٢٨

2.3K 40 1
                                    

البارت ( 28 )

أصبحت لا ألقاك صرت سحابة
عبرت على عمري كما يهفو النسيم
ورجعت للحزن الطويل
ما زلت ألمح بعض عطرك بين أطياف الأصيل
يمضي الزمان بعمرنا
الخوف يسخر بالقلوب
واليأس يسخر بالمنى
والناس تسخر بالنصيب
عصفورنا قد مات
من قال إن العمر يحسب بالسنين

*فاروق جويده.

,

مُرتبكة جدًا خطواتِها , سمعتْ صوت سائِقهم .. أنحنت بوجهتها من بيت عبدالعزيز إلى الباب الخلفي , دخلتْ وصدرها يهبط ويعلو .. ليست ككل مَرة .. في المرَّات الماضية لا شيء يهُم .. لكن هذه المرة قلبِي محشوُّ بحبه .. هذا الحُب يُربكِني و جدًا.

صعدت لغرفتها وأقتربت من النافِذة و رأته هو وناصِر يسيران .. أبتعدت خطواتٍ قليلة عن النافِذة حتى لا تلفت احدًا .. شدَّت على شفتيها من إطلاق ضِحكة مجهولة السبب .. لكن هذا الحُب وقعٌ مِن جنون .. هذا الجنُون يُجيد العبث بعقلِها .. إبتسامته و عينيه أعشقهُم .. أيضًا طوله .. و صوته .. أضيعُ بين أوتارِ حديثه .. كل شيء يتعلق بِه و إن كان عيبًا لرأيته ميزةً .. الحُب يلفُّ أعيننا بوشاحٍ من الزهر لا يرى إلا الجمال و الجمال فقط.

- بالأسفلْ -

ناصر : تعبان مافيني طاقة أطلع حتى للشرقية كيف عاد أوربا

عبدالعزيز : أنا أقول عشان تغير جوّ

ناصر تنهَّد : خلنا على هالجو نختنق هنا ولا نختنق هناك

عبدالعزيز وفهم قصده , أبتسم

ناصر : كيف إيدك ؟

عبدالعزيز : الحمدلله .. أحس بتقول شي ؟

ناصر : لآ ولا شي

عبدالعزيز : وش دعوى ؟ أعرفك اكثر من نفسك

ناصر ضحك : مافيه شي

عبدالعزيز بضحكة وينظر لعينيه : الغين لاعبة فيك

ناصر : هههههههههههههههههه

عبدالعزيز أبتسم : وش مسوية هالمرة ؟

ناصر : أشتهي أرتكب بعيونك جريمة

عبدالعزيز : البقَا من الهوى تحفظه بعيونك

ناصر بإبتسامة : قلت لها أكذِّبك بكل شيء لا قلتِي بروح.

عبدالعزيز وعيناه تنظُر لغادة في نبرة حديثه

ناصر : تصدِّق أكذب عليك لا قلت مصدِّق فراقها

عبدالعزيز أبتسم بوجع .. هذه ليست إبتسامة فرح .. إبتسامة الضيق ؟ هذه الإبتسامة التي توقعنا بشوِقٍ و حنين لأيامٍ رحلت و لن تعُود.

ناصر وبمثل إبتسامته : عصاني قلبي كثير حتى لما قِلت يا ناصر ماتت لقيتني واقف أنتظرها

عبدالعزيز : وإذا عشنا الحلم ؟ لو كذبنا الحقيقة محد بيزعل علينا .. لو قلت موجوع محد بيموت عند بابي .. يضِّر أحد لو أجلس أنتظرهم !!!

لمحت في شفتيها طيف مقبرتيحيث تعيش القصص. اكتشف الآن