الفصل الرابع عشر

1.5K 27 0
                                    

تركته تاليا وانصرفت ، تركته حتى لايرى الدموع المتراكمة بعينيها وحتى لايشعر بالغصة المتكونه بحلقها ، لما لا تكتمل سعادتها أبدا ، لقد ظنت أن الحياة قد ابتسمت لها أخيراً ، ظنت أنها ستذوق حبه وعطفه كما ذاقت قسوته وجبروته ، لقد شعرت بأنه تغير ، شعرت بحبه نحوها ، هل كانت تتخيل طوال تلك الفترة الماضية ، هل ماشعرت به كان من وحي خيالها ، أخذت تحدث نفسها حتى وصلت إلى سيارة عادل التي لم تنطلق بعد ، وعندما رآها عادل فتح نافذة سيارته وقال: تاليا انتي لسه مامشيتيش ؟! ومراد راح فين ؟! انتوا زعلتوا مع بعض ولا ايه ؟!

قالت تاليا وهي تقف أمام نافذته: لا مازعلناش ولا حاجه بس أنا كنت عايزه مها ورنا ، هما فين ؟!

عادل: مها ورنا مشيوا بعد ياسمين ع طول ، تلاقيهم قربوا يوصلوا أصلا .

تنهدت تاليا بصوت مرتفع قليلاً ثم قالت: أنا كنت فاكراهم معاك ، مش هما جايين معاك؟!

عادل : أيوه بس رجعوا مع حد من قرايب رنا ، انا ماكنتش عايزهم يركبوا معايا أصلا بيديقوني .

تاليا بقلة حيلة: طيب أعمل ايه دلوقتي ؟!

عادل: تعالي بس اركبي وقوليلي عايزاهم ليه.

عندما قامت تاليا بفتح الباب قام عادل بإخفاء شيئاً ما تحت مقعده ، لم تعره اهتماما فبالها مشغول بالكثير ، جلست قليلاً دون أن تتحدث ثم سألها عادل: انتي كنتي عايزاهم ف ايه؟!

تاليا : كنت عايزه نروح نبات عند ياسمين عشان نحتفل بيها مع بعض .

عادل: وانتي فاكرة ان ياسمين هتبقى فاضية لكم ، اكيد هتكلم حسن طول الليل هتروحوا تقطعوا عليهم ولا ايه.

صمتت تاليا ثم قالت: طيب انت هتعمل ايه دلوقتي هترجع البيت ولا هتروح فين ؟!

عادل: لا انا هلف بالعربية شوية مش عاوز اروح دلوقتى.

تاليا : طيب خدني معاك ، أنا كمان مش عاوزة اروح دلوقتي.

انطلق عادل بسيارته ، كانت تضع رأسها على النافذة وتنظر للشوارع من حولها ولكن عقلها يدور به الكثير ، أما هو فكان ينظر اليها بين الحين والآخر حتى وصل الى مكان منعزل فتوقف ، عندما شعرت تاليا بتوقف السيارة نظرت من حولها ثم قالت : انت وقفت هنا ليه ؟!

عادل: انزلي بس معايا وشوفي جمال المكان وانتي هتشكريني اني جبتك هنا .

نزلت تاليا من السيارة ببعض الخوف تتأمل المكان من حولها ، انه مظلم بعض الشيء وهي تخاف الظلام ، كما أنه لايوجد به أحدا ، النجوم تتلألأ بالسماء من فوقها ، تبدو كلوحة فنية رائعة سبحان الخالق المبدع ، سألها عادل: ايه رأيك ف المكان ، أنا دايما باجي هنا لما بكون متدايق .

لقد بلغت مراديحيث تعيش القصص. اكتشف الآن