٣٢

2K 29 2
                                    

البارت ( 32 )

لمْ أَزَلْ أمشي
وقد ضاقَتْ بِعَيْـنَيَّ المسالِكْ .
الدُّجـى داجٍ
وَوَجْـهُ الفَجْـرِ حالِكْ !
والمَهالِكْ
تَتَبـدّى لي بأبوابِ المَمالِكْ :
" أنتَ هالِكْ
أنتَ هالِكْ " .
غيرَ أنّي لم أَزَلْ أمشي
وجُرحـي ضِحكَـةٌ تبكـي،
ودمعـي
مِـنْ بُكاءِ الجُـرْحِ ضاحِـكْ !

*أحمد مطر.

أنفاسُها مضطربة وقلبُها ليس بأحسنِ حال , سلطان لن يرحمها أبدًا , هذا الواضِح .. ليتني أخبرتُه قبل أن يذهب ؟

مسكتْ هاتِفها و أنفها ينزفْ , تجاهلته تماما .. صوتها يتعثَّر بالبُكاء الآن : ألو

بو ريان : يا هلا والله

الجوهرة : هلابك

بوريان بخوف : وش فيه صوتِك ؟

الجوهرة تغصُّ بالبكاء الآن : يبه

بوريان : ياعيونه

الجوهرة : محتاجتك

بوريان : لاتخوفيني وش صاير ؟ صاير بينك وبين سلطان شي ؟

الجوهرة : لأ بس أبيك بموضوع ضروري

بوريان : وشو ؟

الجوهرة : ماينفع أقوله .. الله يخليك حاول تجي الرياض بكرا على الأقل

بوريان : الجوهرة لا تخوفيني .. ليه تبكين ؟

الجوهرة وياقةِ قميصها مبللة بدمائَها الآن : أبغي أعيش

بوريان بخوفه على إبنته , صمَت

الجُوهرة : أخذني من هالدنيا كلها .. اخذني يبه

بوريان : وش مسوي لك سلطان ؟

الجُوهرة : ما سوَّى شي بس .... تعبانة يبه والله تعبانة

بوريان : وش متعبك ؟

الجوهرة : تعال وبقولك كل شي

بوريان : من الحين بمشي للرياض

الجوهرة : أنتظرك . .
وأغلقته , أرتمت على السرير ودمائها مستمرة بالسيلانْ و دمُوعها لا تتوقفْ , أنتهى كُل شيء .. هذه هي النهاية . . هذه المرة ستقف وتُخبره .. هذه المرة لن تتراجع , هذه المرة مستعدة للموتْ جيدًا , هذه المرة الموتْ يُريدها , هذه المرة الحياة تتمسك بِها و الموتُ يقترب .. لمن الكفَّة ؟ . . لا داعِي أن تُخبر الجميع , والدها وفقط .. لا داعي أن تعلم والدتها إن لم تعلم بالبداية إذن لا يُفيد أن تعلم الآن .. فـ أنَّ تعلم والدتها فهي بمُصيبة عظيمة تحرمها النوم وهذه الجريمة بحد ذاتها , أمُي لو عرفت الآن لن تتألم فقط لأجلي ستتألم لأجل نفسها و تُشعر بالذنب ولن أرضى بذلك , لا يُفيد أن يعلم ريَّان .. لا يُفيدها أبدا أن يعلم الجميع بدناءة عمِّها .. بهذه الصورة سيبدأ الكره بين الجميع .. سيتغيَّر تعامل الجميع معها ؟ لمَ العالم يعلمْ ؟ هل هذا العالم إن عرفَ سيواسيها أو سيُرجع لها عُذريتها ؟ والدها فقط من يجب أن يعلمْ و تُركي هو الذي يجب أن ينال عقابه .... و سلطان ؟ ..... *أزداد بُكائِها بشدَّة* . . . سلطان آسفة.

لمحت في شفتيها طيف مقبرتيحيث تعيش القصص. اكتشف الآن