لقد بلغت مرادي

الفصل التاسع عشر

تركته تاليا وللمرة الأولى تتركه وهي مرتاحة البال ، تركت بؤسها وكآبتها وكل ماكان يحزنها وذهبت ، مشت بخطى ضعيفة مازالت غير متزنة ولكنها ابتعدت ، ابتعدت عن كل ما كان يؤلمها ، يكفي أنها وأخيرا استطاعت أن تأخذ قرار الرحيل ، عندما شعرت بالارهاق جلست على احدى المقاعد الموجودة بالشارع ، جلست تفكر لقد اتخذت قرارها بعدم التفكير بالماضي ، لقد أغلقت صفحته من دفترها ، ولكن الى أين ستذهب الآن ؟! منزل والدها مغلق منذ فترة طويلة ويحتاج للتنظيف وهي لاتقوى على ذلك الآن ، لقد قامت بالاتصال بمن يساعدها في تنظيف المنزل قبل خروجها من المشفى ، ولكنهم لن ينتهوا اليوم ، ماذا تفعل؟! أين تقضي ليلتها؟!

أثناء تفكيرها فتحت هاتفها فوجدت رسائل من أصدقائها ، عونها وظهرها الذي تستند عليه بالمحن ، قامت بإرسال رسالة لياسمين لأنها تعيش فقط مع والدتها أما الباقيين فعندهم إخوة وأخوات وآباء ولأنها تشعر بالراحة عند محادثتها أيضاً فهي دائما تستطيع التخفيف عنها ، لذا أرسلت إليها ينفع آجي أبات عندك النهارده؟!

وما ان بعثت الرسالة حتى وجدت هاتفها يضيء باسم ياسمين وبمجرد أن ضغطت زر الرد جائها صوتها القلق: انتي فين؟!

تاليا : أنا ف الشارع ع الكورنيش .

ياسمين: ابعتيلي اللوكيشن اللي انتي فيه دلوقتي وانا هجيلك حالا .

تاليا : لا خليكي أنا هاخد تاكسي واجيلك .

ياسمين: خليكي مكانك ماتتحركيش ، ماتركبيش تاكسي لوحدك ، أنا جايه لك أنا وحسن احنا قريبين منك أصلا .

بعد اصرارها أرسلت اليها موقعها وبالفعل بعد مرور خمس دقائق وجدتهما أمامها ، هبطت ياسمين من سيارة حسن مسرعة وذهبت إليها ، أما حسن فصف السيارة وتبعها ، قالت ياسمين بلهفة : مالك ؟! انتي كويسة ،ايه اللي مقعدك كده لوحدك ؟! وفين عربيتك ؟! ووشك أصفر كده ليه؟!

ابتسمت تاليا بضعف وقالت: اديني فرصة ارد طيب ، ايه كل الاسئلة دي .

جلست ياسمين بجوارها أما حسن فوقف أمامهما وقال : انتي تعبانة؟! ياسمين قالتلي نيجي اللوكيشن ده واتفاجئت انك هنا ، قاعدة لوحدك ليه هنا ؟! في حد زعلك ؟! مراد مدايقك ف حاجه .

تاليا : مفيش حاجه ياجماعه اهدوا ، انا كانت درجة حرارتي عالية شوية بس بقيت كويسة الحمد لله ، انا آسفه اني جبتكم كده ، شكلكوا كنتوا خارجين.

ياسمين بعتاب : ايه اللي بتقوليه ده من امتى بينا أسف ، وبعدين ولا كنا خارجين ولا حاجه ، احنا كنا ف الشغل ومروحين ، ويلا قومي تعالي معايا البيت عشان عايزاكي ف موضوع .