[حزن]
مر اسبوعان منذ تلك الحادثة ، استعاد خلالهما كل من آرثر و ماسارو عافيتهما في حين ان البقيه اتخذوا من الاسبوعين فترة للراحة و الترفيه عن النفس لعلهم يخرجون من التعب و الضغوطات التي اثقلت كاهلهم ، و بالنسبه لآمايا فقد شرحت للجميع ماذا اكتشفت و بان دماء آرثر مطابقه لماسارو هذا ما ادهش الجميع و خاصه آرثر الذي لا يزال مصدوما مما سمعه .... و حتى جيناتهما متشابهة جدا و بالطبع اكتشفت ذلك بعد اجرائها الفحوصات و الاختبارات اللازمه ... اما السيد راي فكان يطلع مع غابرييل و هيكاري على كل التطورات التي تحدث في المملكه و يبدو بان الثورة باتت قاب قوسين من اندلاعها...
في المساء كان الجميع جالسا في الصاله منتظرين حضور السيد راي و غابرييل ذلك ان راي كان قد استدعاهم ، و بما انه قد تاخر في القدوم قرر هاكو ان يشغل التلفاز ليسلوا وقتهم ثم اخذ يقلب بين الاذاعات ، كان آرثر جالسا بجانب هيكاري و هانا غارقا في صمت مؤلم فمنذ عرف الحقيقه و هو قليل الكلام ... في الواقع انه خائف من ان يتكرر ما حصل و ان يؤذي احدا ... كما ان عدم قدرته على رؤيه ما حوله و حاجته الى شخص برفقته ليتنقل جعله يشعر بالعجز الشديد... اما ماسارو فكان كعادته متعلقا بثوب آمايا التي تتكئ بدورها على كتف نوريو الذي يدندن لحنا هادئا اما اكي و آيكو فكانا يراقبانهما و يتحسران على وحدتهما ، من الصعب ان تجد ثنائيا متفقا كهذين ...يشعران بالسعاده بينما انت جالس تتامل ذلك ... استمرت الحال هكذا لمده نصف ساعه تقريبا ... و لم يزل السيد راي متأخرا و لكن قطع صفو جلوسهم صوت هيكاري يصرخ :"اعد القناه ، اعدها بسرعه !!"
-"ماذا ... ماذا بك هيكاري لم تصرخ هكذا .."اجاب هارو متفاجئا ، فترجل هيكاري من مكانه و بسرعه اخذ جهاز التحكم من هارو ثم اخذ يقلب القنوات بسرعه حتى وصل الى القناه المنشوده .
-"جلالتك ، هل سيكون الحكم قاسيا ؟ اذ لا بد من ذلك فخيانه الجندي جريمة لا تغتفر فماذا ان كان بمرتبه جنرال ...ثم متى سيتم تنصيبك ملكا رسميا للبلاد ."
-" انستي ، بالنسبه للحكم فلقد اتخذت المحكمه قرارها و حكمت حضوريا على الجنرال سينشي لايت بالاعدام رميا بالرصاص غدا في ساحه التماثيل وسط العاصمه كم حكمت غيابيا بالاعدام على كل من الملازم هيكاري فلاي و القائد السابق للقوات الخاصه آرثر تشي و و سته آخرين .... اما بالنسبه لتنصيبي ملكا للبلاد فهذا سيتم تماما بعد تنفيذ حكم الاعدام بحق المتهم سينشي لايت ."
بعد سماع ذلك اصيب الجميع بالصدمه و اخذوا ينظرون الى بعضهم البعض بخوف و استغراب ، اما هيكاري فكان يرتجف من شده الغضب و رمى جهاو التحكم ارضا ، كانت اسنانه تصتك ببعضها ، عيناه تلمعان ، يحاول كبح غضبه، لكن محاولاته فشلت ذلك حين سمع آرثر يضحك ساخرا و يقول في الوفت نفسه "لقد توقعت هذا ... لا زلت اجيد توقع بعض الاشياء ... مسكين انت ايها الجنرال سينشي لا زلت شابا على الموت .." قبل ان يكمل كلامه المستفز هذا كان هيكاري قد امسك به من قميصه القاه ارضا ثم اخذ يلكمه بقسوة قائلا "آرثر ايها الوغد ... كيف تجرؤ على قول هذا ... كل ما يحدث الان هو بسببك ... انا اكرهك ... انت حقير اتتكلم بهذه الطريقه على من ضحى لاجلك... لطالما مات و تاذى كل من احببتهم بسببك اختي ماتت ، سيلفيا رحلت و اصبحت خائنه و الان الجنرال سينشي ، الرجل الذي كان لي بمثابه الاب الذي لطالما حلمت به الشخص الذي كان بجانبي عندما احتجت لاحد يكون سندا لي سوف يموت ... كل هذا بسببك ... ليتني لم اعرفك ..." في تلك اللحظة بدأت دموع هيكاري تسيل ، استمر في ضربه و هو يشهق باكيا متألما اما آرثر فمستمر بالضحك و كانه مجنون فاقد لعقله تماما ، و بين ضحكاته تتساقط دموع يائسة ... كان الجميع ينظر اليهما بنوع من الالم و الشفقه ، اما آمايا فتطلب منهم ابعاد هيكاري عنه خوفا من ان يحفز الالم قواه .. لكن احدا لم يستطع ابعاده حتى وصل السيد راي ،الذي دخل الصاله قائلا "يبدو انني قد تاخرت كثيرا ، و يبدو انكم علمتم الخبر قبل ان اقوله لكم ... هذا يسبب المتاعب ... هيكاري ابتعد عن آرثر بسرعه "
-"اتركني و شأني ساقتل ناكر الجميل هذا .."
-"قلت لك ابتعد و الا ابعدتك بالقوة .."
-"لا يهمني هذا افعل ما شئت ... لا يهمني اي شيء الان سوى القضاء على هذا المتعجرف ."صرخ هيكاري ، اما غابرييل و بلطفه المعتاد قال :"اوه ... ارجوك هذا يكفي ، هلا نظرت الى وجه المسكين ...انه حزين اكثر منك ايها المتسرع ."
-"اصمت انت و الا كنت التالي ." اجابه هيكاري ، عندها حصل ما لم يتوقعه احد من الواقفين ، اقترب غابرييل من هيكاري ، تغيرت ملامح وجهه المرحه الى ما يدل على ان سكون البحر قد هيجه اعصار ثم و بحركة خفيفه امسك كلتا يديه و ارجعهما الى ظهره قائلا :" لا تتعدى حدودك مع السيد راي او معي هيكاري ... كف عن حمقك هذا ... ان الجنرال قرر نهايته بنفسه و انتم كذلك..علينا الآن التفكير بروية ... و السيد دعاكم الى هنا ليخبركم بالخطه التي سنتبعها في المرحله اللاحقة ... لكن يبدو بانك ستستمع لما يقوله و انت مكبل هكذا " ثم التفت بوجهه الى ناحيه السيد راي و قد عادت تعابير وجهه لمرحها المعتاد قائلا :"حسنا سيدي بامكانك ان تبدأ بالكلام .. "
-"احسنت غابرييل اما الآن فقد حان وقت الكلام ... بالنسبه ليوم غد لا يمكننا فعل اي شيء و لكن هناك خطه علينا تنفيذها اولا لانقاذكم و ثانيا لانقاذ البلاد ... بما انكم لجي الآن في هذه المنطقه فانتم بامان تام و لكنكم لن تقبلوا بالبقاء هنا للابد بالتاكيد و لهذا علينا التحرك .. ان خلايا الثورة قد انهت تشكلها و باتت في مرحله الاكتمال فحسب لذلك سوف نتعامل معهم و سوف ينضم اليهم كل من امي ، آيكو و هارو بالطبع ان وافقوا على ذلك ، اما آمايا و نوريو فسوف تذهبان الى الاحداثيات التي وجدناها في الملفات التي احضرتموها من مركز الابحاث ، الى المدينه التي تعرف فيها والد ماسارو على والدته ، في ذلك المكان عليكم معرفه كل شيء عنها و عن ماضيها و عائلتها فذلك مهم جدا ، و في هذا الوقت سوف اقوم مع غابرييل بتدريب كل من ماسارو و آرثر على التحكم بطاقتيهما بمساعده هيكاري و الدكتورة هانا فهما سيفيدان كثيرا في ما يلي لانجاح الثوار في القضاء على ادولف .... الآن لا اريد جوابا ، و لكن في صباح الغد عليكم اعلامي بقراركم ... غابرييل خذ هيكاري الى غرفته ، اما بالنسبه الى آرثر فليساعده احدكم على النهوض و ليوصله لغرفته ايضا ... اراكم في الصباح ..."