الفصل الرابع

2K 42 0
                                    

عندما دلفت تاليا الى غرفتها أرسلت رسالة الى أصدقائها تخبرهم أنها ستمر عليهم في الساعة الرابعة ليذهبوا الى الإسكندرية كما اتفقوا معها ، فقد أخبرتهم أنها موافقة على الذهاب لكي تخرج ولا تمكث معه بالمنزل ، انها تشعر بضيق شديد لتواجده بتلك الطريقة ، تشعر بعدم الراحة بمنزلها رغم أنها لاتحبذ الخروج كثيراً وتحب أن تقضي وقتها بالمنزل تقرأ كتاب ما أو رواية ولكنها الآن مضطرة للخروج حتى لايظلا معا ،حاولت النوم قليلاً لان الساعة لم تكن تتعدى الحادية عشر صباحاً ولايزال هناك الكثير من الوقت قبل موعدها ، ولكنها لم تستطع النوم ، فبمجرد أن وضعت رأسها على الوسادة راحت تتذكر أول لقاء لها مع مراد ، لقد كان ذلك منذ ست سنوات تقريبا كان والدها مازال معها ، كانت حياتها أجمل مايكون ، لم تكن وحدها ، كان حولها الاصدقاء الذين اكتشفت فيما بعد أنهم لم يكونوا أصدقاء حقيقيين فبأول عقبة حدثت لها تخلى الجميع عنها .

بذلك اليوم كان والدها يقيم حفلا بمنزلهم للاحتفال بعيد ميلادها ، كان كل من تعرفهم متواجد بذلك الحفل ، وهناك من لم تعرفهم من أصدقاء والدها في العمل ، هي لم تهوى العمل من قبل ، لقد كانت فتاة مرفهة ، كل ماكانت تفعله هو التنزه مع أصدقائها أو شراء ملابس جديدة ، او سيارة جديدة ، او الذهاب الى النادي برفقة أصدقائها ، بذلك اليوم كانت ترتدي فستاناً قصيرا باللون الاسود يظهر جمالها وشعرها كان منسابا على ظهرها كانت تبدو جميلة للغاية هذا ما أخبرها به الجميع ، بعد قليل من الوقت ظهر أمامها مراد ، كان والدها يعرفهما على بعضهما ، فقال لها : تاليا ده مراد ابن عمو محمود شريكي ، ودي تاليا بنتي يامراد .

تصافحا الاثنان وابتسما كل منهما للآخر ووقفا يتجاذبان أطراف الحديث ، لا تنكر أنها بذلك اليوم شعرت بالانجذاب نحوه ، طريقة حديثه الواعية ، ملابسه الانيقة ، ملامحه الجذابة ، فقد كان ضخم البنية قليلا ، أطول منها بالكثير ، ذا شعر أسود كثيف وأعين بلون القهوة ورموش وحواجب كثيفة ، ووجه أبيض بعض الشيء لقد كان جذاب للغاية حتى أن صديقاتها قد سألنها عنه طوال الأيام التي تلت ذلك الحفل ، بعدما انتهى الحفل وجدت تاليا نفسها تفكر به ، لقد كانت مفتونة به ، ولذلك قررت ان تذهب لوالدها بمقر عمله بالشركه علها تراه لان والدها أخبرها أنه يعمل معهم بالشركة ، عندما ذهبت الى هناك لم تراه فقد كان مسافراً الى ألمانيا مقر شركتهم الأخرى ، لذا عادت حزينة ولكنها قررت الذهاب مرة أخرى ، وبالفعل ذهبت والتقت به هناك عاملها بود بالغ وسألها عن أخبارها ، وحاولت هي عدم اظهار انجذابها نحوه ، وعندما سألها عن سبب حضورها أجابت : كنت جايه لبابا ، هو قالي أبقى اجي اشوف الشركة والشغل ، لاني من زمان ماجتش هنا وكمان مابقتش أشوفه كتير الشغل أخده مني .

مراد بابتسامة : الشغل كده بقى معلش، ابقي اعمليها كتير بقى ، انتي صحيح ماقولتيش انتي بتدرسي ايه ؟!

لقد بلغت مراديحيث تعيش القصص. اكتشف الآن