الجزء ( 47 )
،أرتدى ثوبـه الأبيض ذو طلةٍ كلاسيكية ، يعتلِي رأسهُ شماغٌ أحمَر ، بأصابعه هذَّب شُعيرات سكسوكتِه السوداء التي تعكسُ بياض بشرتِه التي تميلُ للسُمرَة ، وضع قلمه الأسود والمحفُور به بطريقة عُثمانية " عبدالله القايد " أخذ محفظته السوداء و هاتِفه - جالكسي - و نزل بخطواتٍ سريعة للأسفل و رائحة العُود تسبقه لأمه
والدته : تبارك المساا
ضحك لينحني مُقبلاً رأسها : متبارك فيك يا أميمتي ...
أتته الصغيرة ذات الشعر البُندقي والبشرة البيضاء ، تركضُ بخطواتٍ متذبذبة ، فتح لها ذراعيه لتدخل بها : هلا بشيخة البنات كلهُم
والدته تسكبُ له القهوة : كل هالكشخة لمين ؟
أبتسم فيصل ليُردف : معزوم
والدته أبتسمت والتي لا يتضح عليها عُمرها أبدًا إبتداءً من شعرها البنِي المرفوع نهايةً بجسدِها المشدُود : و ولد عبدالله مايقولنا وش هالعزيمة ؟
فيصل وهو يُلاعب رِيفْ بيديْه : معزوم على تمايم ولد ريانة حبيبة قلبك ! *أردف كلمته الأخيرة بضحكة*
والدته بدهشة : منصور تزوَّج !!
فيصل : والله يا أميمتي أنك غايبة عن هالعالم ! تزوج وعنده بزر وحتى يوسف تزوَّج
والدته : ماشاء الله ، الله يوفقهم ويهنيهم
فيصل بهدُوء : ماصارت ! عازلة نفسك عن العالم وناسك وحبايبك .. خلاص أطلعي وونسي روحك !
والدته بمثل هدوئه تُضيِّع الموضوع : عطني ريف لاتوصخك ....
فيصل تنهَّد ووقف : تآمرين على شي ؟
والدته : سلامتك وأنتبه على نفسك
فيصل قبَّل كفَّها المُعطَّر بالجنَّة : إن شاء الله . .
خرَج و ركب سيارته البي آم دبليو السوداء ، نظر لنفسه بالمرآة و عقله يغيبْ لأحداثٍ يكرهُها ، أولُ لحظةٍ شتم فيها عبدالرحمن آل متعب و أولُ كلمةٍ سيئة لفظها بوجهِ سلطان بن بدر و أول حقدٍ نفث به على وجهِ عبدالله اليُوسف والِد منصُور .
لا ينسى أبدًا عندما قال لسلطان العيد في وجهه و أمام الجميع " راح أخليك تترجاني " يالله يا وقاحة تلك الكلمة و يا وقاحة نفسي حين قُلتها له .
كل الأشياء السيئة كانت ترتطمُ به عندما توفى والِده إثر التدريبات و ترك كُل الذنب عليهم ، قطع علاقتِه بتلك العوائِل رُغم حبه لهم سابقًا ، قبل سنةٍ تقريبًا تبدَّل الحال و رُغم ندمه على بعض أفعاله التي فعلها بأشخاص لاذنب لهم سوى إرتباطهم بتلك العائلة إلا أنه تغيَّر عندما تعرَّف على شخصٍ أستطاع أن يجعلُ منه شخصًا آخر ، و لأجل هذا الشخص أنا هُنا في الرياض ، قريبًا جدا سأُصلح الأخطاء و سأردُ دين هذا الشخص .
أنت تقرأ
لمحت في شفتيها طيف مقبرتي
Randomرواية : لمحت في شفتيها طيف مقبرتي تروي الحكايات أن الثغر معصية , بقلم : طِيشْ ! عبدالعزيز، رتيل، عبير، يوسف، منصور، هيفاء، ريم، نجلاء، افنان، الجوهرة، ريان، تركي، رؤى، وليد، سلطان، ناصر، مهرة، ضي، نواف، اثير، فيصل، فارس رواية منقولة