الفصل الثاني والأربعون

1.3K 22 0
                                    

قرر بعدما غادره أن يذهب إلى بسنت فوراً قبل أن يستفيق ويخبرها بما حدث ، لذا قام بمهاتفتها وقد أخبرته أنها ستصل إلى شقتها القديمة بعد مايقارب النصف ساعة لأنها بالخارج رغم أن الساعه قد تعدت الواحدة صباحاً ولكنها كانت مازالت بالخارج ، انتظرها مراد أمام شقتها التي ذهب إليها بضع مرات فقط ببداية علاقتهما لأنها سرعان مااشتكت من جيرانها الذين كانوا يضايقونها لكنها لم تكن تقوى على شراء شقة غيرها ، لم يكن لديها المال الكافي لذا  ابتاع هو لها شقة أخرى بمكان أفضل ، الشقة التي جعلها تقوم ببيعها بالآونة الأخيرة بعدما اكتشف خيانتها ، لقد كان مسحورا بها مجذوبا إليها ، كانت اذا ماطلبت منه شيئاً حارب حتى أحضره لها ، كان يحاول إسعادها بكل الطرق ، لم يهمه كم الأموال التي تطلبه منه دائمًا ، لم يهمه حاجاتها التي لا تنتهي بمجرد رؤيته ، ولكن كل ماكان يهمه هو أن ينفذ لها ماتريد ، أن يراها سعيدة تلك كانت غايته ، لايدري كيف كان بهذا الكم الهائل من الغباء ، كيف لم يرى طمعها الواضح به ، الآن حينما يتذكر ماكانت تفعله يشعر بأنه لم يكن بعقل سوي ، لأنها كانت واضحة وضوح الشمس ولكنه كان يصر على رؤيتها كملاك ، كان الحب كغشاوة على عينيه ، ولكن الآن اختفت هذه الغشاوة التي كانت تحجب عنه رؤية الحقيقة .

لقد وصلت بسنت الآن انه يراها تتجه إلى منزلها ، مترنحة على مايبدو ، ترتدي ملابس منزلية وشعرها معقوص بكعكة مهملة ، هل كانت بالخارج بهذا الشكل ، هبط من سيارته متجهاً إليها وكلما اقترب منها كان يشعر بالتقزز انه يريد أن يبتعد عنها وألا يراها مجدداً ولكن بعد أن يحاسبها على مافعلته ، لم تنتبه إليه عندما ناداها كي تتوقف ، فأسرع بخطواته كي يلحقها قبل أن تدلف إلى المصعد ، واستطاع الوصول إليه قبل ان يغلق المصعد بابه ، نظرت إليه بأعين زائغة ، يبدو أنها ليست بحالتها الطبيعية مطلقاً ، هل احتست الكثير من الخمر ، ان كانت كذلك فهذه فرصته حتى يستطيع أن يستخرج منها المعلومات التي يريدها كما فعل مع عادل ، ارتمت هي بأحضانه مستندة برأسها على صدره وهي تقول : مودي أنا كنت نسيت انك كلمتني ، انت هنا من زمان .

أبعدها مراد عنه بتقزز لم تلحظه وقال ببرود : انتي كنتي بره ليه لحد دلوقتي ، كنتي بتشربي شكلك ولا كنتي سهرانه مع رامي.

وصل المصعد إلى شقتها فخرجت منه دون أن تجيبه ، أخذت تبحث عن مفتاحها بجيوب بنطالها ولكنها لم تجده ، فنظر مراد بالمزهرية الموضوعة أمام شقتها والتي كانت دائماً ماتضع بها مفاتيحها فوجد المفتاح ، عندما أخرجه ضربت رأسها بتذكر وقالت : أنا نسيت اني سايباه هنا ، بس انت لسه فاكر أنا بحط المفتاح فين ، لسه مانستش الشقة دي مع اني نسيتها بكل قرفها .

أجابها مراد: أكيد فاكر ، انتي ناسيه اني جيت معاكي هنا كتير وكل مره كنتي بتدوري ع المفتاح هنا ، بس معلش بقى اضطريتي ترجعيلها تاني .

لقد بلغت مراديحيث تعيش القصص. اكتشف الآن