عندما أخبرها بما فعل وبأن عادل كان شريكاً فيما حدث لها ، بل انه قد دخل حياتها كصديق منذ البداية فقط من أجل خداعها شعرت بألم شديد يعتصر قلبها، فمنذ عرفته لم تفعل شيئاً واحداً يغضبه ، دائماً ماقدمت له النصح وساعدته ، لقد اعتبرته أخا وصديقا رغم تحذير حسن لها منه ، فدائماً ما شك به حسن ، حتى أنه أخبرها يوماً أنه لاتعجبه نظراته إليها ، ودائماً ماجعله بعيداً عنها ،أما هي فلم تصدق ،لم تتخيل قط أن كل مايفعله مجرد خداع ليحصل على المال ، بكت مطولاً لأنها شعرت بالخيانة وعلمت جيداً احساس مراد الآن عندما خانه كلا من رامي وبسنت ، خيانة الصديق تفوق خيانة الحبيب أحياناً ، شخص آمنته على حياتي وأسراري واعتبرته أخا لي ، كيف يستطيع خداعي ، شخص أجلس معه أكثر من أي انسان آخر كيف يطاوعه قلبه على خيانة صديقه ، حجته الواهية كانت انه قد وقع بحبي بالفعل ، ولكن كيف يؤذي الانسان من يحب ؟! انها عندما أحبت مراد تمنت سعادته حتى وان لم يكن معها ، حتى وان أصبح مع غيرها ، أرادت فقط رؤيته سعيداً حتى ولو كانت ستضطر لتركه إلى الأبد ، لم تحاول قط استمالته تجاهها ولم تحاول أن تُغضب بسنت من أجله ، رغم كل المضايقات التي كانت تتعرض لها من بسنت كانت دائماً ماتتحمل ولا تجيبها حتى لا ينعكس غضبها على مراد ، لا تدري هل كانت طريقتها خاطئة ام صحيحة ولكن كل ماتعلمه أنها فعلت ذلك كي يكون سعيداً فقط .
احتضنها مراد وقام بتهدئتها حتى استكانت ، وعندها قال لها : أنا ماكنتش عايز أقولك على اللي عمله عادل عشان ماتدايقيش ، بس كنت عايزك بردو تاخدي حذرك منه ، خوفت يجيلك مثلاً وتصدقيه وتسامحيه ، عشان كده اضطريت أقولك.
أومأت برأسها ، فليس لديها القوة على التحدث فأردف مراد قائلاً: أنا مش عايزك تخافي من اي حاجه ، محدش هيقدر يجي جمبك ، صدقيني أنا بعمل كل حاجه عشان اتطمن انك في أمان.
ابتعدت عنه تاليا قليلاً وقالت: بس انا مش عايزاك تكمل ف الطريق ده يامراد ، عشان خاطري سيبك منهم ، مش عايزاك تبقى زيهم ، ولو على حقك او حقي ربنا موجود وهيجيبلنا حقنا ، بس ماتنتقمش من حد ولا تعمل حاجه تاني ، أنا خايفة عليك .
ابتسم مراد وقال وهو يداعب أنفها: ماتقلقيش عليا ، أنا مش هعمل حاجه ، هما هيتصرفوا مع بعض ماتقلقيش ، المهم دلوقتي اني عايز انام أوي ، تنامي ف حضني ؟!
ابتعدت عنه تاليا خجلة وقالت: نام لوحدك ع الكنبة ياقليل الأدب .
ضحك مراد بقوة وقال: أنا قليل الأدب عشان بقولك تنامي ف حضني ؟! تحبي أقوم أوريكي ازاي اكون قليل الادب بجد؟!
ركضت تاليا لغرفتها وهي تقول : لا شكراً مش عايزه أعرف حاجه ، تصبح على خير يارخم.
ظل مراد يضحك على خجلها ، لايعلم كيف سيجعلها تتخلص من هذا الخجل الذي يمنعه من التهامها ، ولكنه سينتهي أولا مما يفكر به ، ثم سيجعلها تنسى كل خجلها أمامه.
أنت تقرأ
لقد بلغت مرادي
Romanceتاليا ومراد زوجان لكن بقوانين وضعت لحياتهما ولكن مع فقدان مراد لذاكرته هل تتغير هذه القوانين أم يذهب كل منهما بطريقه