الفصل الخامس عشر

1.6K 31 0
                                    

عندما اتجها إلى السيارة وضعها مراد ببطء لأنها لم تكن تقوى على الحركة ، تركها ليتجه إلى مقعد السائق ولكنها أمسكت بيده ونظرت إليه برجاء ألا يتركها فانخفض لمستواها ليطمئنها وقال: ماتخافيش أنا مش هسيبك ، أنا هلف عشان أركب جمبك .

تركت يده خائفة ، لقد كانت تشعر بحالة غير طبيعية من الخوف ، كانت ترتعد فرائسها وكل ماحولها يبدو مظلما للغاية ، انها تخاف الظلام منذ كانت في سن المراهقة ، تهابها بشدة ، لقد تعرضت بحياتها لمواقف عديدة جعلتها تعاني حالة من الرعب الشديد والهلع ، عندما جلس بجوارها اطمئنت قليلاً ، وضعت رأسها على مسند المقعد وأغمضت عينيها كي لاترى هذا الظلام ، كان ينظر إلى حالتها بحزن وغضب ، كان غاضب للغاية من هذا المدعو عادل ولولا خوفه من أن تتفاقم حالتها لكان عاد اليه وقتله بيديه المجردتين ، اتجها إلى المنزل وعندما وصلا قام بإسنادها حتى دلفت إلى الداخل، وعندما أوصلها إلى سريرها واطمئن أنها بدأت في النوم ولاتريد شيئاً قرر أن يخرج من الغرفة ، ولكنها أمسكت بيده وقالت : ماتسيبنيش أنا خايفة .

استلقى بجوارها وأخذ يداعب شعرها بأصابعه حتى شعر أنها غطت بنوم عميق ، كان يتأملها وهو حزين عليها وأيضاً غاضب منها لأنها من أوصلت نفسها لتلك الحالة ، لما ذهبت معه إلى هذا المكان المنعزل ، لما تركته من البداية وذهبت لسيارة عادل ، هي من جعلته يشعر أنها فريسة سهلة ، ولكنها كانت تثق به كأخٍ وصديق ٍ تعرفه منذ سنوات ، مؤكد أنها لم تتوقع أنه سيفعل ذلك ، ولكنه حذرها كثيراً منه ، أخبرها أن نظراته إليها لا تعجبه البته ولكنها كانت دائماً تقول له أنه سيء الظن وأنه ينظر إليها بأخوية ليس الا ، يالها من غبية ان نظراته واضحة لا تقبل التبرير حتى عندما حدث حسن عنه ، أخبره حسن أنه يرى ذلك وقد حدثه مسبقاً عن هذا الأمر ، أثناء استغراقه بالتفكير انتفض جسدها بقوة وأخذت تلهث فقال مطمئناً: ماتخافيش ياتاليا أنا جمبك مش هسيبك.

قالت أثناء نومها وكأنها بحلم ما : ليه كلكوا بتمشوا ، ليه بتسيبوني ، أنا مش عايزاك تمشي انت كمان ، أنا مش عايزة اكون لوحدي.

كان يعلم أنها تتحدث دون إدراك ، انها تهلوس على مايبدو ولكنه أجابها قائلاً: أنا مش هسيبك تاني ، انتي مش عارفه انتي بقيتي ايه بالنسبة لي ، انا مابقتش بعرف يومي يعدي من غير ماتكوني فيه ، أنا سايب شغلي وكل حاجه وقاعد معاكي عشان مش عايز أضيع لحظة ماكونش فيها جمبك ، انتي اللي مش حاسه بيا أو مش واثقة فيا طول الوقت ، بس مقدرش انكر انتي عندك حق أنا سيبتك كتير لوحدك بس أنا مش هسيبك تاني.

قضى ليلته بجوارها وكلما شعر بانتفاضها ربت على ظهرها وشعرها حتى تهدأ ، كانت تحلم بما حدث لها ، كانت الأحداث تتكرر بعقلها فتشعر بالخوف فينتفض جسدها كرد فعل تلقائي ، بعد مرور بعض الوقت راح بسبات عميق بجوارها .

لقد بلغت مراديحيث تعيش القصص. اكتشف الآن