٣٣

2K 28 2
                                    

الجزء ( 33 )

الأمطارُ تهطل بشدة تكادُ تحفرُ بالطريق من قوتِها ، جلسا في مقاعِد إنتظار الباص المظللة ، تأفأفت من تبلل حجابها و سوادُ قدميها المُتسخة بفعل المشي ، هو الآخر أدخل كفوفه بجيب معطفه الأسود من شدة بردِه.

بحلطمة أردفت : خل أشوفها أقطعها بأسناني

عبدالعزيز وضِحكة تفلت مِنه : توبة اعطيها سيارتي

هديل : أصلا هالحمارة ذي رايحة مع ناصر بس كذا خذت سيارتك عسى سيارة تهفَّها وتفكنا منها ومن *تقلد صوتها* نصوري

عبدالعزيز : هههههههههههههههههههههه أستغفري بس

هديل بعصبية مُضحكة : خلني اتزوج والله والله لأطلع حرة طلعاتها مع ناصر بأسبوع وبتشوفون

عبدالعزيز وبمجرد أن ينطق حرفيْن يخرُج دخانًا أبيض بين شفتيه : على حسب اللي بيآخذك

هديل : دوِّر لي واحد من ربعك

عبدالعزيز : لو ماني بردان كان صقعتك بهالعمود *أشار لها بعينيه لعامُود الإنارة*

هديل بقهر تُقلد صوت غادة بإتقان مع بعض الدلع والميوعة في نبرتِها: ناصر عيوني وقلبي و حياتي و روحي و اكسجيني وبدونه ماأعرف أعيش يا عساه جحيمك يالكلبة

عبدالعزيز انفجر من الضِحك و أردف : ترى الدعاء مستجاب بالمطر لا تدعين عليها

هديل : ههههههههههههههههههههه قهرتني الله يقهر ابليس

أفاق من غيبوبة ذكراه وهو يسير بإتجاه المخرج لا يعرف الربط بين هديل ورتيل ولو أنَّ هديل أفضل بمراحل كثيرة من رتيل ولا وجه للمقارنة بينهُم ، نفث ذكراها و تفكيره ينصَّب لما فعله اليوم ، يشعُر بنارِ غضبهم من أعيُنهم ، يدرك فداحة تهوِّره و يدرك أيضًا المُصيبة التي أوقعُهم بها ، بعضُ من الحقد ينطفأ ولكن مع كل هذا : لم يرتاح.

بجهةِ أُخرى ، الغضب مُسيطر بين أحاديثهم

تنهَّد : أعرف كيف أقلب حقده عليه

سلطان : عقله مصدِّي يفكر بطريقة الحمار مايفكر فيها

بوسعود : مدري وش يبي يوصله في كل مرة يصدمني اكثر

سلطان بعصبية : ماهقيت سلطان الله يرحمه مدلعه كذا

بوسعود : بالعكس الله يرحمه كانت تربيته قاسية وحيل

سلطان : قهرني الله يقهر عدوَّه ! ناس لهم سنين ماقدروا يسوون اللي سواه وهو بـ كم يوم طلّع عيوني

بوسعود : جالس يأذي نفسه كثير حتى ماني عارف كيف اتصرف معه

سلطان : انت لا تعطيه وجه من البداية وتوافق ! خلَّه يآكل تراب وماعندنا زواج وصدقني ماراح يقدر يسوي شي

لمحت في شفتيها طيف مقبرتيحيث تعيش القصص. اكتشف الآن