عندما عادت تاليا كان هو مازال في انتظارها ، كان يجلس بالمنزل يفكر بما يحدث لهما ، يفكر بحزنها وبكاؤها الذي سمعه بأذنيه ، عندما دلفت الى المنزل كانت .. كانت ذابلة هذا الوصف المثالي لحالتها ، لقد كانت منطفأة ، اختفى بريق عينيها ، كان وجهها أكثر حمرة وأيضاً عيناها كانت متورمة من أثر البكاء ، يبدو أنه آلمها كثيراً ، كانت تمشي بخطى هادئة ، بطيئة وكأنها لا تستطيع الاتزان ، عندما مرت من أمامه لم تنظر اليه لقد كانت شاردة تشعر بالتيه والضياع ، ولكنه أوقفها قائلاً: تاليا أنا محتاج أتكلم معاكي ،أنا ماكنتش اعرف والله انها ج......
قبل أن يكمل قاطعته قائلة بهدوء عكس ماتوقع : معلش يا مراد خليها لبكره ، لاني تعبانه ومحتاجه أنام .
تركته ودخلت غرفتها ، لم توصد بابها ولم تطفأ أنوارها ولم تغير ملابسها ، فقط استلقت على فراشها على جانبها متوسدة يدها تحت رأسها وهي تنظر للأريكة أمامها ، أما عقلها فقد كان يفكر ، لم يتوقف عن التفكير ، انها تشعر بضغط نفسي وذهني هائل وهذا الضغط قد أثر على جسدها ، فاصبحت تشعر بجسدها يأن ألما ، وكل عظامها تتوجع ، ظلت على حالتها تلك وكلمات الجدة صفية تتردد بأذنها وهي تقول : اوعي تكملي في علاقة مش مريحاكي عشان كلام الناس ولا عشان اي حاجه ، اختاري دايما اللي يريحك ويسعدك .
انك لاتعلمين أيتها الجدة أنها منذ دخلت بهذه العلاقة وهي لاتشعر بالراحة او السعادة ، انها فقط تشعر بالحزن والقهر والحسرة ليس الا ، لما تكمل بهذا الزواج ؟! مالذي تنتظره منه ؟! لقد ضيعت من عمرها خمس سنوات كاملة في الانتظار ، انها فقط منتظرة ، ولكن ماذا تنتظر ، أتنتظر منه أن يترك حبيبته من أجلها ، أتنتظر أن يحبها كما تحبه ، أتنتظر أن يشعر بها ، مالذي تنتظره حقا ، كيف كانت بكل هذا الغباء ، لما جعلت قلبها يتحكم بقرارتها ، هو لن يحبها ولن يتقبلها كزوجة له ولن يشعر تجاهها بشئ ، وكل ماحدث خلال الشهرين الماضيين لم يكن سوى رغبة فقط ، كرغبة أي رجل بفتاة حتى وان لم يكن يحبها ، أما هي ففسرت الامر بالطريقة التي تتمناها فقط ، ظلت تفكر حتى غرقت بنوم أجبرها عقلها عليه حتى لا تجن .
باليوم التالي انتظرها مراد حتى يتحدث معها ويبرر لها موقفه ولكنها لم تخرج من غرفتها أبدا حتى بدأ يشعر بالقلق ، لقد قاربت الساعة على الخامسة مساءاً وهي لم تخرج بعد ، لم تتناول طعاماً منذ أمس ، لم تخرج لذا اتجه الى غرفتها وقام بطرق بابها وانتظر قليلاً ،لكن لم يأته رد ، طرقه مرة أخرى وأيضاً لم يجبه أحد ، انه لايسمع لها صوتاً ، هل مازالت نائمة حتى الآن ، لكن ماذا اذا كان قد حدث لها شيئاً ؟! عند هذا الخاطر وجد نفسه يحاول فتح الباب ، وما ان وضع يده عليه حتى فتح لانها لم توصده ، لقد كان عقلها في شتات كبير بالأمس ، عندما دلف الى الغرفة وجد أنوارها مضاءة ، ووجدها تنام على فراشها بملابس الأمس ، اقترب قليلاً وناداها ولكنها لم تصدر أي استجابة ، اقترب أكثر فوجدها متعرقة بشدة ، فناداها بقلق بلغ أقصى حده ، لكن أيضاً لم تجب ، عندها حاول أن يهز جسدها بهدوء ، ولكن ما ان لمسها حتى شعر بأنها تحترق ، ان جسدها يحترق ، وضع يده يتلمس جبينها فوجد درجة حرارتها مرتفعة للغاية ، جعل يهزها وهو ينادي باسمها ولكنها كانت تنطق بكلمات غير مفهومة ، يبدو أنها تهذي ، عندها ناداها مرة أخرى فقالت بكلمات غير مترابطة : أنا عايزة أمشي ، أنا عايزة بابا .
أنت تقرأ
لقد بلغت مرادي
Romanceتاليا ومراد زوجان لكن بقوانين وضعت لحياتهما ولكن مع فقدان مراد لذاكرته هل تتغير هذه القوانين أم يذهب كل منهما بطريقه