كان مراد يجلس بمنزله وبسنت بجواره ، فعندما عاد إلى منزله وجدها مازالت تنتظره ، لقد أوصل تاليا إلى منزلها وبعد أن أخبرها بكل ما تذكره وسبب حادثه ، وبعد أن اطمئن أيضاً عليها عاد إلى منزله ، كان يتمنى ألا يجد بسنت ، يتمنى ألا يراها ، ولكن خابت ظنونه عندما وجدها تتعلق بعنقه كعادتها وتتدلل بمبالغة ، لقد ظن أنها ستغضب بعدما تركها وذهب خلف تاليا ، ظن أنها ستغادر منزله ولكن كل ظنونه خابت عندما رآها ، لقد قرر ألا يشعرها بشيء ، لن يجعلها تعلم أنه يعلم بخيانتهما ، لن يجعلها تشك بأمره ، سيحاول مجاراتها بل واستخدام أساليبها القذرة حتى يستطيع الانتقام منهما ، سيمثل عليها الحب والعشق والهيام حتى تظن أنه أصبح ملكاً لها ، سيبرر لها كل مافعله مع تاليا حتى لا تشك بأمره أو تحاول فعل شيئاً آخر لتاليا ، سيوهمها أنه سيطلقها ، لن يعيش معها بعد الآن .
أما هي فكل ماكانت تفكر به هو كيف تستعيده ، كيف تجعله يقع بعشقها مجدداً ، بعدما شعرت بحبه تجاه تاليا ، يجب أن تفعل أي شيئ حتى تبعدها عن طريقه ، انها عقبة بطريقها ويجب التخلص منها مهما كلف الأمر ، يبدو أن مافعلته بها لم يكن كافيا حتى يكرهها ، يبدو أنها أقنعته ببرائتها ، ولكنها ستحاول أن تبعدها عنه نهائياً حتى لو اضطرت لقتلها ستفعل ، لن يقف أحدا بطريق تحقيق أحلامها ، ليس بعد كل ما عانته ، لقد نشأت بأسرة مفككة ، والدها الذي كان يخون والدتها مع كل أنثى قابلها بحياته لا يهمه شيء بالحياة سوى نزواته ورغباته ، ووالدتها التي بمجرد انفصالها عن والدها تزوجت من غيره مرات عدة ، كانت فقط تريد أن تنسى ماجعلها تشعر به ، تريده أن يعلم أنها أنثى مرغوبة ويتمناها الكثير ، ليست كما جعلها تشعر بأنها لا تكفيه ، ولا تلبي احتياجاته ، أما بسنت فكانت تتخبط بينهما ، لم يهتم بها أحدا منهما ، كثيراً ما احتاجت لأحد من والديها ولكنها لم تجد أيا منهما ، اتجهت لملأ أوقات فراغها بالأصدقاء ، لايهم نوع هذه الاصدقاء ، المهم أنها سعيدة وهناك من يهتم بها ، أصبحت تعاقر الخمر والمخدرات ، لم يسألها أحد عن تغيرها وعصبيتها الزائدة ، عاشت حياتها بين أصدقاء السوء الذين أدخلوها لعالم مظلم لم تستطع الخروج منه ، وبعد مرور عدة سنوات أفلس والدها وسافرت والدتها دون أن تسأل عن ابنتها ، ولم تجد المال الكافي لمعاقرة ما أدمنته ، تعرفت على شاب ما وكان دائماً مايعطيها المال وعندما علمت أن نقوده لم تعد تكفي ذهبت لغيره ، وظلت على هذا المنوال حتى قابلت رامي ، لاتدري هل أحبته أم أنه كان مرحلة أخرى بحياتها ، ولكن ماتعلمه جيداً أنها تعشق النقود وستفعل أي شيء من أجلها .
أما رامي فقام باستغلالها أسوء استغلال فقد كان يحتاج للمال أيضاً ، كان صديقاً لمراد منذ الصغر ولكن صداقتهما لم تكن بقوة صداقة مراد وياسين ،ودائما ماشعر يالغيرة من علاقتهما معا، كان كلما احتاج للمال اقترض من مراد حتى أنه قام بمساعدته بشراء المقهى الذي هو ملك له حالياً ، بعدما كان مجرد عامل به ، أعطاه مراد المال حتى يشتريه ولا يحتاج لأحدا لأنه كان يعتبره صديق حقيقي فهذا ماكان يظهره له ولكنه لم يعلم مايكنه صدره تجاهه.
أنت تقرأ
لقد بلغت مرادي
Romanceتاليا ومراد زوجان لكن بقوانين وضعت لحياتهما ولكن مع فقدان مراد لذاكرته هل تتغير هذه القوانين أم يذهب كل منهما بطريقه