الفصل الرابع والأربعون

1.4K 22 0
                                    

عندما أخبرها بما فعل وبأن عادل كان شريكاً فيما حدث لها ، بل انه قد دخل حياتها كصديق منذ البداية فقط من أجل خداعها شعرت بألم شديد يعتصر قلبها، فمنذ عرفته لم تفعل شيئاً واحداً يغضبه ، دائماً ماقدمت له النصح وساعدته ، لقد اعتبرته أخا وصديقا رغم تحذير حسن لها منه ، فدائماً ما شك به حسن ، حتى أنه أخبرها يوماً أنه لاتعجبه نظراته إليها ، ودائماً ماجعله بعيداً عنها ،أما هي فلم تصدق ،لم تتخيل قط أن كل مايفعله مجرد خداع ليحصل على المال ، بكت مطولاً لأنها شعرت بالخيانة وعلمت جيداً احساس مراد الآن عندما خانه كلا من رامي وبسنت ، خيانة الصديق تفوق خيانة الحبيب أحياناً ، شخص آمنته على حياتي وأسراري واعتبرته أخا لي ، كيف يستطيع خداعي ، شخص أجلس معه أكثر من أي انسان آخر كيف يطاوعه قلبه على خيانة صديقه ، حجته الواهية كانت انه قد وقع بحبي بالفعل ، ولكن كيف يؤذي الانسان من يحب ؟! انها عندما أحبت مراد تمنت سعادته حتى وان لم يكن معها ، حتى وان أصبح مع غيرها ، أرادت فقط رؤيته سعيداً حتى ولو كانت ستضطر لتركه إلى الأبد ، لم تحاول قط استمالته تجاهها ولم تحاول أن تُغضب بسنت من أجله ، رغم كل المضايقات التي كانت تتعرض لها من بسنت كانت دائماً ماتتحمل ولا تجيبها حتى لا ينعكس غضبها على مراد ، لا تدري هل كانت طريقتها خاطئة ام صحيحة ولكن كل ماتعلمه أنها فعلت ذلك كي يكون سعيداً فقط .

احتضنها مراد وقام بتهدئتها حتى استكانت ، وعندها قال لها : أنا ماكنتش عايز أقولك على اللي عمله عادل عشان ماتدايقيش ، بس كنت عايزك بردو تاخدي حذرك منه ، خوفت يجيلك مثلاً وتصدقيه وتسامحيه ، عشان كده اضطريت أقولك.

أومأت برأسها ، فليس لديها القوة على التحدث فأردف مراد قائلاً: أنا مش عايزك تخافي من اي حاجه ، محدش هيقدر يجي جمبك ، صدقيني أنا بعمل كل حاجه عشان اتطمن انك في أمان.

ابتعدت عنه تاليا قليلاً وقالت: بس انا مش عايزاك تكمل ف الطريق ده يامراد ، عشان خاطري سيبك منهم ، مش عايزاك تبقى زيهم ، ولو على حقك او حقي ربنا موجود وهيجيبلنا حقنا ، بس ماتنتقمش من حد ولا تعمل حاجه تاني ، أنا خايفة عليك .

ابتسم مراد وقال وهو يداعب أنفها: ماتقلقيش عليا ، أنا مش هعمل حاجه ، هما هيتصرفوا مع بعض ماتقلقيش ، المهم دلوقتي اني عايز انام أوي ، تنامي ف حضني ؟!

ابتعدت عنه تاليا خجلة وقالت: نام لوحدك ع الكنبة ياقليل الأدب .

ضحك مراد بقوة وقال: أنا قليل الأدب عشان بقولك تنامي ف حضني ؟! تحبي أقوم أوريكي ازاي اكون قليل الادب بجد؟!

ركضت تاليا لغرفتها وهي تقول : لا شكراً مش عايزه أعرف حاجه ، تصبح على خير يارخم.

ظل مراد يضحك على خجلها ، لايعلم كيف سيجعلها تتخلص من هذا الخجل الذي يمنعه من التهامها ، ولكنه سينتهي أولا مما يفكر به ، ثم سيجعلها تنسى كل خجلها أمامه.

لقد بلغت مراديحيث تعيش القصص. اكتشف الآن