لقد بلغت مرادي

الفصل الثاني والعشرون

لم يدري بما يجيبها ، انه بموقف صعب ، لقد كان يتخيلها تاليا بالفعل ، انها مسيطرة على عقله وتفكيره ولكن هل لدرجة أن يتخيلها أثناء قبلته لفتاة من المفترض أنها حبيبته ، مالذي يجري لعقله ؟! حاول مداواة الموقف ولكنه لن يستطيع ، ماذا سيخبرها ؟! كيف سيبرر لها الموقف ؟! وجد نفسه صامتاً ، ينظر إليها بتشتت ، أما هي فكانت تستشيط غضباً ، ماذا يجب عليها أن تفعل كي تتخلص من هذه الفتاة ، لقد باتت الآن خطراً كبيراً عليها، يبدو أنه قد بدأ يحبها ، يجب أن تتصرف سريعاً ، لذا حاولت ألا تظهر غضبها وقالت: خلاص يامراد ، أنا عارفه انك عشان عايش معاها وبتفكر ازاي تخلص منها اسمها في بالك وده اللي خلاك تتلخبط مش كده؟!

أومأ مراد بالايجاب دون أن يجيبها، ثم وجدها تتجه الى احدى الخزانات وتخرج منها زجاجة ما ، ثم اتجهت إليه ، هل تعاقر الخمر ؟! اقتربت منه قائلة: مراد ايه رأيك تشرب معايا ، احنا من زمان ماشربناش سوا .

مراد برفض: لا يابسنت ،انا مش عايز اشرب وانتي كمان ماتشربيش وكفاية كده انا هروح دلوقتي ونتكلم بعدين.

بسنت وهي تتمسك بذراعه برجاء: بليز يامراد ، انت ليه كل حاجه بقولك عليها مابتوافقش ؟! ليه من اخر مرة شربت فيها وحصل اللي حصل بينا وانت مابقتش بتشرب معايا ولا بقيت حتى بترضى تطلع شقتي ، انت بتعاقبني ؟! هو ذنبي يعني اني بحبك وعايزة أبقى معاك دايما، وبعدين انت بتقولي نأجل العلاقة لبعد الجواز ، طيب ليه ، ليه مش دلوقتي ، اذا انا محتاجاك وانت محتاجني ايه اللي يمنعنا ،  وبعدين هتفرق في ايه لما نستنى للجواز، هو احنا مش هنكون نفس الاتنين دلوقتي او بعد مانتجوز ،انت ليه بتحسسني انك جاي من العصر الحجري ، امال لو ماكنتش مقضي نص حياتك بره بقى .

فهم مراد ماتتحدث عنه لذا عقب قائلاً: الفرق انه حرام وماينفعش ، حتى لو قضيت نص حياتي بره ، أنا مش زيهم احنا دينا بيمنعنا وكمان العادات والتقاليد ،وبعدين انا عايز العلاقة اللي اعملها تبقى في اطار شرعي ماتبقاش كده .

تأففت بسنت وقالت بضيق: كل حاجه ماينفعش ، انا بجد مابقتش فاهماك ، يعني ولا موافق ألمسك من غير مانتجوز ولا موافق نتجوز ، انت عاوزني اعمل ايه ، انت ليه محسسني اني بشحتك بجد ،. يعني كل مابقولك حاجه بتقولي مش دلوقتي لما نتجوز ، ليه مخليني أحس اني الطرف الأكثر حماسة ، أنا محتاجاك انت ليه مش حاسس بيا ،انت مابقتش تحبني يامراد؟!

لم يجبها مراد ، هو لا يفهم هذه العلاقة ، لكن مافهمه من كلماتها أنه لم يرغب بلمسها سوى بإطار شرعي ، أما هي فترفض الانتظار ، وكما فهم منها أيضاً أنه قد شرب معها الخمر وأقاما علاقة ما ويبدو أنه غير راض عنها لانه لم يصعد معها الى شقتها او يشرب معها منذ ذلك اليوم ، لا يدري ولكنه شعر بالاشمئزاز مما يدور حوله ، خاصة عندما بدأت هي في الشرب وبدأت تدخل بمراحل التيه والهذيان والثمالة، ظل بجوارها حتى سقطت بالنوم ثم انصرف وخرج من شقتها ومن المبنى كاملاً ذاهبا الى منزله ، فقط يريد نسيان كل ماحدث اليوم ، انه يريد تاليا فقط هي ، يريدها بجواره الآن ، لم يستطع منع نفسه من إرسال رسالة إليها كان مضمونها: انا محتاج أكلمك ، محتاج أتطمن عليكي ، عارف اني بدايقك وانك قررتي تبدأي حياة جديدة أنا مش فيها ، بس أنا بجد مش عايز ننتهي كده ، خلينا أصدقاء ، انتي قولتيلي قبل كده اننا ننفع نكون أصدقاء بس ماننفعش نكون متجوزين ، ليه مانجربش نكون اصدقاء يمكن صداقتنا تنجح عن جوازنا .