١٥

2.4K 43 2
                                    

البــــــــــــ15ـــــــار ت

ذلك الطّفل الذي كنتُ, أتاني
مرّةً
وجهًا غريبًا.
لم يقل شيئًا. مشينا
وكِلانا يرمقُ الآخرَ في صمتٍ. خُطانا
نَهَرٌ يجري غريبًا.
جمعتْنا, باسْمِ هذا الورقِ الضّارب في الرّيح, الأصولُ
وافترقْنا
غابةً تكتبها الأرضُ وترْويها الفصولُ.
أيها الطّفل الذي كنتُ, تَقَدَّمْ
ما الذي يجمعنا, الآنَ, وماذا سنقولُ? .

*أدونيس

فتح باب الغرفة بهدُوء نظر إلى فستانها المرمي على الأرضَ . . . . . تقدّم ويتأمل أغراضها . . . . أتجه لجوالها الذي كان يُصدر نغمة مُزعجه . . كان مُنبه . . . مسكه وهو يُغلق المنبه وألتفت على باب الحمام الذي أنفتَحْ
وضعت كفوفها على شعرها المبلل وهي تُفكر بحياتها الجديدة مع سلطانْ ! هل سينشغل عنِي بشغله وهذا ماأريده أم ماذا ؟ الواضح أنه مشغول كثيرا هذه الفترة ,
رفعت عينيها وشهقتْ بقوة وكأنها ترى عدوًا لها ليس زوجها . . رجعت للخلفْ وتعثرتْ بحقيبتها لتسقط على ظهرها وهي تحتضن نفسها لئلا تكشف منشفتها شيئًا منها . . أغمضت عينيها لاتُريد أن تراه ووضعت كفوفها على إذنها كي لاتسمع شيئًا منه.
هذا ليس بحال عروسْ !! وليس بحالٍ أرضى به !!!

تقدّم لها بخطواته لن يسمح بهذا الحالْ ولو كانتْ بأول أيامه !!
سلطان بصوتْ مُفعم بالرجولة : الجُوهرة

وكأنها ستدخل كفوفها بإذنها . . !

سلطَان جلس على ركبتيه أمامها ويضع كفوفه التي بالنسبة لكفوف الجوهرة عملاقة . . أبعد كفوفها عن إذنها : إن كانك مجبورة بهالزوَاج وربٍ خلقني لتحرمين عليّ !!

فتحت عينيها وهي مُعلقة بعينه

سلطان وهو مثبّت كفوفها بكفوفه : كل اللي صار من قبل هالزواج أنا نسيته ولاأبيك تفكرين فيه .. ولاتتوقعين أني مجبُور مو أنا اللي أنجبر على شيء ماأبيه .. صفحة جديدة لاتبدينها معي كِذا وأنا ماني صبور لدرجة أني بصبر على كل هذا أكثر من يوم واحِد !!! إن كانك مآخذة فكرة من قبل عنّي ياليت تمحينها ولاتخلينها تدمرّك بهالشكل !!!!

دموعها تنزل بهدُوء . . . . وحديث تُركي تسمع صداه مع كل حرف يقوله سلطان !! . . . . تخون نفسها وتخون سلطان بتفكيرها بتُركي !!

سلطان ترك كفوفه ووقفْ : بنرجع الرياض بعد صلاة العصرْ عندي شغل مايتأجل ! إذا تبين تروحين لأهلك قبل لانمشي ماعندي مانع

الجوهرة بنبرة مختنقة : لأ

سلطان رفع حاجبه مستغرب وبشدة : ماتبين تروحين ؟
الجوهرة هزت راسها بالإيجابْ

سلطانْ : براحتك . . . *وبصيغة الأمر* . . ألبسي وأنزلي تحت ..
وخرجْ من الغرفة

,

في إحدى مقاهي الرياضْ

عبدالعزيزْ أبتسم : يعني ماهو حلو ؟

لمحت في شفتيها طيف مقبرتيحيث تعيش القصص. اكتشف الآن