الجزء ( 40 )
(حلم)
كأنّما تَسْتنطقُ الصاعقة الحجارْ
تحاكم الصاعقة السماءْ
تحاكم الأشياءْ
كأنما يْتسل التاريخ في عينيّ
وتسقط الأيامُ في يديّ
تسقط كالثمارْ...*أدونيس
،
توقف عقلُها عن النبض ، صورةٌ أمامها واضحة جدًا .. يلفظُ كلماتٍ كثيرة بعينٍ مكسُورة بالدمع ، يحلف ويُردد " والله شفتها "
هذا الرجُل أعرفه . . والله أعرفه وليس بغريبٍ عليّ ، لِمَ يبكي ؟ لِمَ يحلفْ و يُردد وكأنه غير مُصدِق ؟
أولُ مرةٍ أرى بها تقاسيمُ هذه الملامح ، منذُ فترة أرى أجسادًا بوجُوهٍ مطموسة ، هذه المرَّة ملامحه واضحة ، عيناه ، أنفه ، شفتيْه . . كُل تفاصيله الصغيرة تُرى جيدًا ، . .
ألتفتت لمن يجلسُ بجوارها : مين ناصر ؟
وليد بضِيق يستلقي على التُراب الناعم وهو يُغطي عينه بذراعه : ماأعرفه
رؤى تنظُر لبحرِ دُو فيل الواسع كإتساع وحدتِها : شوفه يصرخ
وليد يُدرك بأنها تتوهم : أتركيه يهدأ من نفسه
رؤى و دمُوع تعتصِر بعينِها : مخنوقة . . قلبي يعوِّرني
ولِيد بصمتْ يتأملُها ، قلبه يتجزأُ لأكثرِ من جُزء ويبكيِها
رؤى : أحس فيهم
وليد بهمس : مين ؟
رؤى بلا وعي : ما أعرفهم ، هو متضايق يا وليد
وليد وهو الذي لم يعُد يعرف كيف يتعامل معها ولا يعرفُ أهو عبدالعزيز أم وليد ، أشعُر بها إن عادت لشخصيتها القديمة و أيضًا أشعُر بها إن بقيتْ بشخصية رؤى التي بعد الحادث لكن أحيانًا أُصلبْ أمامها ولا أعرفُ مالمُفترض أن يُقال ،
رؤى بتنهيدة أردفت : ليه سوَّت فيني كذا ؟ ليه أُمي قاسية ؟
وليد : ماهي أُمك
رؤى صرخت ببكاء : إلا أمي .. ماكان جمبي أحد الا هيْ ... هي أُمي
وليد جلس بجانبها ، لو أنَّ حلالاً أن يحضُنها فقط ليقتلع هذا الألم ، يالله كيف أراكِ بهذه الصُورة ولا أفعل شيئًا ، كيفْ أروِّضُ نفسي عن الحرام و أنا أراك طُهرٍ لا يختلط به ذنب ، يالله ألنـا قُدرة على تحمل كل هذا ؟ يارب نسألُك ضياءً يُبدد ظُلمة قلبها ، أُدرك كيف حُزنِك متكوِّرُ عالقُ بحُنجرتِك ؟ أتلفُظينه يا رؤى و يرتاح صدرِك أم تبتلعينه .. يااه يا هذه الأرض لا تستوي ولو لمرَّة لأجلنا لأجل أن نهرب ، أن نهرب من حُزنِ هذه الدُنيا .
جمعت كفيِّها لتُغطي ملامحها السُكريِّة و هالاتُ قصبٍ أسود تطوف حول عينِها ، جاهشةً بالبُكاء وكلماتها مكسُورة تنطقها بتقاطيعٍ أدمَت قلبِها : ليه بس ليه ؟ ماأبغى منها شي بس تقولي ليه سوَّت فيني كذا ؟ . . يعني أنا أستاهل كل هذا ؟ .. وينهم ؟
صرخت : ويننهم أهلي ؟ .... ياربي قولوا لي وينننهم بس أبي أعرف وينهههم ؟.. لا تقولون ميتيين .. أبيهم ..
بصوتٍ يُخالط أصوات الأمواج : أبيييهم
أنت تقرأ
لمحت في شفتيها طيف مقبرتي
Randomرواية : لمحت في شفتيها طيف مقبرتي تروي الحكايات أن الثغر معصية , بقلم : طِيشْ ! عبدالعزيز، رتيل، عبير، يوسف، منصور، هيفاء، ريم، نجلاء، افنان، الجوهرة، ريان، تركي، رؤى، وليد، سلطان، ناصر، مهرة، ضي، نواف، اثير، فيصل، فارس رواية منقولة