٣٦

2K 30 2
                                    

الجزء ( 36 )

على خطوات رغبة
مدمره أتعثر ..
تلتهمني خيوط
أحلام داميه ..
ترعبني
بخيالات بشر
دفنوا تحت الثرى ..
يتساقطون أمامي
و يترنمون باسمي ..
بدأت أفقد نفسي
بيدي ..
ألوك الحقد
حلوى أتلذذ بها ..
مديرا ظهري
لرجاءات
كانت يوما
ما
تنير بصيرتي .

* وردة شقى
,

الغيمُ يظللها وهي تسير على الرصِيف ، أخرجت هاتِفها لتكتُبْ رسالةٍ نصية لرقمٍ يحمِل – بدون إسم – " غادة هربت مع وليد " , تلتها بإبتسامة و هي تلعنُ حظها في الداخل " بتشوفون كيف تلعبون عليّ " ، دخلت للصالُون النسائِي و هي تلفظُ بالفرنسية : أُريد صبغ شعرِي.

العامِلة : تكرم لنا عينك

أم رؤى : تحكين عربي ؟

العاملة الشقراء ذات البنطال الأسوَد و القميص الأسوَد و على ياقِتها الزخرفة التي تلوِّن جدران الصالون , بإبتسامة : فلسطينية

أم رؤى : يا أهلا فيك

العاملة : معك نسرين

أم رؤى : و أنا أمل

العاملة : نعمِل لك شعراتِك ؟

أم رؤى : إيه من فترة طويلة صبغته أبيض بس مانزلت الصبغة

العاملة بإستغراب : أبيض !! ماتتركي الشيب يجيك لـ شُو لاحئتُو *لاحقته*

أمل بضحكة : كان لشغل معيَّن وأضطريت أصبغه

العاملة : طيب مابدَّك شي تاني ؟

أمل : لا

,

في الصالة الداخليَة ، مُستلقِي على الكنبة ذات لونْ التُوت المُندَّسة في الزاويَة.

أغمضْ عينِه بتعبْ ، هي دقائق ما تفصلنا عن الواقِع و الخيال ، هي أحلام .. هي خُرافات أتعبنا العقل بتصديقنا لها.

الريفْ الفرنسِي الزاهِي ، فُندِق مُعلقَّة عليه المصابيح الصغيرة إحتفالاً بمهرجان الليمُون ،

يطرق الباب مرةً أخرى : غادة أفتحي والله ماهو قصدِي

ولا ردٍ يأتيه سوَى بُكائَها ، تسرَّب إليه الضمير اللاذِع وهو يهمس لها : لاتبكين بالحمام مكان شياطين !! ، طيب أطلعي خلينا نتفاهم

غادة بصوتٍ باكي : ماأبغى أتكلم معك بأيّ شي .. خلني بروحي

ناصِر تنهَّد : وبعدين يعني ؟ لا تحرقين لي دمِّي قلت لك ماكان قصدِي

غادة : كلكم زي بعض

ناصِر صمت لثوانِي والكلمة تحز في خاطِره كثيرًا : أنا مثلهم ؟

غادة و لا ترُد عليه و بكائِها تكتمُه و لكن مازالَ يُسمَع أنينه.

ناصِر بحدة : أفتحِي لا أكسره على راسِك

لمحت في شفتيها طيف مقبرتيحيث تعيش القصص. اكتشف الآن