[التسليم ]
بعد ان ابتعد آرثر و آيكو عن المنشأة العسكرية بحوالي كيلومترين ، حان الوقت لآرثر كي يشرب ما اعطاه اياه الجنرال سينشي ، و قبل ذلك نظر الى آيكو الذي كان يقود السياره قائلا :" هل تشعر بالقلق ايضا ؟"
فاجابه آيكو دون ان يزيح عينيه عن الطريق امامه :"لا ، اظن انه لا داعي للقلق ."
-"كيف يمكن ان تكون بارد الاعصاب لهذه الدرجه ؟"
-"انت تعلم بانه و خلال عملي السابق كنت اواجه كثيرا من المواقف المشابهة ، و اظن بان هذه المرة ككل المرات السابقه ."
-"اظن هذا ، انا ايضا قمت ببعض المهمات ، و لكن لم اشعر يوما بالقلق الذي اشعر به اليوم ."
فضحك آيكو قائلا :"هذا لان المهمات التي قمت بها تختلف كثيرا عن هذه ."
بدت الخيرة على وجه آرثر فساله :" و كيف هذا ؟؟"
-"هذا لانك في المرات السابقه كنت حرا ، اما الآن فلست كذلك ."
و قبل ان يتكلم آرثر توقفت السيارة و تابع آيكو :" حسنا ، لقد حان الوقت ، عليك الآن شرب العقار الذي اعطاك اياه الجنرال سينشي و بعدها سوف اربط يديك و قدميك و اقيدك الى المقعد ."
-"سوف اشربه ، و لكن هل من الضروري ان تقيدني ؟"
-"و كيف تريدهم ان يقتنعوا بالخدعه ؟"
-" لست اعرف ، و لكن ... على كل حال سوف اكون نائما فلتفعل ما شئت " ثم قرب الاناء من فمه و قبل ان يباشر بالشرب قال آيكو :" في الداخل انتبه لنفسك ، ساحاول ان اتفقدك بين الحين و الآخر ، ابد كرها لي امامهم ، و اعتبرني العدو ."
"حسنا ، لا تقلق ابدا بهذا الشأن ."
عانق الاثنان بعضهما ، و تمنى كل واحد التوفيق للاخر ، ثم شرب آرثر المنوم ، و ما لبث ان مرت خمس دقائق حتى بدأت الدنيا تدور من حوله و غدا الهواء و كانه يخترق جسده ، اما عينيه فكان جبلان من الرمال مرمية فوقها ، لقد كان شعورا غريبا غط ىرثر على اثره في نوم عميق . فقام ىيكو بما اتفقا عليه ثم انطلق مجددا الى المحطه .
في المحطه
بعد وقت من الزمن و صلا الى المحطه ، فنزل آيكو من السياره رافعا آرثر على كتفه، دخل المحطه ثم اقترب من سكة القطار ووقف هناك ، لقد كان مكانا مرعبا مهجورا ، و كان الاشباح هي وحدها من تسكن هذا المكان ، اغصان الاشجار تلتف حول القضبان الحديدية و تتسلق الجدران التي تنبت في ثقوبها ازهار مصفرة توحي بالموت و الخراب و تطير فوقها و تحت حرارة الشمس الحارقه نسور تراقبها و كانها انتبهت لوجودهما و تتحيل فرصه موتهما لتجد لنفسها غداء دسما ، و باب احدى القاطرات الحديدية يستق فيصدر صوتا و كانه عويل ارواح معذبة تائهة غريبة لا تعرف موطنا . كان يراقب الظلال التي تعكسها الشمس على جدران المحطه لعله يلمح فيها ظلا لقادم فاشعه الشمس لا تسمح له برفع جبينه الذي يتصبب عرقا ، فمدد آرثر الذي لم يعد واعيا لهذا العالم على كرسي قديم في الزاوية المظلله الوحيده في المكان و جلس الى جانبه .