الفصل السادس والعشرون

1K 19 0
                                    

كان مراد يجلس بغرفته لا يستطيع النوم فقط يفكر بما أخبره به ياسين ، يتذكر عتابه وألمه الذي كان واضحاً بعينيه أثناء سرده لما حدث مع بسنت ، كيف استطاع أن يؤلمه بتلك الطريقة ، حتى وإن لم يكن يصدقه لم يكن عليه اهانته ومقاطعته لأجل أيا كان ، لقد كان قاسي القلب أو معمي العينين ، كان يتبع بسنت بكل ماتقوله دون أن يعمل عقله ، يبدو أنه كان غبيا للغاية أو أنه ألغى عقله عندما أحبها .

عندما شعر باستحالة نومه خرج من غرفته واتجه الى غرفة تاليا ، لعله يجد الهدوء والراحة التي يحتاجها ، لقد افتقدها بشدة ، انه يريدها بجواره الآن ، يريد أن يستنشق عطرها ، أن يضع رأسه على صدرها ويشكو لها مايؤرقه ، انها الشخص الوحيد الذي يحتاج إليه الآن ، وجد نفسه يتأمل أغراضها التي تركتها ، يتأمل الغرفة التي أصبحت الأتربة تملؤها ، يتأمل عطورها التي يقسم أن رائحة جسدها أفضل منها ، أدوات زينتها التي لا تحتاج أيا منها ، ملابسها التي يريدها ألا ترتديها خارج هذا المنزل ، انه لا يريد أن يرى أحدا جمالها ، انها فاتنة شهية كوجبة يراها جائع لم يتناول طعامه منذ أسبوع ، انها تأثره تفقده السيطرة على مشاعره عندما يراها ، جلس على سريرها الذي مازال يحمل رائحتها ، هل يستطيع الإنسان أن يصل لهذه الدرجة من العشق والافتتان ، كيف كان يتركها ويذهب لغيرها ، انها لا مثيل لها ، لايرى أحدا غيرها ، لم يدري كيف أمسك بهاتفه وقام بالاتصال بها ، ولكنه أفاق على صوتها النائم الذي جعله يشتاقها أكثر وهي تقول: أيوه ، مين؟!

شعر مراد أنه يريد أن يحتضن الهاتف لعله يشعر بها بأحضانه ورد قائلاً: أنا مراد ، انتي كنتي نايمة آسف متصل بيكي متأخر كده ، بس ماكنتش عارف أنام وحسيت اني عايز أكلمك.

جائه صوتها الذي لم يفق بعد وهي تقول: مراد، هو في حاجه ، انت كويس .

كان مراد يريد أن يقول : أنا مش كويس من غيرك ، ارجعي بقى ياتاليا.

ولكنه بدلا عن ذلك قال : أنا كويس ماتقلقيش.

تاليا بنعاس واضح وهي تتثاءب : هو احنا امتى ؟!

مراد: الساعة ٣ الفجر .

تاليا: امال انت ايه اللي مصحيك لدلوقتي؟!

مراد: مش عارف أنام ، ممكن تخليكي معايا لحد مانام .

تاليا والتي يبدو أنها نائمة وتتخيل أنها بحلم ما:أنا معاك أهو ، في حاجه حصلت مخلياك مش عارف تنام ؟!

مراد : اللي حصل انك وحشتيني أوي والبيت من غيرك وحش اوي مش عارف أقعد فيه .

تاليا التي تتحدث وكأنها بحالة من اللاوعي : البيت جميل اوي ، أنا بحبه أوي .

شعر مراد بعدم تركيزها ، يبدو أنها لاتعي ماتقول من أثر النوم والارهاق الذي تتعرض له بعملها ، كان يريد أن يستمع إليها أكثر فحديثها يبدو لطيفاً للغاية ولكنه شعر بأنها تريد النوم بشدة لذا قال: عايزة تنامي ؟!

لقد بلغت مراديحيث تعيش القصص. اكتشف الآن