ذهب إليها مراد وبطريقه اشترى طعاماً كي يكون حجة لذهابه ، لأنه لايدري ماذا يخبرها اذا هي سألته لماذا حضر إليها يهذا الوقت المتأخر من الليل ، فالساعة قد تعدت الواحدة صباحاً ، ولكنه لا يستطيع أن يبقى بمفرده أو أن يبقى بدونها ، كل مايريده هو ان يراها ويجلسا معا حتى وان لم يتبادلا الحديث لايهم ، كل مايهمه أنها معه بجواره ، يتنفس رائحتها التي بات يعشقها وكأنها أصبحت إدمانه ، لايدري متى وقع بحبها بهذا الشكل ، لايدري كيف أسرته وجعلته لا يفكر بسواها ، انه يعلم أنه يتصرف الآن بصبيانيه ، ولكنه لايستطيع التحكم بمشاعره تجاهها ، يشعر أنه شاب مراهق يدق قلبه للمرة الأولى ، يريد أن يسعدها بأي شكل كان ، إنها تستحق السعادة كما تستحق الحب ، ليته أفاق منذ تزوجها ، ولكن لايهم ، سيحاول قدر استطاعته أن يجعلها تنسى كل ماحدث ، سيقدم لها ذكريات جميلة حتى تنسى ذكرياتها السيئه معه ، سيفعل كل ما بوسعه لأنها تستحق.
عندما وصل إلى منزلها قرع الجرس الخاص بها بعدما عبر حديقة منزلها دون أن يوقفه أحد ، هل لايوجد أي حرس أو مساعدين بمنزلها ، كيف تحيا هنا وحدها ، ان أي أحد يستطيع الدخول إليها بسهولة دون عناء وهذا جعله يقلق بشدة ويندم على موافقتها أن تعيش هنا بمفردها ، لقد ظن أن هناك على الأقل بعض العمال الذين يساعدونها او يحرسون منزلها ، وعندما لم تجبه زاد قلقه فقرعه مجدداً ، بذلك الوقت أتاه صوتها المذعور : مين؟!
أجابها مراد سريعاً حتى لايزداد خوفها : أنا مراد ياتاليا.
سرعان ماسمع صوت التكات المتتالية للمفتاح وأصوات أخرى تدل على أنها تغلق بابها بإحكام شديد فاطمئن قليلاً ، أدارت مقبض الباب وقامت بفتحه ثم وقفت بجوار الباب وقالت بقلق واضح: مراد ايه اللي حصل ، انت كويس ؟!
أجابها مراد بابتسامة: ماتقلقيش كله تمام ، انتي كل ماتشوفي وشي تتخضي وتقوليلي ايه اللي حصل ، هو انا مابجيش الا ف المصايب ولا ايه انتي بتحرجيني على فكرة ، وأنا مشاعري رهيفة وبتحرج بسرعة .
ضحكت تاليا وردت قائلة :لا والله مش قصدي ، بس عشان الوقت متأخر ، افتكرت في حاجه حصلت.
أجابها وهو يرفع الأكياس الموجوده بيديه : لا ياستي محصلش حاجه ، أنا بس لاقيت نفسي جعان ومش عايز آكل لوحدي قولت اروح لحد يفتح نفسي وبصراحة مالقتش حد أجمل منك يفتح نفسي وبالمرة ناكل سوا عشان انا مابحبش آكل لوحدي .
نظرت تاليا إلى الأكياس ثم إليه وقالت ببلاهة: أنت هتاكل بيتزا الساعة اتنين بالليل.
أجابها مراد وهو يستند على إطار الباب: وايه المشكلة مش فاهم ، هي البيتزا محددين لها مواعيد وأنا معرفش؟!
تاليا: لا بس بيتزا بالليل ازاي ، مش هتعرف تنام بطنك هتوجعك .
مراد: لا ماتقلقيش احنا مش هنقولها ان احنا بالليل عشان ماتوجعش بطننا.
أنت تقرأ
لقد بلغت مرادي
Romanceتاليا ومراد زوجان لكن بقوانين وضعت لحياتهما ولكن مع فقدان مراد لذاكرته هل تتغير هذه القوانين أم يذهب كل منهما بطريقه