٢٣

2K 37 0
                                    

البـارت ( 23)

يا صميمَ الحياة ! كم أنا في الدُّنيا غَريبٌ أشقى بغُرْبَة ِ نفسي
بين قومٍ، لا يفهمونَ أناشيدَ فؤادي، ولا معاني بؤسي
فاحتضِنِّي، وضُمَّني لك- كالماضي- فهذا الوجودُ علَّة ُ يأسي
وأمانيَّ، يُغرق الدمعُ أحلاها،ويُفنى يمُّ الزّمان صداها
وأناشيدَ، يأكُلُ اللَّهَبُ الدّامي مَسَرَّاتِها، ويُبْقِي أَساها
وَوُروداً، تموت في قبضة ِ الأشْواكِ ما هذه الحياة ُ المملَّة ْ؟

* أبو القاسم الشابي

سلطان يصرخ على عائشة : مين جاء ؟

عائشة : والله بابا أنا مايعرف بس هوا يجي ويكلم مدام واجد فيه كرَايْ

سلطان يصعد للأعلى ومتوعِّد الجوهرة كل شكوكه تتضح , إن لم يكن وليد فـ غيرُه جاهز : أفتحي الباب ... أفتحي لا أكسّرَه لك

فتحت الجوهرة برعب وهي تأكدت أن عائشة أخبرته
سلطان يمسكها من ذراعها بشدة : مين كان هِنا ؟

الجوهرة وفقط بكائها الذي يصِل إليه

سلطان يرميها على السرير . . . وبحدة : سؤال واحد مين كان هنا لا والله

قاطعته بصوت متقطع : عمِّي

سلطان وسكنت أنفاسه الغاضبه : أيّ عمّ ؟

الجوهرة تبكِي ولا ترد

سلطان بصرخة زلزلت أعماقها : ميـــــــــــــــــــــــ ـــن ؟

الجُوهرة : تركي

سلطان : ليه تبكين ؟ وش قالك

الجُوهرة لا رد

سلطان : تغاضيت بما فيه الكفاية ! عطيتك كل فرصتك ! كل شي كنتي تبينه حتى لو ماقلتيه لي سوّيته لك . . إلى هنا وبس !! وش كان يبي فيك ؟

الجُوهرة وتضمّ نفسها وهي ترتجفْ على السرير

سلطان : ماراح تجاوبيني ؟ *بغضب أردف* : جاااااااوبييييي وش فيك !! مليون شي في بالي يخليك تسوين كل هذا !! قولي لي وشو بالضبط مخليك بهالحالة ؟

الجُوهرة تضع كفوفها الإثنتين على ثغرها لتستقر دماءُ أنفها على ظاهِر كفِّها

سلطان : طيّب ...
أخرج هاتفه ليتصل على تُركي: أنا أفهم منه ليش أفهم منّك

الجوهرة تريد أن تقول لأ .. ولكن صوتها بحّ ولا له قدرة على أن يخرجْ

سلطان وضعه على السبيكر : ألو تركي

تُركي : سلطان ؟

سلطان : إيه .. توّني عرفت أنك بالرياض وواجب علينا نضيّفك

تُركِي : بس راجع اليوم ماتقصِّر

سلطان : تقدر تجيني الحينْ

تُركي وشكّ بالموضوع : والله

سلطان يقاطعه : ضروري تبيك الجوهرة

لمحت في شفتيها طيف مقبرتيحيث تعيش القصص. اكتشف الآن