الفصل الخامس والعشرون

1.4K 29 0
                                    

هل يطلب منها أن تكون معهما ، هل يشعر بأن هذا الأمر بسيط لهذه الدرجة ، ان الأمر صعب للغاية ، كيف تستطيع أن تراه بجوارها ، لقد تركت له المنزل وقررت الانفصال عنه حتى لا تشعر بذلك الشعور مرة أخرى ، شعورها عندما تراه معها ، انها تشعر بألم عميق بصدرها عندما تراهما معا ، عندما ترى الإنسان الوحيد الذي أحبته بأحضان فتاة غيرها ، عندما تشعر بأنها ليس لديها أي حق به ، والآن وبهذه البساطة يطلب منها أن تتواجد معهما ، أن تكن كالحاجز بينهما ، هي لن تستطيع أن تفعل ذلك ، لذا قالت له: آسفة يامراد بس أنا مش هقدر ، انت عارف اني عندي شغل أصلا يعني أنا مش فاضية ومش هعرف أجي ف الوقت اللي هتكونوا مع بعض .

نظر لها مراد برجاء قائلاً: تاليا انتي بتخلصي بدري واحنا يعني بنخرج امتى ، احنا بنخرج بالليل ، وهي لو قالت هتيجي البيت ف ميعاد شغلك هحاول أأجل لحد ماتبقي انتي خلصتي شغلك ، بليز ياتاليا أنا محتاجلك .

مع اصراره لم تستطع سوى الموافقة ، وعندما انتهيا من حوارهما ، قال لها: عربيتك أنا جاي بيها عشان أسيبهالك، خديها وأنا هركب تاكسي .

تاليا: لا هي أصلا مش عربيتي ، دي عربيتك أنت وأنا كنت بركبها طول مانت مسافر ، أنا مش عايزاها ، أصلا الشغل مش بعيد عن البيت ومش هحتاجها .

مراد بإصرار: لا هتاخديها ، عشان لو احتجتي تروحي أي مكان ماتحتاجيش لحد .

تاليا برفض: لا مش هاخدها ، أنا كده كده كنت هجيب عربية ، خليها معاك انت عشان شغلك ، انت هتحتاجها أكتر مني .

بالنهاية لم يستطع إقناعها بالحصول على السيارة ، وقام بإيصالها الى منزلها ثم عاد إلى منزله ، أخذ يفكر بها ، كيف وافقت على مساعدته رغم علمه بمدى صعوبة الأمر عليها ، وكيف رفضت أن تأخذ سيارته ، لما لم يرى مميزاتها من قبل ؟! هل كان أعمى البصيرة لهذه الدرجة ، لقد طلب منها أن تكون معهما فقط لانه يريد قضاء المزيد من الوقت معها ، لا يدري كيف أنتهى به الأمر باخبارها بكل هذه الامور ، هو لم يكن لديه نية على قول ذلك ، لقد كان ذاهبا اليها فقط كي يجعلها تقوم بتوقيع الاوراق ، ولكن عندما رآها شعر أنه يريد قضاء المزيد من الوقت معها ، لقد شعر براحة افتقدها منذ وقت طويل منذ أن ذهبت وتركته لذا وجد نفسه يخبرها بكل مايؤرقه ويثقل صدره ، وقد شعر بالفعل بالراحة والسكينة تغمره ، ليت الزمان يعود ، ليته يستطيع أن ينسيها كل مامضى ، ليتها تسامحه .

باليوم التالي ذهب لمقابلة رامي وقد طلب منه أن يكونا وحدهما دون ان يخبر بسنت وعندما ذهب إليه قال له: أنا قابلت ياسين ، بس سابني ومشي ، لسه زعلان من اللي حصل ، بس أنا عاوز أتكلم معاه وأحاول أراضيه وانت عارف تليفوني ضاع بالأرقام اللي عليه ، انت مش معاك رقمه أو ماتعرفش عنوانه زي ما هو ولا لا.

نظر إليه رامي وقال بغضب: وانت ايه اللي خلاك تكلمه ، على فكره بسنت قالتلي انك كلمته لما كنتوا ف المطعم ، ايه نسيت اللي قاله علينا ولا خلاص مابقاش لينا لازمه عندك ؟!

لقد بلغت مراديحيث تعيش القصص. اكتشف الآن