[المنشاة العسكرية ]
بقي آرثر غارقا في الصمت طوال الطريق الى المنشأة . اما الآنسه آمايا فقد كانت تتناقش مع هارو حول التقنيات التي تستخدم في المشروع و الاضرار التي تسببها للجسم البشري . نظرا الى ان هارو كان لا يزال يؤيد بعض البنود ، اما آمايا فتعارضها بشدة . مما تسبب بمشادة بينهما ، في حين ان البقيه كانوا يسخرون من آيكو الذي تصيب بالهلع و الدوار بمجرد ارتفاع المروحية في الجو. و بعد حوالي الساعتين كانوا فوق البحيرة التي تفصل بين المنطقتين الشماليه و الغربيه . لقد كان منظر تلك البحيره يسحر الالباب فهي تحتوي كل تدرجات اللونين الازرق و الاخضر و في وسطها ما هو اشبه بجزيرة صغيره .اما طيور النورس فقد كانت تطير فوقها بحرية ، و تغطس احيانا لالتقاط الاسماك ، و بالفعل فلقد ذهل الجميع بهذا المنظر باستثناء آيكو الذي لم يجرؤ ان ينظر ، و ما لبثوا ان عبرو البحيرة حتى بدأت الطائره بالهبوط ، فتساءل آرثر عن سبب ذلك فأجابه الطيار بأنهم يجب ان يكملوا الطريق سيرا على الاقدام كي لا يلفتوا الانظار اليهم خصوصا ان الطيران محظور في هذه المنطقة .
و اخيرا حطت الطائره فنزل الجميع منها ، اما بالنسبه الى آيكو فأخذ يقبل الارض و يحتضن التراب وسط ضحكات الجميع ، حتى آرثر قد ابتسم عندما رآه على هذه الحال .
بدأوا بالمسير و قد ساد جو من الجفاء المتبادل بين اعضاء الفريق ، فلم يكن احدهم وافق الآخر رأيه او مبدأه او حتى احلامه . كانوا مشتتين بين تربص هذا برأيه و معارضة ذاك له ، لكنهم لم ينسوا لحظة ان هناك ما يجمعهم كلهم ، القاسم المشترك الذي اوصلهم الى هنا الا و هو الانتقام لانفسهم ، لمبادئهم ، لخياراتهم ، لمعاناتهم و لاشخاص كانوا مهمين بالنسبه لهم .
و بعد يومين من السير لم يأخذوا خلالهما سوا بضع وقفات للراحه وصلوا الى مكان مقفر و لا اثر فيه لأي حياة . لا اشجار ، لا مياه و لا حتى بشر ، فبعكس المنطقه الشماليه فالمنطقه الغربيه هي عبارة عن صحراء قاحله .
وخلف امواج الرمال لاح ظل لرجل ، فاقتربوا اكثر لعلهم يتعرفون عليه عندها صاح نوريو "انظروا جيدا !انه هيكاري!"
فقال آرثر متذمرا :" هيكاري!هذا غير معقول ... اينما اذهب عليه ان يظهر ...و كأنه شبح يطاردني !"
فضحكت آمايا قائلة :" انه مأمور كما تعلم !"، ثم توجهوا الى صوبه .
-"حمدا لله على سلامتكم ، لا بد انكم متعبون ، هيا فلتتبعوني "صاح هيكاري متصنعا ابتسامة .
فاذ اقتربوا منه ، شعروا بالارض تهتز تحتهم ، و كأنه زلزال . و بدأت الرمال تتطاير فاضطروا الى وضع ايديهم على اعينهم كي لا يدخلها الرمل . ثم صرخ هيكاري "لا داعي لاغلاق اعينكم ، انتهى الامر هيا افتحوها ".
فتحوا اعينهم و كان اول ما رأوه بوابه ضخمه تقود الى مكان تحت الارض ، لم يذهل اي منهم لهذا فهم جميعا يعلمون ما تعنيه التدابير و السريه العسكريه ،