو لهانا و آمايا ثم انحنى و اخذ يعتذر من الجنرال الذي ابتسم له ثم امره بان يرفع راسه ثم استدار سينشي الى الجميع قائلا :" لقد حان الوقت لترحلو ، ان كلا من اكي ، آيكو و هارو قد جهزوا مروحيتين للهرب و هم ينتظرونكم في منصة الطائرات، سوف تنزلون اليهم و عندما اتاكد من انكم جميعا على متن المروحيتان سوف يفتح السقف في اللسفل لمده خمس دقائق لا غير ثم سيغلق سريعا ، و بعدها سيدلكم هيكاري على الطريق ..."
-"ماذا !!!"صرخ هيكاري بغضب
-" لم تصرخ هكذا !الم تسمع ما قلته لك .."
-"سيدي انا لن اتركك هنا ابدا ، و سابقى معك ، و ادافع عن هذه المنشاه العسكريه حتى الرمق الاخير !"
-"بل ستذهب معهم شئت هذا ام ابيت "قال الجنرال بحزم .
-"انا آسف ! لن استطيع الامتثال لاوامرك هذه المرة !"اجاب هيكاري و هو يشيح بنظره نحو الارض بينما يداه ترتجفان من شده الغضب ، حتى اقترب منه سينشي ووضع يديه على كتفيه قائلا :" هذه المرة ، انه ليس امرا من قائد الى مساعده .... بل هو طلب اب يريد مصلحه ابنه ... منذ اربع سنوات تعرفت عليك خلال تلك المهمة ، وقتها لم ار فيك شخصا يعتمد عليه ... كنت بالنسبه لي فتى تسوقه مشاعره و لا يصلح لاي شيء ... و عندما رايتكم وقتها على تلك الحال انتم الثلاثه ، آرثر ، سيلفيا و انت ... شعرت بشيء مختلف، و انا ارى اخا يبكي فوق جثة اخته التي ضحت بحياتها لانقاذ الابرياء ، لذلك طلبت من الحاكم ان يجعلك مساعدي و قد قبل ذلك خاصه بعد ان انفصلت مجموعتكم ... خلال عملك معي قمنا بالكثير من المهمات معا ، كنت يدي اليمنى ، سندي ، و سلاحي ... اكتشفت ما تخبئه في اعماقك من حزن و الم ، تضحيه و امل ، اكتشفت ذلك الشخص الطيب القوي الذي لم ينثني عن متابعه حياته رغم كل ما مر به من صعوبات في حياته ، رايت فيك الابن الذي لطالما حلمت به ... و انا الآن لا اريد لابني ان يمضي حياته في السجن ، و لا اريد له الموت ، اريد لابني ان يتابع حياته ... ثم انا متاكد من انك لا تود ترك آرثر وحيدا ، انه يحتاجك ..."
-"لا .... انا لا احتاج طفلا باكيا مثله. لا استطيع ان اهتم به يكفيني ما انا فيه.." قال آرثر مقاطعا . فقد سمع شهقات هيكاري الذي بدا بالبكاء و لكن ما لبث ان مسح دموعه و رفع راسه ثم قال "حسنا ساذهب ..."
-"احسنت آرثر ، انت تجيد اقناعه دائما .."قال سينشي و هو يضحك
-"لا ليس هو من اقنعني ، و لكنني ، لا اريد جعل ابي حزينا .."
تبسم الجنراللسماعه هذا ثم اقترب من هيكاري و عانقه ثم امرهم بالنزول نحو المنصه فورا .
و قبل ان يخرجو ودع آرثر سينشي و هو يقول :"اعتني بنفسك سيدي ، اعدك باننا سنعود اليك " فاجابه الجنرال بتهكم :"انظر من يتكلم ، الفتى البائس ، انت من عليه الاعتناء بنفسه هنا "
ابتسم آرثر ثم توجه مع هيكاري ، هاكو و آمايا و هانا اللتان كانتا قد ضمدتا جراحه ، كذلك اخذوا معهم ماسارو الى المنصه حيث كان اكي ، أيكو و نوريو بانتظارهم ، و ما لبثوا ان ركبوا في مقاعدهم حتى فتح السقف و انطلق اكي و ايكو بالمروحيتان اللتان تقلان الجميع ... و بعد ان تاكد الجنرال من انهم ابتعدوا اعلن استسلامه و سلم نفسه لقوات ولي العهد .