أوصلته تاليا إلى منزله ، لم تستطع أن تتركه بتلك الحالة ، انه بحالة يرثى لها ، يبدو متعب للغاية ، مالذي حدث له ، هي لا تعلم شيئاً ، انه فقط لا يخبرها بشيء ، كل ماقاله لها هو أنه يريد أن يذهب من هذا المكان ، مالذي جاء به إلى هنا إذا ، ومالذي كان يفعله، وماذا أوصله لتلك الحالة، تراكمت الأسئلة بعقلها دون أن تجد لها إجابة ، انه الآن بحالة لا تسمح له بالكلام لن تستطيع سؤاله ، لذا أخذته إلى منزله ، وعندما وصلا دخلت إلى المنزل معه لتطمئن عليه ثم تذهب بطريقها ، ما ان دلفت إلى المنزل وجدت الأتربة والفوضى تعم المكان ، لما لم يحضر أحدا لتنظيف المنزل ، اتجهت معه تساعده وهي تتأمل هذا المنزل الذي كانت تظن انها ستجد به سعادتها ولكن ماوجدته كان الحسرة والخيبة والشقاء ، لقد غادرته مصرة على ألا تعود إليه مجدداً ، ولكنها عادت إليه ، ولكنها عادت مضطرة ، هي لن تستطيع أن تتركه بتلك الحالة ، هو لم يتركها من قبل عندما كانت بنفس حالته بعد ماحدث من عادل ، عادل صديقها الذي انهى دوره من حياتها بلحظة طائشة ، تعلم انه نادم وبشدة ولكنها لن تستطيع أن تسامحه أو تثق به ، كما أنها لاتريده أن يتعلق بها أكثر ، يجب ان تبتعد عنه حتى يستطيع نسيانها وحتى يحب غيرها هي متأكدة أنه سيفعل ، ولكن مالا تعلمه أنه مازال واقعاً بعشقها يتمنى أن تسامحه عما فعل حتى ولو سيظلا صديقان كما كانا لايهم ، المهم انها جزءًا من حياته .
استغرقت طويلاً بالتفكير حتى سمعت صوت مراد المرهق قائلاً: أنا هدخل أنام لأني مش قادر أقعد .
تسائلت تاليا: متأكد انك مش عايز تروح لدكتور ، أنا شايفة أنه الأفضل نروح لدكتور لأنك شكلك تعبان أوي.
مراد: هنام وهبقى كويس ماتقلقيش ، وسوري ع الفوضى اللي انتي شايفاها ، وكمان عشان جبتك من شغلك وقلقتك معايا.
تاليا: لا أبدا مفيش حاجه ، المهم انت ادخل نام شويه ، بس لو صحيت زي مانت لازم تروح لدكتور .
دلف مراد إلى غرفته ومباشرة إلى سريره ، انه يشعر بإرهاق كبير ، وألم رأسه يزداد ، يشعر أنه بحاجة للراحه من كل تلك الذكريات التي مرت بعقله دفعة واحدة ، يشعر أن عقله يأن ألما ، لذا سيخلد إلى النوم لعله يجد راحته .
وقفت تاليا بردهة المنزل وهي لا تعلم ماذا تفعل؟! يجب عليها أن تعود لعملها ولكن انتهت ساعات العمل الآن ، حسنا يجب أن تعود لمنزلها ولكنها لا تستطيع تركه هكذا ، هي تريد الاطمئنان عليه ، تريد أن ترى ماذا سيحدث له بعدما يستيقظ ، هل سيكون بخير كما أخبرها ؟! بالنهاية اتخذت قرارها بأن تظل لبعض الوقت حتى يستيقظ وتطمئن عليه .
عندما ذهبت لتجلس على الأريكة لم تستطع أن تظل وسط تلك الفوضى ، لذا قامت بتنظيف المكان من حولها ، ومسح الأتربة المتراكمة ، هي لا تقوى على رؤية الفوضى دائماً ما أحبت أن يكون كل شيء حولها نظيف ومرتب حتى تشعر بالراحة ، لذا قامت بتنظيف المكان كاملاً ، وبعدما انتهت اتجهت إلى المطبخ لتعد له الطعام كي يتناوله عندما يستيقظ ، ولكنها وجدت القليل ، الثلاجة شبه فارغة ، يبدو أنه لم يذهب لشراء الحاجيات منذ أن غادرت المنزل ، بحثت قليلاً حتى وجدت بعض الأطعمة التي تستطيع تجهيزها ، لذا قامت بتحضير الطعام وبعدما انتهت وجدت أن ملابسها قد اتسخت وامتلأت بالأتربة أثناء تنظيف المنزل لذا دخلت إلى الغرفة التي كانت مخصصة لها لتقوم بتبديل ملابسها، عندما دخلتها وجدت كل شيء كما تركته ، لم يتغير شيئاً ، فتحت الخزانة فوجدت بها ملابسها جميعها ، انتقت بعض الملابس وقامت بالاغتسال وبدلت ملابسها حتى تعود إلى منزلها ، وعندما انتهت خرجت من الغرفة حتى تعود لمنزلها لأنه يبدو أنه سينام طويلاً وقد تأخر الوقت ، فقد انغمست بالتنظيف وتحضير الطعام حتى لم تشعر بالوقت ، لقد مرت حوالي ثلاث ساعات ، لذا ستعود إلى منزلها وتطمئن عليه بالهاتف غداً ولكنها ما ان وطئت قدمها خارج الغرفة حتى وجدته يخرج هو الآخر من غرفته ، تبدو عليه علامات النعاس ولكن يبدو انه بخير ليس مثلما كان .
أنت تقرأ
لقد بلغت مرادي
Romanceتاليا ومراد زوجان لكن بقوانين وضعت لحياتهما ولكن مع فقدان مراد لذاكرته هل تتغير هذه القوانين أم يذهب كل منهما بطريقه