الفصل العشرون

1.5K 27 4
                                    

باليوم التالي أصرت تاليا على الذهاب الى منزل والدها فقد انتهى العاملون من تنظيفه ، ومع اصرارها اضطرت ياسمين على الموافقة ، ولكن شرط أن يذهبن معها جميعاً للاطمئنان عليها ، لقد أخبرت مها ورنا انها ستنفصل عن مراد ولكنها لم تخبرهن بالسبب الحقيقي ، فقد قالت لهن أنها لا تشعر بالراحة والأفضل الانفصال ، بالطبع وبخنها وأخبرنها أنها لن تجد رجلا يحبها مثله ، أما ياسمين فقد علمت الحقيقة كاملة عندما أخبرتها تاليا بها لهذا لم تشترك معهن بالتوبيخ فهي تعلم تمام المعرفة أن تاليا تحملت الكثير .

قام حسن بإيصالهن الى منزل تاليا وقد علم هو الآخر بقرار انفصالها ، حاول أن يجعلها تعدل عن رأيها وأخبرها ان مراد شاباً رائعاً ولن تجد مثله ولكنها أغلقت كل الابواب للحديث وأخبرتهم أنها لا تريد التحدث عن الأمر مرة أخرى ، وبعدما تأكد الجميع من عدم احتياجها لشيء وانها بخير غادروها جميعاً، عندما أصبحت بمفردها بالمنزل قامت باستكشاف كل الغرف ، انها لم تأتي إلى هنا منذ زمن طويل ، هنا كل ذكرياتها الجميلة مع والدها ، وهذه غرفتها التي قضت بها فترة شبابها ومراهقتها ، كتبها مازالت بالغرفة ، ألوانها ولوحاتها وكل متعلقاتها حتى ملابسها القديمة موجودة بخزانتها ، وقد اهتم العاملون بتنظيفها أيضاً ، بعدما انتهت من استرجاع ذكرياتها ومشاهدة صورها القديمة مع والدتها وأصدقائها القدامى ووالدها قررت ان تأخذ حماماً طويلاً ليزيل عنها عناء التعب ورائحة المشفى التي مازالت عالقة بها ، وعندما انتهت جهزت لها طعاماً وجلست تتناوله وحدها بهدوء وهي سعيدة بالقرار الذي اتخذته ، لقد تأخرت في اتخاذه ولكن يكفي أنها وأخيرا اتخذت القرار الذي يجعلها مرتاحة البال.

أما مراد فمنذ تركته وعاد الى منزله وهو يجلس بصالة المنزل حتى أنه قد نام بمكانه أثناء تفكيره بها ، لقد شعر بفراغ كبير بالمنزل وبقلبه ، بالرغم من ان زواجهما لم يكن طبيعياً ولكنه يفتقدها وبشدة ، وبرغم شجارهما معا فهو يشعر بأن تلك الفترة التي قضاها معها كانت من أجمل أيام حياته التي يتذكرها أو التي نسيها ، هو لم يرد ايقافها لأنه أرادها سعيدة ، ولكنه غير سعيد بقرارها ، ولكن لن يظلمها أكثر من ذلك ، يجب أن يحل موضوع بسنت أولا ثم يحاول أن يعيدها للمنزل بأي طريقة كانت .

أثناء تفكيره أضاء هاتفه بإسم بسنت فأجابها على مضض فجائه صوتها بدلال لم يستسيغه : مودي بيبي ، أنا بتصل عليك من امبارح مش بترد عليا ليا ، انا قلقت موت عليك ، وزعلانه منك خالص .

قال مراد بأسلوب حاول قدر الامكان الا يكون جافا: معلش كنت مشغول وماشوفتش التليفون ، بترني في حاجه؟!

بسنت :انت مش قولتلي هتبقى تكلمني عشان نشوف بعض ، وبعدين ايه موضوع مشغول ده ، من امتى وانت بتنشغل عن بسبوستك ؟!

مراد: معلش الشغل بس مضغوط الأيام دي .

بسنت: طيب انت ف البيت ؟! انا جايالك .

لقد بلغت مراديحيث تعيش القصص. اكتشف الآن