الفصل السادس عشر

1.1K 17 0
                                    

بالأيام التالية تجاهلته تاليا تماماً ، فقد كانت تمارس أنشطتها كما كانت تفعل قبل تواجده ، كانت تعد طعامها وتتناوله وحدها  ولكنها كانت تترك له جزءًا منه ، كانت تظل معظم اوقاتها بالغرفة تقرأ كتاباً او رواية ، تحدث زملائها واذا ماانضم عادل للمحادثة كانت تنهيها بأي عذر ، اذا ماخرجت من غرفتها كانت تتجه للخارج ، كانت تقضي ساعات عدة بالخارج وعندما تشعر بالنعاس كانت تعود الى المنزل وتتجه لغرفتها للنوم ، واذا ماحاول مراد محادثتها كانت لا تجبه فقط تتجاهله ، أما عادل فقد حاول مراراً مهاتفتها ، وبعث لها العديد من الرسائل التي كانت فحواها انه لم يكن بحالته الطبيعية وانه نادم بشدة على مافعله والكثير من رسائل الاعتذار التي لم تجب واحدة منها ، هي لاتستطيع الثقة به مجدداً ، لقد أنهى صداقتهما بيديه .

أما مراد فكان يحاول بكل الطرق أن يحادثها ولكنه لم يفلح نظرا لتجاهلها المستمر له ، لقد شعر بالضيق ، لقد اعتاد على محادثاتهما ونقاشتهما واعتاد على مضايقتها وابتسامتها وضحكها ، أيضاً اعتاد على تناول الطعام معها ولكنها منعته من كل ذلك ، انها تتجاهله تماماً ، وعندما شعر انه على وشك الانفجار قرر انه سيذهب اليها بعدما خرجت مع أصدقائها ، هي لن تستطيع معاملته بجفاء أمامهم ، ستضطر لمحادثته مجبرة حتى لا يشعرون بشئ ، لذلك قرر ان يهاتف حسن حتى يعلم منه مكان تواجدهم ليذهب اليهم ولكنه ما ان سأل حسن حتى قال: بس احنا مخرجناش يامراد النهارده ، احنا ماخرجناش بقالنا اسبوع اصلا ، تاليا كل مانكلمها تقول مشغولة ، والبنات عندهم شغل ، وبصراحه أنا مليت أنا عايز أخرج ، حاول تقنعها كده والباقيين سهل اقناعهم .

أغلق مراد المكالمة وهو يشعر بالغضب الشديد ، اذا لم تكن مع أصدقائها فأين تذهب كل يوم ، انها تخرج يومياً تقضي تقريباً خمس اوست ساعات بالخارج أين تكون بكل تلك المدة ، انتظرها حتى تأتي ولكن طال انتظاره ، لقد مرت الساعة تلو الأخرى وهي لم تحضر بعد ، حتى حانت الساعه الواحدة صباحا وجدها تدلف من باب المنزل وتتجه لغرفتها دون ان تنظر حتى اليه ، لم يوقفها سوى صوته الجهوري الغاضب وهو يقول : انتي كنتي فين ؟!

انتفضت بمكانها لان صوته كان عالياً للغاية ولكنها لم تجبه وأكملت طريقها ، فاتجه اليها وجذب ذراعها بغضب فالتفتت اليه رغماً عنها ، عندها قال : ردي عليا ماتدايقنيش اكتر من كده ، ماتبقيش مستفزة ، انتي كنتي فين لحد دلوقتي وكل يوم بتروحي فين ، انا لسه مكلم حسن وقالي انكم ماخرجتوش من اسبوع .

أجابت ببرود عكس الخوف الذي سكن احشائها: ومين قالك اني كنت بخرج معاهم .

ازداد غضبه من برودها وقال ضاغطا على فكه : امال السندريلا كل يوم بتجيلي بعد نص الليل منين ان شاء الله.

لقد بلغت مراديحيث تعيش القصص. اكتشف الآن