الفصل الواحد والاربعون

1.3K 27 0
                                    

عندما رأى مراد ملامحه كاملة عرفه ، كيف لايعرفه، بل كيف لم يفكر به من قبل ، كيف أصبح على علاقة بكلا من رامي وبسنت ، هل هو يعرفهم منذ البداية أم أن هناك اتفاق حدث بينهم مؤخراً ، ولكن كيف عرفوه أيضاً، كيف استطاعوا الوصول إليه ، مالذي يجري ، لما كل هذه التعقيدات ، كل الأمور أصبحت متشابكة بطريقة عجيبة ، كيف استطاع أن يفعل هذا ، ألم يكن صديقاً لها، ألم يكن معها بأفراحها وأتراحها ، ألم يخبرها أنه يحبها ، كيف استطاع أن يؤذيها بهذا الشكل ، كيف استطاع أن يتفق مع أعدائها ، هل هذا هو الحب ؟! هل الحب بالنسبة إليهم يأتي بالخديعة والمكر ، ألم يفكر بما ستفعله أو بما ستفكر به عندما تعلم انه اشترك بهذه المؤامرة البغيضة ، ألهذا لم يظهر منذ البداية بالصور ، لهذا كانوا متعمدين ألا يظهر وجهه كاملاً ، وفقط تاليا هي من تظهر صورتها واضحة ، ولكن لاتوجد جريمة كاملة مهما حاول المجرم أن يخفي التفاصيل ، مهما فكر بكل الأحداث سيظهر دليل ولو حتى صغيراً جداً يفضح كل مافعله والدليل هنا شامته التي أسفل أذنه ، تلك كانت التفصيلة الصغيرة الذين نسوا اخفائها .

أثناء تفكيره لم يدري كيف اقترب منه لهذا الحد حتى أصبح أمامه وجها لوجه ، نظر إليه مراد بغضب شديد وغيظ ، أما الآخر فاكفهر وجهه ، وأصيب بالتوتر والخوف ، ماذا عليه أن يفعل الآن ، حسنا انه بملهى ليلي وحده ، لا يوجد شبهة بمايفعله لذا وجد صوته أخيراً وقال: أهلا يامراد ، ايه اللي جايبك هنا ،ايه بقيت تيجي تسهر ف نايت كلاب وسايب تاليا كالعادة لوحدها مستنية ف البيت على ما سي السيد يحن عليها ويرجع.

ازداد غضب مراد إثر كلماته ولم يستطع منع نفسه من لكمه بوجهه ، تجمع من حولهما الموجودين وتدخل الأمن في فض الاشتباك بينهما وقاموا بطردهم خارجا ، لم يكتفي الآخر بما فعله فقال بسخرية وهو يبصق الدم من فمه إثر لكمات مراد القوية : هو ده اللي انت بتعرف تعمله ، بس عارف أنا مبسوط أوي ان وشي بيسبب لك أزمة كده ، مبسوط انك كل مابتشوفني بتدايق ، عشان أنا مجرب نفس الاحساس حتى من غير مااشوفك ، كانت كل مابتجيب سيرتك بدايق وببقى نفسي اشوفك قدامي عشان أطلع فيك غيظي .

نظر إليه مراد بغضب وقال بصوت جهوري وهو يمسك بياقة قميصه الذي تناثرت عليه بعض الدماء : ماتجيبش سيرتها على لسانك ياحيوان ، تاليا اسمها مايتذكرش على لسان واحد زيك ، ايه مش مكفيك اللي انت عملته قبل كده ، أنا بجد مش متخيل انتوا ازاي كده ؟! ازاي قادرين تكونوا بالقرف ده كله ، ازاي خاينين كده ، وانت بالذات تاليا ماعملتش ليك أي حاجه بالعكس دي اعتبرتك أخ ليها وصديق وفي ، وانت أصلا من البداية اتعرفت عليها وعلى الشلة كلها لهدف ، كل ده كان تمثيلية حقيرة منك ومن رامي وبسنت مش كده ، هما اللي قالولك من الاول ادخل حياتها ووقعها ف حبك عشان تسيبني ،ولما مالقتش منها فايدة وهما فقدوا الأمل خدرتوها وصورتوها الصور دي وبعتوهالي عشان أنا اللي أسيبها ، بجد مش قادر أستوعب ، أنا ازاي مافكرتش فيك ، ازاي ماجاش ف بالي انك خسيس وخاين زيهم ومفيش غيرك هيستفيد من بعدي عنها زيهم .

لقد بلغت مراديحيث تعيش القصص. اكتشف الآن