الفصل الخامس

1.8K 54 1
                                    

استغرقت تاليا في تفكيرها كثيراً ، مرت الساعات وهي بتلك الحالة تستعيد ذكرياتها التي عاصرتها هي أو حكيت لها من قبل شخص آخر ، كانت تعلم جيداً لما وضع مراد تلك القوانين ، لما أمرها ألا يلتقيا وأن يكون زواجهم صوريا فقط لإرضاء والده ولكنها بالبداية لم تكن تعلم كل ذلك ، لقد علمت فيما بعد من والدته ، لقد أخبرتها بكل هذا بيوم ما كانا يتناولان الطعام عند والديه بأمر من والده ، لذا ذهبت تاليا ومراد معا حتى لايغضب والده ، عندما وصلا الى هناك تركها مراد مع والدته وأخبرهم أنه سيذهب لملاقاة أحد أصدقائه لأمر ضروري وسيعود عند تناول الطعام ، لاحظت والدته بيومها العلاقة المتوترة بينهما ، انهما لا يتحدثان ولا ينظرا لبعضهما البعض ، ليسا كزوجين قد تزوجا منذ أسبوع فقط ، ابنها لاتبدو عليها الراحة وأيضاً تاليا تبدو حزينة ذابلة للغاية ، ليست تلك الفتاة التي كانت السعادة تقفز من عينيها بيوم زفافها ، انها مختلفة للغاية ، لذا جلست معها وسألتها عن أخبارهما فأجابتها تاليا كاذبة بأنهما بخير وسعداء للغاية ، عندها أجابت والدة مراد السيدة عايدة قائلة: مابتعرفيش تكذبي شكلك كده ، انتوا الاتنين باين عليكوا انكم مش مبسوطين ابدا ، مش مرتاحين ، هو مراد قالك حاجه ؟!

تاليا  باستفهام : حاجة زي ايه ؟!

عايدة: حاجه زي انه اتجوزك غصب عنه عشان يرضي باباه ، اضطر يوافق لان باباها ضغط عليه ، ولما باباه تعب اضطر يجاريه ويسمع كلامه ويتخلى عن البنت اللي بيحبها .

تاليا بعتاب واضح : ولما حضرتك عارفه الكلام ده ليه ماقولتيش ليا قبل مانتجوز ، أو هو لو كان قالي كنت رفضته انا وكان باباه مش هيزعل منه لاني هبقى انا اللي رفضت ، ليه تدمروا حياتنا بالشكل ده ، فاكرين اننا هنبقى مبسوطين لما نتجوز وهو مغصوب انه يتجوزني .

عايدة : احنا كان قصدنا مصلحتكم انتوا الاتنين ، محمود كان عايزك ماتسافريش عشان ياخد باله منك زي ماباباكي وصاه ، وكمان انا قولت هتاخدوا على بعض ولو عرفتوا بعض هتحبوا بعض وهينسى البنت اللي كانت معاه دي ، ولو على ماقالش هو ليه ليكي ترفضي ده لان باباه قاله انك لو رفضتي هيبقى هو اللي قايلك  ، لانك وافقتي لما محمود قالك أول مرة .

تاليا : ممكن حضرتك تفهميني هو ايه اللي بيحصل لاني بجد مش قادرة استوعب اللي بيحصلي ده.

أخبرتها السيدة عايدة بكل ماحدث وبالحوار الذي دار بينهما ثم تكرار الحوار يومياً والضغط على مراد من والده ولكنه كان مصر على الرفض ، حينها مرض والده مرضا شديدا وأخبر مراد أنه السبب بمرضه وسيكون السبب بموته أيضاً ، لم يتحمل مراد ذلك فاضطر أن يوافق على مايريده والده ، واضطر أن يحضر معه لخطبتها وتعجيل أمر الزواج .

لقد بلغت مراديحيث تعيش القصص. اكتشف الآن