٦١

2.1K 26 0
                                    


السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
إن شاء الله تكونون بخير وصحة وسعادة ()

المدخل لـ حبيب الألب :$ ، نزار قباني.

وعدتك أن لا أعود ..وعدت ...
وعدتك أن لا أموت إشتياقا ...ومت ..
وعدت مرارا ..وقررت أن أستقيل ... مرارا ..
ولا أذكر أني إستقلت ..
وعدت بأشياء أكبر مني ...فماذا غدا ستقول الجرائد عني ..
أكيد .. ستكتب أني جننت ..أكيد ... ستكتب أني إنتحرت ...
وعدتك أن لا أكون ضعيفا ..وكنت ...
وعدتك أن لا أقول بعينيك شعرا ..وقلت ..
وعدت ...بأن لا ... وأن لا ..وأن لا ...
وحين إكتشفت غبائي ...ضحكت ...
وعدتك أن لا أبالي ...بشعرك حين يمر أمامي ...
وحين تدفق كالليل فوق الرصيف ...صرخت ..
وعدتك أن أتجاهل عينيك ...مهما دعاني الحنين ..
وحين رأيتهما تمطران نجوما ...شهقت ..
وعدتك أن لا أوجه ..أية رسالة حب إليك ..
ولكنني رغم أنفي ... كتبت ...
وعدتك أن لا أكون بأي مكان ...تكونين فيه ..
وحين عرفت بأنك مدعوة للعشاء ..ذهبت ..
وعدتك أن لا أحبك ...كيف ؟... وأين ؟ ...
وفي أي يوم وعدت ؟؟؟...
لقد كنت أكذب ..من شدة الصدق ...
والحمدلله أني كذبت ...

روَاية : لمحت في شفتيها طيف مقبرتي تروي الحكايات أن الثغر معصية ، بقلم : طِيشْ !
الجُزء ( 61 )

شعرَ بألم الرصاصة التي أخترقته، صوتُها اللاذع الذي أعتاد أن يسمعه في التدريبات كان مختلف جدًا وهو يشعَر بضربات قلبه التي تندفع بقوَّة، أندفعت حتى سقط على ركبتيْه وهو يشعرُ بالهزيمة الحقيقية، شعرَ بالغصَّة التي تُضبب عليْه رؤيته سوى من الأقدام السوداء التي توافدت عليه،
لو كان الألم يخصني لوحدِي لمَا أهتممت بما يحصل الآن؟ لو الألم في قلبي فقط وليس في قلب الرياض لكَان الأمرُ عاديًا! لم يفرق كثيرًا عن الحزن الذي عاش معي طوال السنوات الفائتة، ولكن! كعادةِ حُزني يجيء قاسيًا أكثرُ مما أتوقع . .
تقطَّعت أفكاره عندما أصطدمت جبهتهُ على الأرض ليُغلق عينيْه بسلامْ.

خرجَت من الحمام وهي تلفُ المنشفة حول جسدها الغضّ، بعد أن أطالت في إستحمامها وصوتُ الماء الذي غرقت بالتفكير به جعل سمعها يغيب عن كل شيء حولها،
أتجهت نحو سريرها لتُمسك هاتفها، تنظرُ للمكالمة الفائتة منه، رفعت حاجبها بإستغراب، غريب أن يتصل عليها في هذا الوقت وهو وقت عودتها من العمل!
لم تستغرق بتفكيرها الكثير وهي تسمعُ صخب الأقدام في الأسفل، أقتربت من النافذة لتعُود بعد أن تذكرت بأنها تطلُّ على الشارع،
بخطوات سريعة أتجهت لإغلاق أنوار الغرفَة لتقترب من النافذة مرةً أخرى وتسقطْ عينيْها عليه وهو ملقى على الأرض وحوله بعضُ الرجال التي لا تعرفهم وصوتُ الإسعاف الذي أخترق قلبها قبل أن يخترق سمعُها الرقيق، قبضت يدها على الجدار وهي تجاهد على الإتزان، على الوقوف وعدم الذوبان في حزنها، ثبِّتني يالله فلا حول لي ولا قوَّة، ثبتنِي يالله وإنا إليك راجعُون، لا يُفيد أن أواسِي قلبي في مصائِبه، لا يُفيد أبدًا والدمعة تنصهرُ في عيني وتسقط، والآن بلا أيّ حواجز،
بدوافعِ حُبك التي أعلمها والتي لا أعلمها، بالأسباب الخادعة التي تحججتُ بها لأُصادق عليها، بالأسباب الصادقة التي كذبتُ بها، بـ " أحبك " التي لم أنطقها يومًا لعينيْك، أعترفُ بأهميتك في حياتِي وفي حياة حصَّة،
في هذه اللحظة لا رجلٍ بجانبنَا، لا رجلٌ نركضُ إليه حتى يُطمئنَّا عليك، لا رجل يا سلطان، رُكن هذا البيت وأساسه كيف تغيب؟ كيف تُلقى على الأرض هكذا؟ وأنا عرفتُك شامخًا شاهقًا ثابتًا قويًا لايهزّك شيء، حتى الكلمات مُنك تأتِ شامِخة تهزُّ أرضِي وتُزلزلني، بقدر الحزن الذي سببته في قلبِي أنت قدرِي ولا مجال للمفرِّ منك، أنت نصيبي مهما حاولت إنكاره، وأنت قسمتِي وإن منعت منِّي يومًا قسمتي منك، أنت كل الأشياء في حياتي، وليس من السهل عليّ أن أتقبل تلاشي هذه الأشياء برمشةِ عين!،
يا حُزني الذي لا يُريد الإنسلاخ مني أبدًا! يا حُزني الذي يواصل التغلغل بيْ، ما كفاكْ إعوجاجُ الضلع بيْ ؟

لمحت في شفتيها طيف مقبرتيحيث تعيش القصص. اكتشف الآن