الفصل السادس

1.8K 52 0
                                    

لقد وصلوا الى الإسكندرية بعدما نالت تاليا كم من الشتائم والضربات التي كالها لها أصدقائها نظراً لتأخرها ولكنهم في النهاية سامحوها وذهبوا جميعاً ولكن حسن هو من قاد السيارة ، حتى يوصلهم الى المطعم الذي يتمنى زيارته منذ وقت طويل ، جلس الجميع بنفس الطاولة وبعدما قاموا بطلب الطعام جلسوا يتجاذبون أطراف الحديث ، أما تاليا فقد كانت تنظر اليهم وتتذكر حياتها قبل تواجدهم ، لقد كانت حياتها كئيبة مملة تسير بنفس الوتيرة ، كانت وحيدة ، فقد كان مراد يسافر الى ألمانيا وتبقى هي بمفردها بالمنزل ، تتناول طعامها وحدها ، تخرج وحدها ، كل ماكنت تفعله كان ممل وكئيب ، انها تتذكر تلك المرة الأولى التي رأتهم بها ، كانت قد ذهبت الى مقهى مفتوح بالهواء الطلق ، من حوله الأشجار والأزهار فوجدت أنه مريح للغاية فترددت عليه مرات عدة ولكن ماكان يزعجها هو صوت هؤلاء الاصدقاء الذين يعلو صوتهم بالشجار احيانا وبالضحك أحياناً أخرى ، كان كلا من حسن وياسمين ورنا ومها يترددون يومياً مثلها على المكان أما عادل فلم يكن صديقا لهم بذلك الوقت ، لقد تعرفوا عليه منذ عام فقط ، أما هم فقد تعرفت عليهم منذ ثلاثة أعوام ، تذكر أنها بيوم ما كانت تجلس بنفس مكانها تقرأ كتابا ما وعندها شعرت بدوار شديد ، قررت أن تعود الى منزلها وتنال قسطاً من الراحة ولكنها بمجرد أن وقفت بمكانها سقطت أرضا ، تجمع الاصدقاء من حولها ، كانت تشعر بهم ولكنها لا تقوى على التحرك وعندها أخبرهم حسن أنه يجب نقلها الى المشفى ، وبالفعل قامت الفتيات بإسنادها واتجهوا بها الى سيارتهم ونقلوها لأقرب مشفى ، لم يتركوها جميعاً ، فقد كانوا حولها يريدون الاطمئنان عليها كأنهم يعرفونها منذ زمن بعيد ، وعندما أخبرهم الطبيب أنه مجرد انخفاض بضغط الدم وستخرج بعد قليل من الوقت ظنت أنهم سيذهبون ولكنهم انتظروها حتى أنهت أدويتها وأصروا على ايصالها لمنزلها ، شكرتهم تاليا كثيراً بذلك الوقت ، بعد ذلك اليوم عندما ذهبت الى المقهى جلسوا معها جميعاً وسألوها عن صحتها وأخبارها وتشعبت المواضيع حتى أخذوا أرقام هواتف بعضهم البعض وبدأوا بالاطمئنان عليها يوميا خاصة بعد علمهم بأنها تعيش وحدها وأن زوجها دائم السفر ، توطدت علاقتهم فيما بعد وبكل يوم كانت تشعر نحوهم بالامتنان أكثر فقد ملأوا حياتها بالبهجة والسعادة والاهتمام ، لم يهتم بها أحد من قبل مثلما فعلوا هم ، كانت عندما تشعر بالتعب الشديد تقوم بمهاتفتهم فيأتون اليها جميعاً ، كانت الفتيات تظل معاها حتى الصباح ، حتى يطمأنون عليها ،انها تحبهم كثيراً ، قطع أفكارها قطرات المياه التي نثرتها ياسمين على وجهها قائلة: تااااليا اييه يابنتي سرحانه أوي كده ف ايه ؟!

ردت رنا: أكيد سرحانة في القمر اللي سايباه في البيت وجايه تقعد في وشنا احنا .

قالت مها: عارفين لو أنا والله مابص في وشكوا ولا أعبركوا.

حسن: عشان انتي ندلة معروفة يعني ، إنما هي لا مش زيك ، مش كده ياتوتا .

تاليا: أنا والله كنت بفكر فيكم ، بفكر لو انتوا مش في حياتي أنا كنت هعيش ازاي ، انتوا أجمل صدفة حصلت في حياتي ، انتوا ماتعرفوش أنا بحبكم اد ايه .

لقد بلغت مراديحيث تعيش القصص. اكتشف الآن