بالأيام التالية تجاهلته تاليا تماماً ، فقد كانت تمارس أنشطتها كما كانت تفعل قبل تواجده ، كانت تعد طعامها وتتناوله وحدها ولكنها كانت تترك له جزءًا منه ، كانت تظل معظم اوقاتها بالغرفة تقرأ كتاباً او رواية ، تحدث زملائها واذا ماانضم عادل للمحادثة كانت تنهيها بأي عذر ، اذا ماخرجت من غرفتها كانت تتجه للخارج ، كانت تقضي ساعات عدة بالخارج وعندما تشعر بالنعاس كانت تعود الى المنزل وتتجه لغرفتها للنوم ، واذا ماحاول مراد محادثتها كانت لا تجبه فقط تتجاهله ، أما عادل فقد حاول مراراً مهاتفتها ، وبعث لها العديد من الرسائل التي كانت فحواها انه لم يكن بحالته الطبيعية وانه نادم بشدة على مافعله والكثير من رسائل الاعتذار التي لم تجب واحدة منها ، هي لاتستطيع الثقة به مجدداً ، لقد أنهى صداقتهما بيديه .
أما مراد فكان يحاول بكل الطرق أن يحادثها ولكنه لم يفلح نظرا لتجاهلها المستمر له ، لقد شعر بالضيق ، لقد اعتاد على محادثاتهما ونقاشتهما واعتاد على مضايقتها وابتسامتها وضحكها ، أيضاً اعتاد على تناول الطعام معها ولكنها منعته من كل ذلك ، انها تتجاهله تماماً ، وعندما شعر انه على وشك الانفجار قرر انه سيذهب اليها بعدما خرجت مع أصدقائها ، هي لن تستطيع معاملته بجفاء أمامهم ، ستضطر لمحادثته مجبرة حتى لا يشعرون بشئ ، لذلك قرر ان يهاتف حسن حتى يعلم منه مكان تواجدهم ليذهب اليهم ولكنه ما ان سأل حسن حتى قال: بس احنا مخرجناش يامراد النهارده ، احنا ماخرجناش بقالنا اسبوع اصلا ، تاليا كل مانكلمها تقول مشغولة ، والبنات عندهم شغل ، وبصراحه أنا مليت أنا عايز أخرج ، حاول تقنعها كده والباقيين سهل اقناعهم .
أغلق مراد المكالمة وهو يشعر بالغضب الشديد ، اذا لم تكن مع أصدقائها فأين تذهب كل يوم ، انها تخرج يومياً تقضي تقريباً خمس اوست ساعات بالخارج أين تكون بكل تلك المدة ، انتظرها حتى تأتي ولكن طال انتظاره ، لقد مرت الساعة تلو الأخرى وهي لم تحضر بعد ، حتى حانت الساعه الواحدة صباحا وجدها تدلف من باب المنزل وتتجه لغرفتها دون ان تنظر حتى اليه ، لم يوقفها سوى صوته الجهوري الغاضب وهو يقول : انتي كنتي فين ؟!
انتفضت بمكانها لان صوته كان عالياً للغاية ولكنها لم تجبه وأكملت طريقها ، فاتجه اليها وجذب ذراعها بغضب فالتفتت اليه رغماً عنها ، عندها قال : ردي عليا ماتدايقنيش اكتر من كده ، ماتبقيش مستفزة ، انتي كنتي فين لحد دلوقتي وكل يوم بتروحي فين ، انا لسه مكلم حسن وقالي انكم ماخرجتوش من اسبوع .
أجابت ببرود عكس الخوف الذي سكن احشائها: ومين قالك اني كنت بخرج معاهم .
ازداد غضبه من برودها وقال ضاغطا على فكه : امال السندريلا كل يوم بتجيلي بعد نص الليل منين ان شاء الله.
أنت تقرأ
لقد بلغت مرادي
Romansaتاليا ومراد زوجان لكن بقوانين وضعت لحياتهما ولكن مع فقدان مراد لذاكرته هل تتغير هذه القوانين أم يذهب كل منهما بطريقه