الفصل التاسع والثلاثون

1.3K 28 0
                                    

ذهب إليها مراد وبطريقه اشترى طعاماً كي يكون حجة لذهابه ، لأنه لايدري ماذا يخبرها اذا هي سألته لماذا حضر إليها يهذا الوقت المتأخر من الليل ، فالساعة قد تعدت الواحدة صباحاً ، ولكنه لا يستطيع أن يبقى بمفرده أو أن يبقى بدونها ، كل مايريده هو ان يراها ويجلسا معا حتى وان لم يتبادلا الحديث لايهم ، كل مايهمه أنها معه بجواره ، يتنفس رائحتها التي بات يعشقها وكأنها أصبحت إدمانه ، لايدري متى وقع بحبها بهذا الشكل ، لايدري كيف أسرته وجعلته لا يفكر بسواها ، انه يعلم أنه يتصرف الآن بصبيانيه ، ولكنه لايستطيع التحكم بمشاعره تجاهها ، يشعر أنه شاب مراهق يدق قلبه للمرة الأولى ، يريد أن يسعدها بأي شكل كان ، إنها تستحق السعادة كما تستحق الحب ، ليته أفاق منذ تزوجها ، ولكن لايهم ، سيحاول قدر استطاعته أن يجعلها تنسى كل ماحدث ، سيقدم لها ذكريات جميلة حتى تنسى ذكرياتها السيئه معه ، سيفعل كل ما بوسعه لأنها تستحق.

عندما وصل إلى منزلها قرع الجرس الخاص بها بعدما عبر حديقة منزلها دون أن يوقفه أحد ، هل لايوجد أي حرس أو مساعدين بمنزلها ، كيف تحيا هنا وحدها ، ان أي أحد يستطيع الدخول إليها بسهولة دون عناء وهذا جعله يقلق بشدة ويندم على موافقتها أن تعيش هنا بمفردها ، لقد ظن أن هناك على الأقل بعض العمال الذين يساعدونها او يحرسون منزلها ، وعندما لم تجبه زاد قلقه فقرعه مجدداً ، بذلك الوقت أتاه صوتها المذعور : مين؟!

أجابها مراد سريعاً حتى لايزداد خوفها : أنا مراد ياتاليا.

سرعان ماسمع صوت التكات المتتالية للمفتاح وأصوات أخرى تدل على أنها تغلق بابها بإحكام شديد فاطمئن قليلاً ، أدارت مقبض الباب وقامت بفتحه ثم وقفت بجوار الباب وقالت بقلق واضح: مراد ايه اللي حصل ، انت كويس ؟!

أجابها مراد بابتسامة: ماتقلقيش كله تمام ، انتي كل ماتشوفي وشي تتخضي وتقوليلي ايه اللي حصل ، هو انا مابجيش الا ف المصايب ولا ايه انتي بتحرجيني على فكرة ، وأنا مشاعري رهيفة وبتحرج بسرعة .

ضحكت تاليا وردت قائلة :لا والله مش قصدي ، بس عشان الوقت متأخر ، افتكرت في حاجه حصلت.

أجابها وهو يرفع الأكياس الموجوده بيديه : لا ياستي محصلش حاجه ، أنا بس لاقيت نفسي جعان ومش عايز آكل لوحدي قولت اروح لحد يفتح نفسي وبصراحة مالقتش حد أجمل منك يفتح نفسي وبالمرة ناكل سوا عشان انا مابحبش آكل لوحدي .

نظرت تاليا إلى الأكياس ثم إليه وقالت ببلاهة: أنت هتاكل بيتزا الساعة اتنين بالليل.

أجابها مراد وهو يستند على إطار الباب: وايه المشكلة مش فاهم ، هي البيتزا محددين لها مواعيد وأنا معرفش؟!

تاليا: لا بس بيتزا بالليل ازاي ، مش هتعرف تنام بطنك هتوجعك .

مراد: لا ماتقلقيش احنا مش هنقولها ان احنا بالليل عشان ماتوجعش بطننا.

لقد بلغت مراديحيث تعيش القصص. اكتشف الآن