الفصل الثامن والعشرون

988 13 1
                                    

كان مراد يجلس بمنزله يشعر بأن الغضب مازال يعتريه ، رغم مرور الساعات ولكنه لم يستطع النوم ، لم يستطع أن يمحو الصور من عقله ، صورها وهي بأحضان رجل غيره ، صورها وهو يقبلها ، صورها وهو يعانقها ، لماذا فعلت كل هذا ؟! هل لأنه أهملها ؟! ولكن ألم يطلب منها السماح ، لما لم تخبره فقط أنها تحب غيره؟! أهذا هو الحبيب الذي أخبرته عنه سابقاً ، ولكن ألم تخبره فيما بعد أنها لا تحب أحدا غيره ، لما كذبت ؟! هل لتنتقم منه ؟! هل كانت تريده أن يشعر بمعنى القسوة والخيانة ؟! لقد أحبها وعشق تفاصيلها ، لما مثلت عليه البراءة حتى وقع بعشقها ،  ياله من ساذج ، ويالها من مخادعة لم يكفيها ما فعلت ولكنها قامت بصفعه ، عندما أخبرها بحقيقتها صفعته ، لقد استحق هذه الصفعة حتى يستفيق من حبها الكاذب وخداعها ، لقد ظن أنها الوحيدة الصادقة ، ظن أنها لن تخذله ، لم يعلم انها من ستقوم بتحطيم قلبه .

أما هي فكانت ياسمين تجلس بجوارها بعدما أخبرهم الطبيب أنها تعاني من صدمة نفسية وقد أعطاها بعض المهدئات ، ويجب عليها ألا تنفعل وألا يغضبها أحدا ، وعندما قامت بفتح عينيها أخيراً قالت لها ياسمين: عاملة ايه حاسه انك أحسن؟!

أومأت تاليا بالايجاب دون أن تتحدث فأردفت ياسمين قائلة: تاليا ايه اللي حصل ، انتي كنتي فين كل ده؟! انتي آخر مرة كلمتك قولتي قدامك خمس دقايق وتكوني قدامي ، ايه اللي حصلك ، احنا بجد قلقنا عليكي جدا .

دخلت تاليا بنوبة بكاء جديده فهدئتها ياسمين قائلة: اهدي يا تاليا ، لو مش عايزة تتكلمي دلوقتي خلينا بعدين لما ترتاحي ، أنا جمبك وقت ماتحبي تتكلمي.

قالت تاليا: أنا مش عارفه ، مش عارفه ايه اللي حصل ، أنا كنت فعلا ف الطريق ويادوب وصلت وحاسبت التاكسي فجأة حسيت بحاجه اتحطت على نفسي معرفتش اصرخ ، هو ده آخر حاجه فكراها ، بعدها فوقت ف نفس المكان اللي كنت فيه بصيت حواليا مالقتش حد وبصيت ف تليفوني لاقيت عدى خمس ساعات انا مش عارفه ايه اللي حصل فيهم ، كنت دايخة جدا وحاسه ان الدنيا بتلف بيا ،ماكنتش قادرة حتى افكر فركبت تاكسي وجيت هنا لاقيتكم هنا ، انا مش فاهمه حاجه حاسه اني هتجنن ، ايه اللي حصل ف الوقت ده او ايه اللي حصلي انا مش عارفه .

ياسمين: اهدي يا تاليا يمكن حرامي ، الحاجات دي بتحصل كتير.

تاليا: لو حرامي فعلاً ليه لاقيت شنطتي وتليفوني وكل حاجتي زي ما هي؟! مش كان زمانه سرق اي حاجه .

ياسمين بتفكير: عندك حق ، بس انتي لما فوقتي مالاحظتيش حاجه غريبه او حد حواليكي.

تاليا: ماكنش فيه حد خالص ، انا كنت خايفة ، وكل حاجه كانت زي ماهي بالظبط ، لبسي وكل حاجتي ، هو تليفوني بس اللي كان مقفول .

لقد بلغت مراديحيث تعيش القصص. اكتشف الآن