٣٩

2.3K 35 2
                                    

الجزء ( 39 )

نسيت ملامح وجهي القديم
ومازلت أسأل: هل من دليل؟!
أحاول أن استعيد الزمان
وأذكر وجهي..
وسمرة جلدي
شحوبي القليل
ظلال الدوائر فوق العيون
وفي الرأس يعبث بعض الجنون
نسيت تقاطيع هذا الزمان
نسيت ملامح وجهي القديم

*فاروق جويدة

كان الفرنسية ، في عمارةٍ يُغلفها الزجاج من كل جانب لتتقاطع على شكلِ نوافِذٍ طولية و كثيرة.

بملل على مكتبِها ترسمُ بقلمِ الحبر الأسود رسومات بيُوتٍ مُتداخلة بشكلٍ هندسي ،

رفعت عينها عندما لمحت ظلٍّ يعكس على ورقتها ، و بدهشة رجعت للخلف بكُرسيَها ذو العجلات فسقطت على ظهرها و الإحراجُ يرسمُ طريقه بين تقاسيمها البيضاء . . مدَّ يدِه ولكن تجاهلتها لن تنسى بالغُربة أن مُصافحة الرجال الأجانب " حرامًا "

أحترمها أكثر وهو يرجع بخطواتِه للخلف : بسم الله عليك

أفنان تقِف بربكة وهي تنفضُ ملابِسها و ملامِحُها مختنقة بالحُمرة

نواف : سُبحان الصدف

أفنان وضعت أصبعيْها على عُنقها وكأنها غصَّت بشيء : آآآحم .. آآ إيه

نواف شد على ربطة عنقه الكلاسيكية و رمقها بنظراتٍ عاديـة بالنسبة له الا أنَّ أفنان زاد إرتباكُها وتوِّترها.

نواف : أنا مُحاضِر هنا

أفنان حدَّثت نفسها بعفويَة " والله أني قايلة هالوجيه الفخمة ما هي وجه تدريب " ، أردفت : تشرفنا مرة ثانية

نواف ينحني ويرفع الكُرسي الساقِط : عفوًا

أفنان أنحرجت بأنها لم تشكُره وكأنها قليلة ذوق : أعذرني بس ماني متعودة يعني .. آآ يعني آخذ وأعطي مع الناس الغريبة

نواف : لازم تتعوِّدين لأن الشغل كله يعتمد على التواصل مع الناس ، مسؤوليين العلاقات العامة مفروض مايرتبكون بسرعة

أفنان أخذت نفسًا عميقًا حتى ترُد : إن شاء الله

نواف : ماراح نتشرف ونعرف إسمك ؟

أفنان : هاا !! آآ أقصد إيوا أيه .. إيه أسمي عبدالمحسن ..
من الربكة وإستجابتها لعقلها الباطني ظنَّت أنها قالت إسمها قبل إسم والدها.

نواف أبتسم : عبدالمحسن ؟ والله شكل السعودية تطوَّرت بالأسماء

أفنان حكت جبينها : آآآ لا لا أقصد .. يعني إسمي أفنان وأبوي إسمه عبدالمحسن

نواف رحم حالها المُرتجف الآن ويبدُو كأنه أول رجلٌ يُحادثها ، : طيب يا أفنان فيه محاضرة الحين ولا من أولها غياب ؟

أفنان تمنَّت أن تلمُّ كفيَّها أمامه وتترجاه لتقُول له " الله يخليك فارق أحس أنفاسي تضيق " ، أردفت : لآلآ الحين بجي

لمحت في شفتيها طيف مقبرتيحيث تعيش القصص. اكتشف الآن