توالت الأيام تباعاً وكلا منهما بحياته وعمله ، الفارق الوحيد بينهما أن تاليا كانت سعيدة فرحة تحاول تناسي الماضي وكل مايزعجها ، أما مراد فكان مضطراً للتعامل مع أناس لا يشعر معهم بالراحة ، ولا يتقبل أفعالهم ولا طمعهم الواضح بأمواله ، كيف لم يرى هذا من قبل؟! هل كان الحب يعميه لتلك الدرجة ، ان بسنت كلما رأته طلبت منه المال أو طلبت منه تغيير سيارتها او منزلها أو شراء شيئاً ما لها ، ولكن لم يكن ذلك ما يهمه ، فكل ماكان يزعجه هو تصرفاتها الجريئة وأيضاً معاقرتها للخمر كلما خرجا الى مكان واضطراره لحملها الى منزلها ، لقد ضاق ذرعاً مما تفعله وحاول التهرب منها مراراً ولكنها بكل مرة يتهرب منها تذهب الى منزله ويضطر أن يستضيفها به ويتحمل ماتفعله بضيق ، انه لا يشعر تجاهها بحب أو أي نوع من أنواع العاطفة ، كيف تكون هذه محبوبته بحق الجحيم .
بيوم ما كان مراد وبسنت بمطعم ما يتناولان الطعام بعد انتهائه من العمل ، أثناء تناولهما الطعام رأى صديقا قديما له ، انه صديق الطفولة ، لقد قضيا مع بعضهما البعض جميع المراحل التعليمية ، انه يتذكره ، نعم يتذكره ويتذكر كل مافعلاه معا ، لقد كانا يجلسان بنفس المقعد بالمدرسة ، انه صديقه المقرب ياسين ، لذا عندما رآه ترك الطاولة وذهب إليه مسرعاً يناديه وقام باحتضانه قائلاً: ياسين ، انت هنا بتعمل ايه ، أنا ماشوفتكش من زمان اوي ، انت مش متخيل انت واحشني أد ايه .
نظر إليه ياسين باستغراب ثم قال : أنا كنت بتعشى هنا مع خطيبتي ، انت اللي هنا مع مين ؟!
أشار مراد إلى بسنت ثم قال: أنا هنا مع بسنت .
قال ياسين بامتعاض : انت بردو لسه معاها ، مابتحرمش ، بردو مصدقها هي ، على العموم انت حر ، اعمل اللي انت عايزه .
كاد أن يتحرك ياسين غاضباً من أمامه ولكن مراد أوقفه مستفهما: قصدك ايه؟! انت تعرفها ؟!
ياسين بغضب : انت بتكلمني ليه ، جاي تتريق عليا مثلاً ولا ايه بالظبط ، ايه اللي أعرفها ؟! انت مش عارف اني عارفها وحافظها كمان .
مراد بعدم فهم: طيب ليه بتقول عليها كده ، انت تعرف عنها حاجه وحشه .
ضحك ياسين بقوة جعلت الجميع ينظر إليه ثم قال بتهكم : ضحكتني بجد يامراد ، مش عارف والله أقولك ايه ، أنا لما قولتلك حقيقتها قبل كده صدقتها هي وماصدقتنيش ، قليت مني قدامها ، عشان مصدقها ، قاطعت صاحب عمرك بقالك أكتر من ٣ سنين عشان واحدة ماتستاهلش ، بس عموماً انتوا شبه بعض ولايقين على بعض جدا ، أتمنى تكون تاليا أنقذت نفسها من عالمكم القذر ده ، لانك ماتستاهلش واحدة زيها ، انت ماتستاهلش غير بسنت .
استمع له مراد بصدمة واستغراب كان يزداد كلما تحدث أكثر ، هل هذا ياسين صديق عمره ، مالذي جرى بينهما ، لقد كانت علاقتهما رائعة للغاية ، انهما لم يتخاصما يوماً منذ كانا أطفال صغار ، ماذا حدث بينهما ليعامله بتلك الطريقة القاسية ، أما ياسين فتركه وذهب إلى طاولته وأخذ خطيبته وخرج من المكان كاملاً أمام نظرات مراد المستغربة ، عندما ظل واقفاً بمكانه اتجهت إليه بسنت قائلة: انت ايه اللي بيخليك تكلم الانسان ده ؟! انت نسيت قال ايه عني ؟!
أنت تقرأ
لقد بلغت مرادي
Romanceتاليا ومراد زوجان لكن بقوانين وضعت لحياتهما ولكن مع فقدان مراد لذاكرته هل تتغير هذه القوانين أم يذهب كل منهما بطريقه