الفصل الثامن والثلاثون

1.3K 22 0
                                    

هو لم يخبرها حتى الآن بما ينوي فعله ، لم يخبرها بأن هذه الفتاة التي كانت سبباً في ضياع سنوات عدة من حياته مازالت معه لكي يعاقبها على مافعلته ، لن يخبرها بكل ذلك الا بعدما ينتهي من أمرهما ، بسنت التي كانت حبيبة له لقد كان يعشقها بكل خلاياه ، لم يتخيل أنها ستخدعه بيوم ما ، لم يدرك حقيقتها التي أخفتها بجدارة ، لقد كان يراها الملاك الذي جاء اليه لينير حياته ، الصديقة والحبيبة التي ملأت فراغه ، ولكنها لم تكن سوى مخادعة كل ما أرادته كان المال ، ليتها أخبرته منذ البداية أنها تريد المال فقط ، كان سيعطيها ما تريد دون الحاجه للتزييف في مشاعرها وادعائها أنها هائمة ببحور عشقه ، والآخر الذي كان بمثابة أخ له ، لقد كانا معا لسنوات عدة ، كان يساعده قدر استطاعته ، يتمنى أن يكن سعيداً ، دافع عنه بكل مرة عامله أحد بمكر أو سخريه ، كان دائما مايقف بجواره ، حتى عندما أخبره ياسين بحقيقتهما لم يستطع عقله التصديق ، رغم كل الأحداث التي أثبتت صدق قوله ولكن عقله رفض أن يصدق أنهما يخدعانه ، لقد شك بأمرهما مرات عدة حتى قبل أن يخبره ياسين بما رآه ، ولكنه كان ينهر نفسه ويندم بشدة على شكه بهما ، كان دائماً ما يجد لهما الأعذار ، لا يدري كيف كان بهذه السذاجة ، ولكنه يحمد الله على ماحدث ، فقد أراد الله أن يكشفهما له ، يكشف سوء نواياهما تجاهه ، لقد كان هذا الحادث بمثابة الضربة التي أفاقته من غيبوبته .

لقد كان فقدانه لذاكرته نعمة أخرى يحمد الله عليها ، لأنها جعلته يتقرب من تاليا ، يرى جمال روحها كما رأى جمالها الخارجي ، هو لا يستطيع الانكار أنه دائماً ماكان منجذبا إليها ولكنه كان يعلل ذلك بجمالها الفتان ، ولكن عندما تقرب منها وعاش معها تلك الأشهر شعر بأنه لم ينجذب فقط لجمال وجهها أو لتناسق جسدها ، لقد فُتن بهدوئها ومهاراتها وقدرتها على تحويل حياته من فوضى لنظام وأيضاً إخلاصها ووفائها للجميع ، معاملتها مع جيرانها وأصدقائها ، لقد أعجبه احترامها للجميع ،طريقة حديثها ، الطريقة التي تبتسم بها ، ضحكتها ، نظرتها إليه وكأنه أغلى ماتملك بالحياة ، لقد شعر بكل المشاعر الجميلة معها هي فقط ، يشعر معها أنه لا يريد للزمن أن يمر ، يريد لو تتوقف عقارب الساعة عن العمل حتى يظلا معا ، يريدها بكل أوقاته ، لقد أصبح يفكر بها أكثر مما يفكر بأي شيء آخر ، دائماً مايتذكر عينيها التي تأسره بصدقها ، تلك الشفاة التي تجبره على الرغبة بتذوقها ، هذا الجسد الذي يتمنى امتلاكه ، انها تفتنه وتأسره بكل مابها ، لذا سيحاول قدر استطاعته أن ينتهي من أمر انتقامه حتى يستطيع العيش معها دائماً ، دون قوانين أو حواجز ، سيكون لها زوجا مخلصاً وفيا ، لن يدعها تفلت من بين يديه .

استغرق بتفكيره أثناء ذهابه إلى بسنت بعدما أرسلت إليه رسالة تخبره بها أن يذهب اليهما بالمقهى الخاص برامي بعدما ترك تاليا وهو يعدها أنه سيحل كل الأمور التي تضايقها ، وعندما وصل إلى المقهى رأى سيارة رامي التي أخبر بسنت أن توصلها إليه عندما كانت بمنزله بالمرة الأخيرة ، عندما رآها تذكر كل ما مر به ، وتلك الذكريات زادت من تصميمه على الانتقام منهما ، وقد بدأ بالفعل بتنفيذ انتقامه .

لقد بلغت مراديحيث تعيش القصص. اكتشف الآن